جعجع يدعو لتنحية الخلافات وانعقاد جلسات الحكومة

الدكتور سمير جعجع (القوات)
الدكتور سمير جعجع (القوات)
TT

جعجع يدعو لتنحية الخلافات وانعقاد جلسات الحكومة

الدكتور سمير جعجع (القوات)
الدكتور سمير جعجع (القوات)

أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، أن لبنان يحتاج إلى عملية إنقاذ سريعة. وشنّ هجوماً على «التيار الوطني الحر»، من دون أن يسميه، واتهمه بنبش حروب الماضي. وطرح جعجع خريطة طريق؛ أبرز بنودها وضع الخلافات جانباً وعودة انعقاد جلسات الحكومة.
وجاء كلام جعجع خلال عشاء أقامته منسقية جزين في «القوات». وقال: «نمر بوضع صعب، لكن غير ميؤوس منه، إلا أنه إذا بقي على ما هو عليه الآن، أو تمت معالجته بالطريقة المتبعة حالياً، سيصبح حتماً أكثر يأساً، فهذا الوضع يحتاج إلى رجال دولة».
وفي موضوع تعطيل عمل الحكومة، قال: «منذ شهر ونصف الشهر، لم تجتمع الحكومة، في الوقت الذي يجب أن تجتمع فيه كل يوم لاتخاذ الخطوات اللازمة وإنقاذ البلد. فيما يستذكر البعض حروب الماضي، ويتقاتل مع (الحزب التقدمي الاشتراكي) ثم يتجه نحو (القوات)».
وسأل جعجع: «ألا يرى المسؤولون الكبار ما يحصل؟»، مؤكداً أن «كل مسؤول يرده تقريراً يومياً عن الواردات والمصاريف الحالية، والمؤشرات الاقتصادية التي تنخفض يوماً بعد آخر، في الوقت الذي يعمل فيه البعض على فتح أوراق الماضي».
واقترح جعجع خريطة طريق لإنقاذ لبنان؛ أهم بنودها وضع المواضيع الخلافية جانباً، وعقد جلسات مجلس وزراء.
وفي قضية «حادثة الجبل»، قال إن كل المؤشرات تدل على أن هناك أموراً مشبوهة تحصل حولها، ورفض تحويلها للمجلس العدلي، داعياً لإبعادها عن الحكومة، وتركها تعمل على الأوضاع الاقتصادية والمالية. وسأل: «أيهما من بين الجريمتين الأكثر إرهاباً، حادثة قبرشمون، أم ما فعله ميشال سماحة في نقل المتفجرات وقتل الناس؟ وهي الجريمة التي كان يتوجب تحويلها إلى المجلس العدلي، ولم يحصل ذلك».
وتطرق جعجع إلى المعابر غير الشرعية، قائلاً: «يحاول وزير الدفاع إلياس أبو صعب وضع الجيش في الواجهة، لكن الجيش لا يتحمل أي مسؤولية في هذه القصة، بل المسألة تحتاج إلى قرار سياسي مكتوب ومعلن بشكل رسمي، ويطلب من الجيش إقفال كل المعابر غير الشرعية، والجيش سينفذ المهمة، لكن للأسف وزير الدفاع يأخذ الأمور باتجاه مغاير، نحن لا ننتقد الجيش، بل نقول أنتم لا تتخذون القرار المناسب». وأضاف: «يتم تمييع الموضوع في الوقت الذي بإمكاننا إقفال المعابر وإدخال بين 100 و200 مليون دولار إلى خزينة الدولة، ونحمي بذلك الصناعة المحلية». ولفت إلى أنه «بين المعابر غير الشرعية، وتلك الشرعية، يضيع على الدولة ما يقارب 800 و900 مليون دولار سنوياً».
وتحدث جعجع عن التوظيف غير القانوني لنحو 7 آلاف شخص، «الذين يكلفون الخزينة ما بين 50 و60 مليون دولار سنوياً». ووصف مؤسسة كهرباء لبنان بـ«الفاشلة»، سائلاً: «هل توجد مؤسسة أكثر فشلاً من مؤسسة كهرباء لبنان؟ كلفة الخسارة في الكهرباء سنوياً مليارا دولار، وهناك مجلس إدارة منتهية ولايته، ولا يريدون تعيين مجلس إدارة جديد، كيف يمكن الخروج من الأزمة، والمسؤولون يتصرفون على هذا النحو؟».
وفيما أكد أن لبنان يحتاج إلى إنقاذ سريع، قال: «البعض يتهم الوكالات الدولية ببث الشائعات عبر التصنيف السلبي، في الوقت الذي لا تجتمع فيه الحكومة، والسجالات السياسية لا نهاية لها، ولو تم البحث في هذه النقاط الأربع منذ بدء دراسة الموازنة لما وصلنا إلى ما نحن عليه».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».