توقيف 25 مخلِّصاً ومنتحلَي صفة عناصر جمارك ضمن خطة مكافحة التهرب الضريبي

نقطة الجمارك اللبنانية عند معبر المصنع
نقطة الجمارك اللبنانية عند معبر المصنع
TT

توقيف 25 مخلِّصاً ومنتحلَي صفة عناصر جمارك ضمن خطة مكافحة التهرب الضريبي

نقطة الجمارك اللبنانية عند معبر المصنع
نقطة الجمارك اللبنانية عند معبر المصنع

أوقفت مديرية الجمارك 25 مخلِّصاً جمركياً عن العمل، أقدموا على إخراج بضائع مستوردة لشركات وهمية، ومنتحلَي صفة عناصر في الجمارك. وأتت خطوة إدارة الجمارك ضمن خطة لضبط التهرب الجمركي على المعابر الشرعية، بعدما ارتفعت أصوات في المرحلة الأخيرة، مطالبة بوضع حد لهذه الظاهرة، والفساد الذي يخسّر الدولة اللبنانية مئات ملايين الدولارات، إلى جانب التهريب عبر المعابر غير الشرعية.
وقالت «وكالة الأنباء المركزية»، إنه في خطوة إصلاحية تساعد على ضبط التهرب الجمركي على المرافئ الشرعية، وما يستتبعها لاحقاً من تهرب ضريبي عبر عدم التصريح على ضريبة الدخل والقيمة المضافة والمنافسة غير المشروعة بين الشركات النظامية والأخرى الوهمية، أصدر مدير عام الجمارك بدري ضاهر سلسلة قرارات، أوقف بموجبها 25 مخلِّصاً جمركياً مرخصاً عن العمل، بعدما أقدموا على إخراج بضائع مستوردة لشركات وهمية.
ولفتت «المركزية» إلى أن ضاهر لن يكتفي بالتوقيف عن العمل؛ بل سيعمد في المرحلة القادمة إلى ملاحقة أي تاجر أو مخلص جمركي بجرم قانون مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال؛ حيث تصل العقوبة إلى السجن 7 سنوات، والحجز على جميع الممتلكات والحسابات المصرفية.
كذلك، أعلنت المديرية العامة للجمارك عن توقيف شخصين ينتحلان صفة عناصر في الجمارك. وقالت في بيان إنه «إنفاذاً للخطة الاستراتيجية التي وضعتها المديرية، لا سيما لناحية مكافحتها للفساد والرشوة، وتقصيها عن مكامن الهدر والتهريب، وإرساء للشفافية مع المواطنين، توفرت لديها معلومات عن وجود مجموعة تقوم بابتزاز تجار ومخلصي بضائع، عبر انتحال صفة عناصر من الجمارك، للحصول على مبالغ نقدية». ولفتت إلى أنه «بعد الرصد والمتابعة الحثيثة، تمكنت قوة تابعة لشعبة المكافحة في بيروت من توقيف المدعو (ن.د.) وبتفتيشه ضبطت بحوزته مبالغ مالية كان قد حصل عليها عن طريق التهديد والابتزاز، منتحلاً صفة رسمية، وبالتحقيق معه اعترف بالجرم المنسوب إليه بمساعدة وتوجيه من المدعو (ع.س.) الموقوف في سجن رومية. وقد أجري المقتضى القانوني بحقه، وأودع مع المضبوطات المرجع المختص بناء على إشارة القضاء».
وفي الإطار نفسه، وضمن سياق مكافحة التهريب، أعلن أمس عن العثور على 395 صندوق موز صومالي مهرب، في بشري، شمال لبنان، وذلك أثناء قيام قوة من المديرية العامة لأمن الدولة بدورية في المنطقة؛ حيث اشتبهت بـ«بيك أب» من نوع «هينو» يقوده المدعو «م.ج.»، ولدى تفتيشه عثرت على 395 صندوق موز صومالي، وتبين نتيجة التحقيق أنه ينقلها إلى سوق الخضراوات في طرابلس لبيعها.
وعملاً بإشارة القضاء المختص، تم ضبط الموز المهرب وتوقيف السائق، وتسليمه إلى جمارك طرابلس لإجراء المقتضى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.