حفل لبطولة رياضية في كربلاء يثير موجة انتقادات عراقية

اتجاهات شعبية واسعة لا ترى فيه إساءة لقدسية المدينة

صورة  من مواقع التواصل الإجتماعي للفتاة العراقية التي أثارت الجدل
صورة من مواقع التواصل الإجتماعي للفتاة العراقية التي أثارت الجدل
TT

حفل لبطولة رياضية في كربلاء يثير موجة انتقادات عراقية

صورة  من مواقع التواصل الإجتماعي للفتاة العراقية التي أثارت الجدل
صورة من مواقع التواصل الإجتماعي للفتاة العراقية التي أثارت الجدل

أثار حفل احتفال بطولة غرب آسيا الكروية في محافظة ملعب كربلاء، أول من أمس، جدلاً عراقياً واسعاً وانتقادات متبادلة بين الاتجاهات التي ترى أنه حفل متواضع ولم تخرج فعالياته عن الإطار الاجتماعي والثقافي المقبول محلياً، وأخرى، سياسية في معظمها، ترى أنه مثّل «إساءة لقدسية» المدينة التي تحتضن «ضريح الإمام الحسين».
وتُقام فعاليات بطولة غرب آسيا لكرة القدم في العراق للفترة الممتدة بين 30 يوليو (تموز) و14 أغسطس (آب)، تتنافس فيها 9 منتخبات عربية وُزّعت على مجموعتين، تُقام مباريات المجموعة الأولى التي تضمّ منتخبات العراق ولبنان وسوريا وفلسطين واليمن في محافظة كربلاء الجنوبية، وتُقام مباريات المجموعة الثانية المؤلفة من منتخبات السعودية والكويت والأردن والبحرين في محافظة أربيل بإقليم كردستان.
ويرى كثيرون أن الحفل الذي ظهرت في فعالياته «فتاة سافرة» تعزف على آلة الكمان الموسيقية النشيد الوطني العراقي، وفتاتان أدتا بعض الحركات الراقصة، كان متواضعاً وطبيعياً، ولا يستحق الضجة المثارة حوله.
الضجة الكبيرة والمتواصلة منذ انطلاق حفل الافتتاح الذي جرى الثلاثاء الماضي، دفعت حكومة كربلاء المحلية، أمس، إلى إصدار بيان أخلت فيه مسؤوليتها عما جرى خلال الحفل.
ورفض محافظ كربلاء نصيف الخطابي الانتقادات التي وجهت له، وقال في بيان: «لم يكن لنا أي دور في إعداد برنامج هذه البطولة، واقتصر دورنا في تهيئة الطرق وتشجيرها وتهيئة الساحات وتقديم جميع وسائل الدعم».
وذكر أنه «تحفظ على فقرات معينة من هذا البرنامج بكتابنا المرسل لوزارة الشباب والرياضة وإلى الاتحاد العراقي لكرة القدم». وفيما أبدى مدير بطولة غرب آسيا النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة العراقي علي جبار، أمس، استغرابه من ردود الفعل بشأن حفل الافتتاح، لأنه «كان طبيعياً ولا يحتاج إلى هذا التصعيد والبيانات المتشنجة». اعتبر المشرف على الحفل علي عباس في تصريحات صحافية، بأن «الجميع أشاد بحفل الافتتاح، لكن البعض لا يروق له نجاح العراق رياضياً وسياسياً، لذلك حاولوا تعكير الأجواء ولا يوجد أي انتهاك للقدسية».
وفي إشارة إلى الفتيات اللائي اشتركن في حفل الافتتاح، ذكر عباس أن «الفتاة ذات الفستان الأبيض، كانت ترمز اللون الأبيض في العراق، وكانت تؤدي حركات حمامة السلام، والأسود والأحمر من ألوان العلم العراقي».
وفي حين أعلن ديوان الوقف الشيعي، أمس، عن رفعه دعوى قضائية ضد اتحاد كرة القدم، بذريعة أن حفل افتتاح البطولة «مخالف لضوابط وخصوصية المدن المقدسة والأخلاق والآداب العامة»، استغرب مسؤول محلي في كربلاء «الضجة المفتعلة التي تقف وراءها اتجاهات شعبوية تحاول استغلال احتفالات طبيعية لتحقيق أهداف سياسية».
ويقول المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لـ«الشرق الأوسط» إن «الرد الطبيعي على هؤلاء هو الحضور الطاغي للكربلائيين في مباريات الافتتاح الأولى، وسيزيد هذا الحضور الطاغي في المباريات المقبلة، حتى إن بعض الكربلائيين اصطحبوا نساءهم وعوائلهم معهم».
