حكومة السراج تعاقب المبعوث الأممي... وميليشياتها تطالبه بالاعتذار

استئناف حركة الملاحة في مطار معيتيقة وسط معارك طرابلس

مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)
مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)
TT

حكومة السراج تعاقب المبعوث الأممي... وميليشياتها تطالبه بالاعتذار

مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)
مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)

في سابقة هي الأولى من نوعها، منذ تولي غسان سلامة مهام منصبه كسادس رئيس لبعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، قبل نحو عامين، عاقبته، أمس، حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، بالمنع من استخدام مطار زوارة بغرب البلاد، فيما دعته ميليشيات مسلحة موالية لها إلى تقديم اعتذار رسمي عن إحاطته، «المثيرة للجدل»، التي قدمها لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين الماضي، حول الوضع السياسي والعسكري في ليبيا.
ولم يصدر على الفور أي تعقيب رسمي من البعثة الأممية حول هذا الإجراء، لكن وسائل إعلام موالية لحكومة السراج قالت، في المقابل، إن البعثة الأممية أخطرت إدارة مطار زوارة، بأنها ستوقف استخدام المطار في تسيير رحلات موظفيها.
وأعلنت حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة، بشكل مفاجئ، على لسان هشام أبو الشيكوات وكيل وزارة المواصلات، رفضها الاستمرار في منح إذن إلى سلامة للهبوط بهذا المطار، حيث قال في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، اعتباراً من الآن، لن يُعطى أي تصريح هبوط لطائرة سلامة عبر مطار زوارة، وعليه الهبوط عبر مطار معيتيقة في طرابلس، واستخدامه أسوة بالليبيين. وجدد دعوته للمبعوث الأممي ونائبته للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز لزيارة مطار معيتيقة، وطالبه بألا يكون سياسياً فيما يتعلق بأرواح المدنيين، على حد تعبيره.
وكان أبو الشيكوات قد وجه رسالة رسمية إلى سلامة دعاه خلالها إلى زيارة مطار معيتيقة، بصحبة نائبته، في أي وقت، للتأكد من أنه يستعمل فقط للأغراض المدنية، خلافاً لما ورد في إحاطته أمام مجلس الأمن، التي تضمنت ما وصفه بـ«مجموعة من الأخطاء والمعلومات المضللة وغير المؤكدة». ونفى إعلان سلامة أنه اتفق مع نائبته ستيفاني لزيارة المطار، لافتاً إلى أن سلامة اعتذر رسمياً في خطاب إلى فتحي باش أغا وزير الداخلية بحكومة السراج، بأن زملاءه أخطأوا حينما اعتبروا مدير مركز الرقابة مختطفاً، وأنه نقل عنهم هذا في إحاطته، معلناً تحمله كامل المسؤولية عن هذا الخطأ.
بدورها، أعلنت قوة مكافحة الإرهاب التابعة لميليشيات السراج أنها ترفض ما جاء في إحاطة المبعوث الأممي، وطالبته بتقديم اعتذار. وقالت في بيان نشرته «عملية بركان الغضب»، التي تشنها ميليشيات السراج، إنها لا تقبل أبداً أن يصفها أحدٌ كائناً من كان بأنها تأوي متطرفين بين صفوفها، حتى ولو كان المبعوث الأممي، الذي دعته إلى تزويدها بما سمته بالمعلومة التي لا تمتلكها. وتابعت: «إن كان إطلاقاً للكلام على عواهنه، وإرضاءً للمعتدين الذين حاولوا الزج بهذه الفرية في خطابهم المشوه، فإنها سقطة نطالب البعثة بالاعتذار عنها». وأضافت: «آخر ما كنا ننتظره أن يأتي مبعوث الأمم المتحدة، ويتهمنا بإيواء متطرفين في صفوفنا»، موضحة أنها من أوائل القوات التي استجابت لنداء النفير العاجل الذي أطلقه السراج، وتمكنت مع قوات أخرى من إيقاف قوات الجيش الوطني، قبل ساعات قليلة من اجتياحها للعاصمة طرابلس، ودافعت القوة عن نفسها قائلة إنها «قوة نظامية أنشئت للدفاع عن ليبيا»، لافتة إلى ما وصفته بمرحلة جديدة من «عملية بركان الغضب»، ودعت الليبيين الذين تورطوا مع حفتر إلى إلقاء السلاح، وتسليم أنفسهم لقوات «عملية بركان الغضب».

