بقاء رونالدو على مقاعد البدلاء في سيول ضربة أخرى ليوفنتوس في جولته الآسيوية

يوفنتوس خيب آمال جماهير كوريا الجنوبية من الكبار والصغار (إ.ب.أ)
يوفنتوس خيب آمال جماهير كوريا الجنوبية من الكبار والصغار (إ.ب.أ)
TT

بقاء رونالدو على مقاعد البدلاء في سيول ضربة أخرى ليوفنتوس في جولته الآسيوية

يوفنتوس خيب آمال جماهير كوريا الجنوبية من الكبار والصغار (إ.ب.أ)
يوفنتوس خيب آمال جماهير كوريا الجنوبية من الكبار والصغار (إ.ب.أ)

انتهت المباراة التي أقيمت بين يوفنتوس الإيطالي ونجوم الدوري الكوري الجنوبي يوم الجمعة الماضي في العاصمة الكورية الجنوبية سيول بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق، لكن الفائز في هذا الأمر هم المحامون، نظراً لأن الآلاف من المشجعين الكوريين رفعوا دعاوى قضائية للمطالبة بالحصول على أموالهم مرة أخرى بعدما جلس النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء طوال المباراة - في خرق واضح لبنود العقد بين الطرفين، كما يزعم منظمو المباراة.
وعندما يستغل السياسيون المحليون الجولة الآسيوية لنادي يوفنتوس ويصورونها على أنها مثال آخر على عدم احترام بلادهم على الساحة العالمية، فمن المؤكد أن الأمور لا تسير على ما يرام على الإطلاق. صحيح أن يوفنتوس قضى نحو تسع ساعات فقط في سيول، لكن الأضرار التي لحقت بسمعته ستستمر لفترة طويلة للغاية.
في البداية، يجب الإشارة إلى أن هذا الصيف كان مثيراً للغاية بالنسبة للأندية الأوروبية التي خاضت معسكر الإعداد للموسم الجديد في آسيا. فقد أطلق جمهور مانشستر يونايتد صافرات الاستهجان ضد آشلي يونغ في سنغافورة، كما تعرض مانشستر سيتي خلال رحلته إلى الصين إلى هجمة شرسة بسبب موقفه من المشجعين ووسائل الإعلام المحلية، وكانت أبرز الانتقادات من وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، التي نشرت مقالاً عن «عدم الاحترام التام الذي أظهره مانشستر سيتي لمضيفيه خلال جولته في الصين. ولم يكن ظهور الفريق في الصين أكثر من التزام تجاري، كما أن غياب الحماس والمعاملة الفاترة لمضيفيه يعد تناقضاً صارخاً لما حدث مع ممثلي الأندية الأخرى».
وقد دفع ذلك المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، للدفاع عن نفسه وعن لاعبيه وسلوك النادي، حيث قال: «يجب أن أقول إنني لا أتفق مع ذلك، وأؤكد أن هذا غير صحيح بالمرة». من السهل للغاية النظر إلى كل شيء يحدث في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان على أنه جزء من لعبة استراتيجية طويلة المدى وعلى نطاق أوسع، لكن يبدو أن الشعور العام في الصين هو أن جولة مانشستر سيتي هناك لم تكن كارثية وأن التعليق، الذي كُتب باللغة الإنجليزية بواسطة مراسل أجنبي، كان عبارة عن انعكاس لشعور فرد واحد بالانزعاج بسبب عدم إمكانية الوصول إلى المباراة، لكنه ليس عبارة عن بيان رسمي يعبر عن بكين.
وقد نجا يوفنتوس من رحلته في الصين من أي مشكلات بعدما أشرك نجمه كريستيانو رونالدو لمدة 90 دقيقة أمام إنتر ميلان في نانغينغ يوم الأربعاء الماضي. لكن تأخر الرحلة تسبب في وصول الفريق إلى كوريا الجنوبية قبل خمس ساعات فقط من بداية المباراة. وكان هناك شعور بالتذمر بسبب إلغاء جلسة توقيع اللاعبين على قمصان للمشجعين وتأخير انطلاق المباراة بين يوفنتوس ونجوم الدوري الكوري الجنوبي لنحو ساعة.
لكن كان يمكن نسيان كل هذه الأمور لو شارك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في المباراة وأمتع الجمهور بركلة حرة مباشرة رائعة أو ركلة خلفية مزدوجة واحتفل بطريقته المميزة، لكن أكثر من 60 ألف مشجع دفعوا ما يتراوح بين 20 جنيهاً إسترلينياً و280 جنيهاً إسترلينياً لحضور المباراة انتظروا اشتراك رونالدو ولو مع بداية الشوط الثاني، لكن ذلك لم يحدث وظل رونالدو حبيساً لمقاعد البدلاء ولم يلعب أي دقيقة من عمر اللقاء. وأشارت تقارير إعلامية إلى أنه كان هناك وعد بمشاركة رونالدو لمدة 45 دقيقة على الأقل من عمر المباراة.
