مخاوف من تصعيد عسكري في كشمير مع تبادل الهند وباكستان الاتهامات

رئيس وزراء باكستان، عمران خان
رئيس وزراء باكستان، عمران خان
TT

مخاوف من تصعيد عسكري في كشمير مع تبادل الهند وباكستان الاتهامات

رئيس وزراء باكستان، عمران خان
رئيس وزراء باكستان، عمران خان

تصاعدت المخاوف من اقتراب فرض حظر للتجول في إقليم كشمير المتنازع عليه أمس، بعد أن تبادل البلدان الخصمان باكستان والهند الاتهامات بشأن الاشتباكات العسكرية عند الخط الفاصل. وعادت الأضواء لتسلط مجددا على كشمير في الأيام الأخيرة بعد أشهر من الهجوم الدامي على قافلة شبه عسكرية هندية، أعلنت جماعة مقرها باكستان مسؤوليتها عنه وأدى إلى تبادل الضربات الجوية عبر الحدود.
وقال رئيس وزراء باكستان، عمران خان، أمس إن من المحتمل أن يتحول التوتر بين الهند وباكستان حول كشمير إلى أزمة إقليمية، وإن الوقت قد حان لوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال خان على «تويتر» «الرئيس ترمب عرض الوساطة بشأن كشمير. حان الوقت للقيام بذلك بعد تدهور الوضع هناك وعلى خط السيطرة (بين شطري كشمير) نتيجة الأعمال العدائية الجديدة التي تقوم بها قوات الاحتلال الهندية». وخط السيطرة الذي أشار إليه خان هو الخط الذي يمثل الحدود الفعلية التي تقسم كشمير إلى شطرين بين الهند وباكستان. وأضاف خان: «من المحتمل أن ينفجر الوضع إلى أزمة إقليمية»، كما ذكرت وكالة رويترز.
وبدأ التوتر الأخير على الحدود في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بعد أن نشرت نيودلهي 10 آلاف جندي على الأقل، كما ذكرت وسائل الإعلام أن أمراً صدر بنشر 25 ألف جندي آخر في المنطقة. وفرضت الحكومة إجراءات أمنية أخرى، بينها الدعوة إلى تخزين الطعام والوقود، بسبب معلومات عن تهديدات إرهابية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وأثارت تلك الإجراءات الذعر بين السكان الذين اصطفّوا في طوابير طويلة أمام محطات الوقود ومتاجر الطعام وأجهزة الصرف الآلي للحصول على المال، وتردد أن الوقود نفد من معظم المحطات. وهناك احتمال بأن تفرض السلطات حظر تجول مفتوحا ليل الأحد، بحسب ما أفاد مسؤول في الشرطة للوكالة الفرنسية.
وقال سكان إنهم شاهدوا أعدادا كبيرة من الميليشيات الموالية للحكومة تصل عند مراكز الشرطة، وتنزل معدات للمبيت أمام المنشآت الحكومية. من ناحية أخرى، تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بشن هجمات عبر الخط الفاصل الذي يشكل الحدود الفاصلة بين شطري كشمير.
وأعلن الجيش الهندي كذلك أمس أنه أحبط محاولة لفريق باكستاني يضم عناصر نظاميين من الجيش، إضافة إلى مسلحين، لعبور خط المراقبة الذي يفصل كشمير، ما أدى إلى مقتل «بين خمسة إلى سبعة» مهاجمين. ونفت باكستان الاتهامات قائلة إنها «لا أساس لها»، واتهمت الهند باستخدام قنابل عنقودية ضد مدنيين، ما أدى إلى مقتل شخصين أحدهما صبي في الرابعة من العمر، وإصابة 11 آخرين بجروح خطيرة. ونفت نيودلهي ذلك.
وسارع عمران خان إلى اتهام الهند بالقيام بـ«تحركات عدوانية جديدة» وقال بأن ذلك يمكن أن يتحول إلى «أزمة إقليمية». ودعا إلى عقد اجتماع للجنة الأمن القومي الباكستاني لمراجعة الوضع في إقليم كشمير.
لكن السياح والطلاب سارعوا إلى مغادرة كشمير منذ إعلان حكومة ولاية جامو وكشمير أنه يجب عليهم القيام بذلك «فورا» وسط معلومات استخباراتية جديدة تتعلق بـ«تهديدات إرهابية» لموسم حج هندوسي كبير في المنطقة.
وأصدرت بريطانيا وألمانيا تحذيرات من السفر إلى المنطقة.
لكن فيما شدد الجيش الهندي وحكومة الولاية على المخاطر الأمنية، أثار مسؤولون كشميريون ومن المعارضة في نيودلهي مخاوف من أن يكون نشر الجنود الإضافيين له أسباب أخرى. ومن تلك المخاوف احتمال أن تقوم حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الهندوسية القومية بتنفيذ تهديدها بإلغاء الوضع الخاص الممنوح لكشمير بموجب الدستور.
وحذر قادة سياسيون في المنطقة من أن إلغاء حقوق يضمنها الدستور، مثل أن سكان الولاية فقط يمكنهم شراء أراض في المنطقة، يمكن أن يثير اضطرابات في الولاية ذات الغالبية المسلمة. وذكرت تقارير إعلامية أن مساعد مودي وزير الداخلية أميت شاه، سيلتقي مسؤولين كبارا ويعتزم زيارة المنطقة.
ولمح حاكم كشمير بال مالك إلى أن نيودلهي تعتزم مناقشة مسألة متعلقة بكشمير في البرلمان اليوم، بحسب الإعلام الهندي.
وتقاتل مجموعات متمردة منذ عقود الجنود الهنود المنتشرين في الشطر الذي تديره نيودلهي من كشمير، سعيا لدمج المنطقة مع باكستان أو الاستقلال. وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف غالبيتهم من المدنيين.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.