السعودية والإمارات ومصر والبحرين ترحب باتفاق الفرقاء في السودان

القاهرة تطالب بإعادة تفعيل عضويته في الاتحاد الأفريقي

TT

السعودية والإمارات ومصر والبحرين ترحب باتفاق الفرقاء في السودان

رحبت السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ومنظمات خليجية وعربية وإسلامية، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في السودان بين المجلس العسكري الانتقالي و«قوى إعلان الحرية والتغيير» بشأن بنود وثيقة الإعلان الدستوري المنوط بها تسيير المرحلة الانتقالية في البلاد. وعد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية الاتفاق بين الأطراف في السودان، «نقلة نوعية من شأنها الانتقال بالسودان الشقيق نحو الأمن والسلام والاستقرار»، منوهاً بالجهود المبذولة من كل الأطراف لتغليب المصلحة الوطنية، وفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد.
وجدد المصدر السعودي تأكيده على التزام بلاده التام بالوقوف إلى جانب السودان، ومواصلة دعمه، بما يسهم في نهوضه، واستقراره، واستتباب الأمن في كامل ربوعه، «انطلاقاً مما يمثله السودان من عمق استراتيجي، وما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من روابط الدين والأخوة الصادقة وأواصر القربى والمصير المشترك».
كما رحبت مصر باتفاق الفرقاء في السودان، وأوضحت وزارة الخارجية المصرية، في بيان أصدرته أمس، أن الاتفاق «يُعد خطوة مهمة على الطريق الصحيحة، ونحو تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد»، ونوه بأن الخطوات التي اتخذها السودانيون خلال الفترة الماضية «تؤكد على عودة السودان للمسار الدستوري، وهو ما يقتضي بدوره ضرورة رفع تعليق عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي». وأكدت مصر دعمها الكامل لخيارات وتطلعات الشعب السوداني بأطيافه كافة، ودعمها لمؤسسات الدولة، كونها المسؤولة عن تنفيذ هذه التطلعات. وأعادت مصر التأكيد على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل مساندة السودان وشعبه فيما يصبو إليه نحو تحقيق الأمن والاستقرار ومزيد من الرخاء.
ومن العاصمة المنامة، رحبت البحرين بالتوقيع على الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري الانتقالي و«قوى الحرية والتغيير»، وأكدت وزارة خارجية البحرينية أهمية هذه الخطوة في المضي بالبلاد نحو الاستقرار والسلام الدائمين، وتحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في التنمية والتقدم، وحرص كل الأطراف على المصلحة العليا، والجهود المقدرة للتوصل إلى هذا الاتفاق، مجددة موقف بلادها الثابت الداعم لجمهورية السودان الشقيقة، ووقوفها معها، خصوصاً في هذه المرحلة المهمة من تاريخها، وتأييدها لكل ما يعزز مصالحها، ويعود بالخير والنفع على شعبها.
من جانبه أكد د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، عن ثقة بلاده في السودان وشعبه في طي صفحة النظام الأسبق و«الإخوان»، وقال في تغريدة نشرها على موقعه في «تويتر»: «يطوي السودان صفحة حكم البشير و(الإخوان)، ويدخل حقبة جديدة في تاريخه السياسي بالتحول إلى الحكم المدني، الطريق إلى دولة المؤسسات والاستقرار والازدهار لن تكون مفروشة بالورود، ولكن ثقتنا في السودان الشقيق وشعبه وتكاتف المخلصين حوله كبيرة».
ومن مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، ثمن الدكتور عبد اللطيف الزياني، توقيع المجلس العسكري الانتقالي و«قوى الحرية والتغيير» في الجمهورية السودانية على الوثيقة الدستورية الانتقالية، ووصفها بأنها «خطوة تاريخية مهمة تؤسس لإرساء دعائم الاستقرار والأمن والسلام، واستكمال تشكيل سلطات الدولة السيادية». ودعا الزياني، الشعب السوداني وكل قواه الوطنية، إلى تعزيز الثقة والتوافق، وتوحيد الصفوف والجهود، والتمسك بالوحدة الوطنية، والانطلاق إلى بناء الدولة الديمقراطية المدنية، وفق مبادئ العدالة وحكم القانون لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في السلام والديمقراطية والاستقرار والازدهار.
ومن جدة، رحب الدكتور يوسف العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، بتوقيع المجلس العسكري و«قوى إعلان الحرية والتغيير» بالسودان على الإعلان الدستوري، وأكد أن الاتفاق يمثل خطوة مهمة في مسار العملية السياسية، وتحقيق متطلبات المرحلة الانتقالية، وجدد العثيمين وقوف المنظمة إلى جانب السودان في هذه المرحلة الدقيقة لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الأمن والسلام والاستقرار والتنمية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.