وبقي رونالدو جالساً على مقاعد البدلاء وبدأت الجماهير في مغادرة المدرجات قبل صافرة النهاية، عندما أصبح من الواضح أن مهاجم ريال مدريد السابق لن يلعب. من المؤكد أن يوفنتوس لم يكن يتصور أن جولته الآسيوية ستنتهي بهتافات «ميسي، ميسي» حول الملعب، بسبب غضب الجماهير من عدم مشاركة رونالدو.
وقال المدير الفني ليوفنتوس، ماوريسيو ساري، إن رونالدو يعاني من إرهاق في العضلات. وأشار الصحافيون المحليون إلى حقيقة أن رونالدو - الذي جلس بديلاً على الورق فقط - كان يرتدي قرطاً في أذنه، وهو ما يعد دليلاً على أنه لم يكن ليشارك في المباراة على الإطلاق. وبعد نهاية المباراة، رفض رونالدو أن يتحدث لوسائل الإعلام، وقال على وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم التالي إنه من الجيد أن يكون المرء في وطنه، وهو الأمر الذي أدى إلى مزيد من الغضب.
واعتذرت رابطة الدوري الكوري الجنوبي عما حدث، لكنها تعرضت للانتقادات لأنها سمحت لوكالة صغيرة تدعى «زا فاستا» بتنظيم المباراة والترويج لها. وقد ركزت هذه الوكالة في الترويج لهذه للمباراة بالكامل على رونالدو، وهو الأمر الذي كان دائماً محفوفاً بالمخاطر، وربما مزعجاً للاعبين المحليين، وكذلك بالنسبة للاعبي يوفنتوس أنفسهم. وقد اضطرت هذه الوكالة للإعلان عن تفاصيل العقد المبرم، والذي ينص على أن يلعب رونالدو لمدة 45 دقيقة، إلا إذا تعرض للإصابة أثناء عمليات الإحماء أو أثناء المباراة نفسها. وتبلغ قيمة الشرط الجزائي نحو ربع مبلغ الـ2.5 مليون جنيه إسترليني التي جمعها النادي الإيطالي من رحلته إلى كوريا الجنوبية!
وبالنسبة لهيئة «ذا فاستا»، فقد تكون العواقب أكثر خطورة، حيث حذرت شركة «مايونغان» للشؤون القانونية من أنه في حالة عدم الاتفاق على دفع تعويضات بحلول الأسبوع المقبل، فسيتم رفع دعاوى قضائية بالنيابة عن ألفين من المشجعين، مشيرة إلى أن العدد سيتزايد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة. وتعهد الرئيس التنفيذي لهيئة «ذا فاستا»، روبن يانغ، بالتوصل إلى حل لهذه المشكلة. والآن، تأمل هيئة «ذا فاستا» أن تتجنب مصير الشركة التي جلبت برشلونة إلى سيول عام 2010. والتي أعلنت إفلاسها بعد ذلك!
وتوضح الحلقة الأخيرة السبب وراء ضرورة حدوث تغيير في طريقة إدارة هذه الجولات في آسيا، حيث تبدو الشركات الصغيرة غير قادرة على إدارة الأمور كما ينبغي عندما تتعاقد مع أندية أوروبية كبرى. وهناك شركات ضخمة مثل «راكوتين» اليابانية، التي يمكنها أن تجلب نادياً ترعاه، مثل برشلونة، لكي يلعب أمام فريق تملكه، مثل فيسيل كوبي الياباني، أو مجموعة «سيتي فوتبول غروب» التي أخذت مانشستر سيتي إلى اليابان لمواجهة يوكوهاما إف مارينوس، الذي تشترك في ملكيته.
ومن شأن مثل هذه الترتيبات الكبرى أن تقلل المخاطر المحتملة. ويجب الإشارة إلى أن المشجعين في آسيا يشعرون بالإهانة عندما لا يتم احترامهم بالصورة المطلوبة. وقد تمكن ريال مدريد من التغلب على تداعيات جولته المشؤومة إلى الصين في عام 2005 عندما كان يضم فريق «العظماء»، حيث كان النادي الملكي كبيرا بما يكفي لاستعادة سمعته وهيبته، لكن يتعين علينا الآن أن ننتظر لنرى ما إذا كان يوفنتوس يستطيع أن يفعل الشيء نفسه أم لا.
من جانبه رفض أندريا أنييلي رئيس يوفنتوس مزاعم بأن بطل دوري الدرجة الأولى الإيطالي تصرف بطريقة غير مسؤولة بعد غياب رونالدو عن المباراة الودية. وتشكلت مجموعات عبر الإنترنت للاحتجاج على عدم مشاركة رونالدو في المباراة ووكل اثنان من المحتجين المحامي كيم مين - كي لرفع دعوى قضائية ضد منظمي المباراة.
وكتب أنييلي: «خاض المباراة كل لاعب سافر إلى كوريا المباراة باستثناء كريستيانو رونالدو فقط الذي نصح أطباء الفريق بإراحته بسبب إجهاد في العضلات بعد المواجهة أمام (إنتر ميلان) والتي جاءت قبل 48 ساعة فقط من مباراة سول». وتابع «لذلك فليسمح لي السيد الرئيس أن أرفض مزاعم التصرف بطريقة غير مسؤولة أو التعالي أو عدم احترام الجماهير التي نقدرها دوما. وألقى أنييلي باللوم أيضاً على الظروف التي سبقت انطلاق المباراة بعدما استغرق الأمر من يوفنتوس أكثر من ساعتين لمغادرة المطار ليصل إلى ملعب المباراة في سيول بعد 15 دقيقة من الموعد الأصلي للانطلاق.