استدعاء سلامة
كان السراج قد أعلن قبل أيام أنه قام «باستدعاء» سلامة، وتسليمه مذكرة تتضمن «احتجاجاً على ما ورد من مغالطاتٍ في إحاطته لمجلس الأمن حول الوضع في ليبيا»، التي أبدى خلالها قلقه من استمرار الهجمات التي تستهدف مطار معيتيقة بطرابلس، المنفذ الوحيد بغرب ليبيا، الذي أُغلق عشرات المرات خلال الأشهر الأربعة الماضية جراء القصف. ودعا سلامة في إحاطته أمام مجلس الأمن، الاثنين الماضي، «السلطات في طرابلس إلى التوقف عن استخدام المطار لأغراض عسكرية، والقوات المهاجمة إلى التوقف فوراً عن استهدافه»، في إشارة لقوات حفتر. وتحدّث سلامة عن «مزاعم غير مؤكّدة بوقوع تجاوزات ضد حقوق الإنسان في غريان»، عقب سيطرة قوات حكومة الوفاق التي استعادتها قبل شهر من قبضة قوات حفتر، مشيراً إلى قيام «البعثة حالياً بتحري هذا الأمر»، مشيراً إلى اختطاف مدير مركز الرقابة الأغذية والأدوية في طرابلس من قبل مسلّحين طلباً للفدية، الأمر الذي نفته حكومة السراج، مؤكدة أن المسؤول تم استيقافه، وفق إجراءات قضائية. ويتولى سلامة أستاذ العلاقات الدولية وحل الأزمات في جامعة «ساينسز - بو» في باريس منصبه قبل نهاية عام 2017، بعد عملية بحث مطولة عمن يخلف مارتن كوبلر، الدبلوماسي الألماني الذي تولى المنصب نفسه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، بعدما تم استبعاد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض.
وطبقاً لما أعلنته أمس سلطات مطار معيتيقة، الذي يعتبر المطار الوحيد الذي يعمل في العاصمة طرابلس، فقد أُعيد فتحه مجدداً في وقت متأخر من مساء أول من أمس أمام الحركة الجوية، بعد إغلاقه لنحو أربع ساعات عقب تعرضه للقصف بقذائف. وحسب المطار، فقد انتظمت الرحلات الجوية به بعدما تسبب القصف في تعديلها وإرباك المسافرين، واتهمت الميليشيات الموالية لحكومة السراج، قوات الجيش الوطني، بمحاولة استهداف محيط صالة الحجاج بمطار معيتيقة الدولي عبر قصفه بصواريخ «غراد»، فيما وصفته بأنه «في رد فعل جبان على إسقاط قواتها لطائرة مسيرة مذخّرة بالصواريخ، زعمت أنها كانت تحاول مهاجمة أهداف مدنية في محيط مدينة مصراتة بغرب البلاد».

استهداف رتل من مصراتة
ومع دخول عملية تحرير طرابلس، التي أطلقها المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي»، في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي، أمس، شهرها الخامس على التوالي، أكدت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش قيام مقاتلات سلاح الجو باستهداف رتل عند خروجه من مدينة مصراتة بغرب البلاد، تحديداً بمنطقة بوقرين، لافتة إلى أن الرتل ضم عدداً من جماعات الحشد المليشاوي، وأفراداً من «مجالس شورى» بنغازي، ودرنة، وآجدابيا، المتحالفة مع تنظيم «داعش».
وعلى الرغم من الأوضاع المأسوية في البلاد، أعلن علي العيساوي، وزير الاقتصاد بحكومة السراج، أمس، عن مشروع ضخم لإنشاء شبكة لمترو الأنفاق بقيمة 10 مليارات يورو، ما أثار جدلاً عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، حول جدوى إقامة مشروع كهذا في ظل الوضع الأمني والعسكري المتدهور في العاصمة طرابلس، واستمرار أزمتي انقطاع الكهرباء والمياه عنها لساعات طويلة. وأكد العيساوي في مؤتمر صحافي عقده أمس بطرابلس، عقب الاجتماع الذي عرضت خلاله عدد من الشركات تنفيذ مجموعة من المشروعات الكبرى في ليبيا، أنه سيتم تشكيل لجان مشتركة مع المستثمرين لمناقشتها، وبدا متفائلاً بأن البلاد ستتجاوز كل الصعاب، وسيتم تنفيذ مشروعات تنموية تشمل القطاعات كافة. والعيساوي، المحسوب على جماعة «الإخوان المسلمين»، أحد المتهمين في قضية اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، أحد أبرز قادة الجيش الوطني، خلال الانتفاضة التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
بدورها، أعلنت أمس الشركة العامة للكهرباء، في بيان لها، عن دخول مجموعات خارجة عن القانون إلى عدة محطات تحويل شرق العاصمة طرابلس، وإرجاع التيار الكهربائي بالقوة، واعتبرت أن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة تسبب في انخفاض التردد؛ الأمر الذي يؤدي إلى خروج بعض وحدات التوليد عن الخدمة، وتهديد استقرار الشبكة الكهربائية. وناشدت الشركة، في بيان سابق، أمس، أيضاً، المواطنين، بعدم الدخول لمحطات التحويل بالمناطق، وإرجاع التيار الكهربائي بالقوة، وقالت إن هذا التصرف اللا مسؤول يزيد من تفاقم المشكلة، وإرباك العاملين بغرفة التحكم، كما حثت المدن التي ترفض طرح الأحمال بالدخول في عملية الطرح المبرمج من قبل غرفة التحكم من أجل استقرار الشبكة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي لكافة ربوع البلاد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.