وكشف المسؤول المحلي عن أنه «تواصل مع قطاعات شعبية ورسمية واسعة في كربلاء، ولم ألاحظ أي انزعاج أو عدم قبول، بل بالعكس، الجميع يشعر بالارتياح لاستضافة مدينتهم هذه البطولة المهمة التي تعيد للعراق دوره الطبيعي في مجال تنظيم المسابقات القارية والدولية».
من جانبه، استنكر الأمين العام لحزب «الدعوة الإسلامية»، نوري المالكي، أمس، ما حصل في ملعب كربلاء، مطالباً الحكومة بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المقصرين.
وقال المالكي في بيان: «نستنكر وندين بشدة ما حصل في ملعب محافظة كربلاء المقدسة خلال افتتاح بطولة غرب آسيا، التي رافقها حفل موسيقي راقص يعدّ تجاوزاً على حرمة المدينة، وهتكاً لقدسية مدينة الإمام الحسين عليه السلام».
وطالب المالكي «الحكومة بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المقصرين، ومَن يقف خلف هذا التجاوز الفاضح على حرمة المدينة المقدسة، سواء كانت الحكومة المحلية أو وزارة الشباب والرياضة أو الاتحاد العراقي لكرة القدم».
واعتبر المتحدث باسم كتلة «صادقون» التابعة لـ«عصائب أهل الحق» نعيم العبودي أن حفل الافتتاح «يمثل إساءة لقدسية المدينة». وقال العبودي في تغريدة له على «تويتر»، أمس، أن «افتتاح بطولة غرب آسيا في كربلاء بالغناء والرقص إساءة لقدسية المدينة، ولا بد أن تكون هنا وقفة وتحقيق في الموضوع».
وجُوبِه بيان المالكي والتصريحات والبيانات المنتقدة لحفل الافتتاح بانتقادات واسعة من ناشطين ومدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الناشط البصري نائل الزامل تعليقاً على بيان المالكي: «تسكت ويصرّ (مختار العصر) على أن تتكلم، يطالب بفتح تحقيق، لأن فتاة بافتتاح بطولة عزفت (كمان). ويرفض فتح تحقيق بشهداء سبايكر وبسقوط 4 محافظات وبسرقة ميزانية 2014. وبالفساد الذي حصل بعهده، والكوارث التي حصلت بجولة التراخيص النفطية، ويعتبر الفتاة هزت قدسية مدينة كربلاء». وأضاف الزامل: «لكن قدسية كربلاء لم تهتزّ بمقتل (الكاتب الكربلائي) علاء مشذوب، ولا بالمتسولين في الشوارع ولا بالعوائل التي تأكل من المزابل».
وكتب رئيس تحرير جريدة «العالم الجديد» الإلكترونية منتظر ناصر على صفحته في «فيسبوك»: «يسرقون باسم الله والدين والوطن وتحت يافطة (الكوميشين) والنسبة والصناديق الاقتصادية، وتهريب النفط والمخدرات، ويمارسون العمالة بأبشع صورها ولا يخجلون! وتخجلهم فتاة لم يكن لها ذنب إلا عزف النشيد الوطني في كربلاء باحتفال رسمي، وضمن بروتوكول دولي!».
وأضاف: «أي انحطاط وتخلف وجمود فكري يعيشه (دواعش الشيعة)، وإلى أي مهلكة أخرى يقودوننا؟!».



واحد من كل 3 أطفال في السودان يواجه سوء التغذية الحاد

سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
TT

واحد من كل 3 أطفال في السودان يواجه سوء التغذية الحاد

سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)

قال «برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة»، اليوم (الأحد)، إن طفلاً واحداً من كل 3 يواجه سوء التغذية الحاد في السودان، وهو ما يجعل البلاد على شفا مجاعة.

وشدَّد «برنامج الأغذية العالمي» على أن الحاجة لدعم الأفراد في السودان باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، في أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى.

وتسببت الحرب في أكبر أزمة لجوء في العالم، ووضعت مناطق عديدة بالسودان على شفا المجاعة.

وانتشرت المجاعة في 5 مناطق في السودان، وفقاً لوكالات أممية استندت إلى التقرير المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي صدر حديثاً، وتدعمه الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً