بركلات الترجيح... مانشستر سيتي بطلاً لـ«درع المجتمع الإنجليزية»

أكد تفوقه على ليفربول وواصل هيمنته على البطولات المحلية

لاعبو مانشستر سيتي على منصة التتويج يحتفلون بالدرع الإنجليزية الخيرية (رويترز)
لاعبو مانشستر سيتي على منصة التتويج يحتفلون بالدرع الإنجليزية الخيرية (رويترز)
TT

بركلات الترجيح... مانشستر سيتي بطلاً لـ«درع المجتمع الإنجليزية»

لاعبو مانشستر سيتي على منصة التتويج يحتفلون بالدرع الإنجليزية الخيرية (رويترز)
لاعبو مانشستر سيتي على منصة التتويج يحتفلون بالدرع الإنجليزية الخيرية (رويترز)

توج مانشستر سيتي، بطل الدوري والكأس، بطلاً لـ«درع المجتمع الإنجليزية» (السوبر)، التي تقام تقليدياً قبل أسبوع من انطلاق الدوري الممتاز، وذلك بفوزه على ليفربول بركلات الترجيح 5 - 4 بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقت الأصلي، أمس، على ملعب «ويمبلي» في لندن.
كان سيتي الذي توج بطلاً لدوري الموسم الماضي في المرحلة الأخيرة بفارق نقطة فقط عن ليفربول، بالذات، البادئ بالتسجيل في الدقيقة 12 عبر رحيم سترلينغ، قبل أن يعادل الكاميروني جويل ماتيب في الدقيقة 77.
واحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي، فابتسم الحظ لسيتي الذي أصبح أول فريق يحرز الدرع في مباراة تجمع عادة بين بطلي الدوري الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي، كبطل للدوري والكأس (أحرز الثلاثية المحلية الموسم الماضي)، منذ آرسنال عام 2002 حين فاز على ليفربول أيضاً.
ويدين فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، بالفوز إلى حارسه التشيلي كلاوديو برافو، الذي صد الركلة الترجيحية الثانية لليفربول التي سددها الهولندي جورجينيو فينالدوم، مانحاً فريقه لقب «درع المجتمع»، للمرة الثانية توالياً، والسادسة في تاريخه، فيما فشل ليفربول في إحراز الدرع للمرة الأولى منذ 2006 حين خاض المباراة بعد فوزه بلقب الكأس، في حين أن مشاركته فيها خلال نسخة 2019 ناجمة عن حلوله وصيفاً في الدوري.
وتقدم سترلينغ، لاعب ليفربول السابق، بهدف لسيتي في الدقيقة 12 وسط سيطرة تامة على الشوط الأول، وجاء الهدف بعدما لمس ديفيد سيلفا كرة عرضية وغير اتجاهها إلى سترلينغ الذي سدد بقدمه من مدى قريب، وأخفق الحارس أليسون بيكر في إبعادها، رغم أنه كان قريباً من الإمساك بالكرة.
وتحسن أداء ليفربول بطل أوروبا كثيراً في الشوط الثاني، وأدرك المدافع البديل ماتيب التعادل بضربة رأس في الدقيقة 77، واستمر ضغط فريقه، وأنقذ كايل ووكر مدافع سيتي كرة من على خط المرمى في الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع بعد ضربة رأس من المصري محمد صلاح، الذي أهدر قبلها مباشرة انفراداً بمرمى الحارس كلاوديو برافو.
كما رد إطار المرمى محاولتين من ثنائي ليفربول صلاح وفيرجيل فان دايك في الشوط الثاني، بينما سدد سترلينغ كرة في القائم.
وسيحظى ليفربول بشرف أن يفتتح الموسم الجديد من الدوري الممتاز يوم الجمعة (ضد نوريتش سيتي) عوضاً عن سيتي حامل اللقب، الذي يلعب السبت خارج ملعبه مع وستهام، وذلك لأن فريق المدرب الألماني يورغن كلوب سيدافع عن مكانته كبطل لدوري أبطال أوروبا، في مواجهة خصمه المحلي تشيلسي، بطل «يوروبا ليغ»، عندما يتواجهان الأربعاء 14 أغسطس (آب) في إسطنبول في مباراة السوبر الأوروبية.
وكان غوارديولا قد حث لاعبيه على توجيه رسالة لمنافسيه خلال التحدي الرائع ضد ليفربول في «درع المجتمع».
وقاد المدرب الإسباني، مانشستر سيتي، إلى إحراز لقب الدوري بفارق نقطة يتيمة عن ليفربول، في موسم ملتهب استمر فيه التشويق حتى الجولة الأخيرة.
وجدد الناديان التنافس الساخن أمس على «ملعب ويمبلي» في المباراة الافتتاحية للموسم، التي لم تخرج عن إطار المواجهات السابقة الرائعة.
ويأتي الفوز بـ«الدرع الخيرية»، ليدعم الترشيحات التي تصب في صالح سيتي لإحراز لقب الدوري للموسم الثالث توالياً.
ورغم بعض المناوشات بينهما هذا الأسبوع، عندما تحدث كلوب عن الإنفاق الهائل لسيتي في السنوات الأخيرة في تعاقدات اللاعبين، ما أغاظ غوارديولا، لا يزال الإسباني يقدر مدرب ليفربول والفريق الذي صنعه في «ملعب أنفيلد».
وقال غوارديولا، مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني السابق، «كلوب يلهمني في أشياء كثيرة. هو مدرب راق، مدرب عالمي. هو جيد للغاية، ومواجهة فرقه تشكل تحدياً كبيراً لي في كل مرة».
وفي ظل فشل ليفربول في إحراز لقب الدوري منذ 1990، وسعي سيتي المستمر مع إدارته الإماراتية لإحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، سيكون الطرفان سعيدين إذا تبادلا الأدوار في الموسم المقبل.
لكن غوارديولا يدرك أن فريقه سيصبح بحال تتويجه بلقب الدوري أول فريق منذ جاره مانشستر يونايتد (2006 - 2009) يتوج ثلاث مرات توالياً.
على جانب آخر، أعرب النرويجي أولي غونار سولسكاير، مدرب مانشستر يونايتد، عن ثقته الكاملة في بقاء لاعب الوسط الفرنسي الدولي بول بوغبا في صفوف الفريق خلال الموسم الجديد الذي ينطلق يوم الجمعة المقبل.
وجاء كلام سولسكاير بعد فوز فريقه على ميلان الإيطالي بركلات الترجيح 5 - 4 (الوقت الأصلي 2 - 2) في مباراة غاب عنها بوغبا بداعي الإصابة، في حين تحدثت بعض التقارير عن رفضه اللعب آملاً في الضغط على ناديه، لتحريره من أجل الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني.
لكن سولسكاير كان واثقاً من بقاء بوغبا الفائز بكأس العالم مع منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018 بقوله: «لا شك لدي على الإطلاق... لم أكن أتوقع أن يسافر مع الفريق (إلى كارديف حيث أقيمت المباراة). لقد تكلمت معه بعد الحصة التدريبية، ولم يكن في حالة جيدة. لا يمكن اعتبار الأمر إصابة، بل بعض الوجع، وبالتالي لم أكن أريد المخاطرة».
وتابع سولسكاير: «بول سيعود على الأرجح إلى التدريبات (اليوم الاثنين). ومن المفترض أن يكون على ما يرام من أجل مباراة تشيلسي».
وواجه بوعبا أوقاتاً صعبة في يونايتد، ودخل في خلاف مع المدرب الأسبق البرتغالي جوزيه مورينيو، لكن قد يقنعه الطموح الذي أظهره النادي من أجل تحسين المركز السادس الذي احتله في الدوري الممتاز الموسم الماضي بفارق 32 نقطة عن مانشستر سيتي البطل. وأعلن مدرب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان، عن رغبته في الحصول على خدمات بوغبا، لكن تقارير صحافية أشارت إلى أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز، ليس مستعداً لدفع مبلغ طائل للتعاقد مع بوغبا، في ظل أنباء تحدثت عن إمكانية شراء لاعب الوسط المهاجم الهولندي دوني فان دي بيك من أياكس أمستردام.
وبعد التعاقد مع الظهير آرون وان - بيساكا من كريستال بالاس، والجناح الشاب دانييل جيمس من سوانزي سيتي، اقترب يونايتد من إبرام صفقة قياسية قيمتها 80 مليون جنيه إسترليني لضم هاري ماغواير مدافع ليستر سيتي.
وقال المدرب النرويجي، متحدثاً عن قلب دفاع منتخب إنجلترا، «يحدوني الأمل في إنهاء بعض التفاصيل البسيطة، ويمكننا الإعلان عن شيء قريباً جداً، لننهي هذه التفاصيل، لكنه شارك في عدة مباريات خلال الصيف، لذا سيكون علينا فقط تقييم حالته، وما إذا كان بالإمكان مشاركته ضد تشيلسي».
وأشار سولسكاير أيضاً إلى أن آشلي يانغ سيكون القائد الجديد للفريق خلفاً لأنطونيو فالنسيا، الذي ترك النادي بعد 10 سنوات، من أجل الانضمام إلى نادي كيتو في بلده الإكوادور الشهر الماضي.
وأنهى مانشستر يونايتد استعداداته للموسم الجديد بفوزه على ميلان بركلات الترجيح 5 - 4 (الوقت الأصلي 2 - 2) في مدينة كارديف. وخاض مانشستر يونايتد 6 مباريات خلال جولاته في أستراليا وآسيا وأوروبا وفاز بها جميعها.
وتقدم الفريق الإنجليزي بهدف لمهاجمه ماركوس راشفورد في الدقيقة 13 بعد مراوغته مدافعين، لكن ميلان رد بهدف لجناحه الإسباني سوسو بتسديدة لولبية من مشارف المنطقة في الدقيقة 24، ثم سجل مدافع مانشستر السويدي فيكتور ليندلوف بالخطأ في مرماه هدف ميلان الثاني بالدقيقة 60، قبل أن يعادل جيسي لينغارد بكرة يسارية زاحفة في الدقيقة 72.
وفي نهاية الوقت الأصلي، لجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح، حيث نجح حارس مرمى مانشستر الإسباني ديفيد دي خيا، في التصدي لركلة الشاب دانيال مالديني (17 عاماً)، نجل أسطورة ميلان باولو مالديني، قبل أن يحسم الوافد الجديد دانيال جيمس النتيجة في صالح فريقه بتسجيل الركلة الخامسة بنجاح.
ويستهل مانشستر يونايتد مشواره في الدوري الإنجليزي بمواجهة قوية ضد تشيلسي على ملعب «أولد ترافورد» في 11 أغسطس الحالي.


مقالات ذات صلة

الإسباني أويارزابال: نحن الأفضل على الإطلاق

رياضة عالمية ميكيل أويارزابال لاعب منتخب إسبانيا (أ.ف.ب)

الإسباني أويارزابال: نحن الأفضل على الإطلاق

يشعر المهاجم البديل بمنتخب إسبانيا، ميكيل أويارزابال، بثقة كبيرة قبل مواجهة ألمانيا؛ منظّمة بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2024، في شتوتغارت.

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)
رياضة عالمية ستيف ويليامز رئيس الاتحاد الويلزي لكرة القدم (رويترز)

التحقيق مع رئيس الاتحاد الويلزي لكرة القدم

أعلن الاتحاد الويلزي لكرة القدم، الثلاثاء، إيقاف رئيسه ستيف ويليامز لحين الانتهاء من التحقيق بشأنه. 

«الشرق الأوسط» (كارديف)
رياضة عالمية لاعبو منتخب فرنسا يقدمون دفاعاً قوياً (أ.ف.ب)

هل يكون الدفاع «مفتاح النجاح» لفرنسا في كأس أوروبا؟

واجهت فرنسا صعوبة في تسجيل الأهداف ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024 وتدين بتأهلها لدور الثمانية إلى دفاع صلب.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
رياضة عالمية جماهير «اليورو» تتسبب في غرامات على منتخباتها (أ.ف.ب)

«يويفا» يغرم أسكوتلندا وسويسرا والمجر بسبب تجاوزات جماهيرية

فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) غرامة مالية بقيمة 3 آلاف و375 يورو بحق الاتحاد الأسكوتلندي للعبة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية ألفارو موراتا باقٍ في أتلتيكو مدريد (أ.ف.ب)

موراتا سيبقى في أتلتيكو مدريد

أكّد مهاجم أتلتيكو مدريد وقائد منتخب إسبانيا ألفارو موراتا الثلاثاء البقاء في صفوف فريقه الموسم المقبل.

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»