مقالات ذات صلة

199 مليون يورو خسارة يوفنتوس في السنة المالية 2024

رياضة عالمية يوفنتوس توقع تسجيل المزيد من الخسائر خلال الفترة المقبلة (إ.ب.أ)

199 مليون يورو خسارة يوفنتوس في السنة المالية 2024

توقع نادي يوفنتوس تسجيل خسارة أخرى في العام المالي المقبل بعدما أعلن اليوم الجمعة عن خسارة قدرها 199.2 مليون خلال 12 شهراً حتى يونيو الماضي.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية لاعبو اليوفي عقب المباراة (أ.ف.ب)

الدوري الإيطالي: يوفنتوس يسقط أمام نابولي بالتعادل للمرة الثالثة توالياً

سقط يوفنتوس للمباراة الثالثة توالياً في فخ التعادل السلبي وجاء هذه المرة أمام ضيفه نابولي، السبت، ضمن المرحلة الخامسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية تياغو موتا مدرب يوفنتوس (رويترز)

موتا: يوفنتوس سيواجه نابولي وليس كونتي

قال تياغو موتا مدرب يوفنتوس إنه يركز على دفع فريقه للأمام وتحسين أداء لاعبيه بعد تعادلين سلبيين في دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (تورينو)
رياضة عالمية سكيلاتشي خلال مواجهة الأرجنتين في كأس العالم 1990 (أ.ب)

وفاة الإيطالي سكيلاتشي هداف كأس العالم 1990

توفي المهاجم السابق سالفاتوري «توتو» سكيلاتشي، هدّاف كأس العالم 1990، الأربعاء، عن عمر يناهز 59 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وفقاً لما أفاد الاتحاد الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية تياغو موتا (إ.ب.أ)

موتا: كوبمينيرز يسخر كل قدراته ليوفنتوس

قال تياغو موتا مدرب يوفنتوس الإيطالي، الاثنين، إن الوافد الجديد تيون كوبمينيرز اندمج في الفريق، وسيتألق إذا شارك في مواجهة أيندهوفن الهولندي في مستهل مشواره.

«الشرق الأوسط» (روما)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».