قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إن «مصر تدعم جميع الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، والدفع قدماً بمساعي إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك وفقاً للمرجعيات الدولية، وعلى أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، بما يسهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشعوب المنطقة».
وأكد السيسي خلال لقائه جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، في القاهرة، أمس، على «قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية الراسخة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة».
ووصل كوشنر إلى العاصمة المصرية القاهرة، على رأس وفد في زيارة لمصر استغرقت ساعات عدة. وسبق أن زار كوشنير الأردن وإسرائيل، في إطار جولة بمنطقة الشرق الأوسط، تشمل قطر والسعودية والإمارات.
حضر لقاء الأمس، سامح شكري، وزير الخارجية المصري، وعباس كامل، رئيس الاستخبارات العامة في مصر، ومن الجانب الأميركي جيسون غرينبلات، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للمفاوضات الدولية، وبريان هوك، المبعوث الأميركي الخاص بإيران.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن «الرئيس السيسي شدد على الاستمرار في التنسيق والتشاور مع الإدارة الأميركية حول سبل ترسيخ السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة وما تمر به من أزمات متعددة».
وأضاف المتحدث الرئاسي، أن «كوشنر نقل تحيات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، للرئيس السيسي، مؤكداً أهمية العلاقات المصرية - الأميركية، وتطلعه لدعم جهود تنميتها وتطويرها على مختلف المحاور والمستويات». كما «أشاد كوشنر بالدور المهم والجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لتعزيز أسس الاستقرار والسلام في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والتطرف بصورهما كافة»، منوهاً بما حققته الدولة المصرية من نجاح في ترسيخ الاستقرار بمصر رغم الوضع الإقليمي المتأزم، وكذلك النجاح الملموس في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والجهود التنموية التي أحدثت طفرة في مجمل الأوضاع في مصر.
كما استعرض كوشنر «الاتصالات التي يقوم بها الوفد الأميركي مع مختلف الأطراف بالمنطقة سعياً للدفع قدماً بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، مؤكداً «الأهمية البالغة التي توليها بلاده للتشاور مع مصر في هذا الإطار، باعتبارها مركز ثقل لمنطقة الشرق الأوسط، ولما لديها من خبرات طويلة ومتراكمة في التعامل مع الأطراف المعنية كافة في هذا الخصوص».
على صعيد متصل، أكدت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا حل دون عودة الرئيس ترمب عن قراراته السابقة بتجاهل المرجعيات الدولية، وهي حل الدولتين، ووقف الاستيطان، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، والإقرار بحق العودة».
أما السفير سعيد أبو علي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة كوشنر للمنطقة تأتي في إطار المتابعة لورشة البحرين، واستطلاع آفاق خطته التي طرحها في نطاقها السياسي»، معتبراً أن «ما يطرحه مستشار الرئيس الأميركي لن يؤدي إلى سلام في المنطقة في ظل تجاهل المرجعيات الدولية، ومبادرة السلام العربية، والتي لن يقبل جميع العرب بديلاً عنها»، مضيفاً أنه «لا يوجد تطور يذكر سوى استئناف الحراك الأميركي بما يبقي على صفقة ترمب بعد انعدام التفاعل مع نتائج ورشة المنامة». وقال مساعد الأمين العام للجامعة العربية لشؤون فلسطين، إن «عدَل الرئيس الأميركي عن خطته التي ماتت قبل أن تولد - على حد وصفه - ربما يكون هناك سلام، أما إذا تمسك بالمواقف الإسرائيلية نفسها التي أخرجت القدس والاستيطان والمرجعيات الدولية من سياق الحل، سوف ندور في حلقة مفرغة».
وحول إمكانية تطويق الخلاف الفلسطيني - الإسرائيلي، وإعلان السلطة عدم التزامها بالاتفاقيات الثنائية مع تل أبيب. قال السفير سعيد أبو علي: إن «إسرائيل أفرغت الاتفاقيات الثنائية مع السلطة الفلسطينية من جوهرها الحقيقي، وتوالت الانتهاكات اليومية؛ مما أدى إلى عدم التزام السلطة بالاتفاقيات الأحادية الجانب».
السيسي: ندعم جميع جهود حل القضية الفلسطينية بشكل عادل
السيسي: ندعم جميع جهود حل القضية الفلسطينية بشكل عادل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة