الاحتلال الإسرائيلي يقتل فلسطينياً «تسلل» من غزة

موقع عسكري لـ«حماس» في خان يونس بعد قصف إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
موقع عسكري لـ«حماس» في خان يونس بعد قصف إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
TT

الاحتلال الإسرائيلي يقتل فلسطينياً «تسلل» من غزة

موقع عسكري لـ«حماس» في خان يونس بعد قصف إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
موقع عسكري لـ«حماس» في خان يونس بعد قصف إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)

قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده قتلوا فلسطينيا بالرصاص، أمس الخميس، بعدما عبر الحدود من قطاع غزة وأطلق النار على الجنود مما أسفر عن إصابة ثلاثة.
وذكر بيان للجيش أنه خلال الواقعة استهدفت دبابة إسرائيلية موقعا تابعا لحركة حماس التي تدير القطاع. ولم ترد تقارير حتى الآن بشأن سقوط فلسطينيين بنيران الدبابة. وأضاف البيان الذي نقلته «رويترز»، أن «مهاجما أطلق النار على الجنود» بعدما تسلل عبر السياج الأمني الإسرائيلي الممتد على حدود غزة.
وأضاف: «رد الجنود بإطلاق النار تجاهه مما أسفر عن وفاة المهاجم. وتعرض ضابط لإصابة متوسطة وأصيب جنديان آخران بجروح طفيفة نتيجة الأعيرة التي أطلقها المهاجم».
وكان مسؤولون بوزارة الصحة في قطاع غزة قالوا إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص فلسطينيا يوم الجمعة الماضي خلال احتجاجات أسبوعية بمحاذاة الحدود مع إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن آلافا من الفلسطينيين تجمعوا على الحدود، وإن بعضهم ألقى عبوات ناسفة وقذائف باتجاه السياج الحدودي.
ويقول مسؤولون في غزة إن نحو 210 فلسطينيين قُتلوا منذ بدء الاحتجاجات الأسبوعية منذ أكثر من عام. وفي ذلك الوقت قتل أيضا قناص فلسطيني جنديا إسرائيليا بالرصاص بمحاذاة الحدود كما قُتل آخر أثناء مداهمة في غزة.
وذكرت وكالة «صفا» الفلسطينية للأنباء، صباح أمس الخميس، أن الجيش الإسرائيلي قصف نقطة للفصائل الفلسطينية قرب مخيم العودة شرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
في شأن آخر، أفاد تقرير إخباري إسرائيلي، أمس الخميس، بأن قوات إسرائيلية اعتقلت الليلة الماضية سبعة فلسطينيين بالضفة الغربية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أنه «يشتبه في ضلوع المعتقلين بنشاطات إرهابية، وإرهابية شعبية، وأعمال شغب عنيفة ضد المدنيين وقوات الأمن»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
ولم تذكر الهيئة ما إذا كان لأي من الموقوفين انتماءات تنظيمية. وتعتقل إسرائيل بصورة شبه يومية فلسطينيين تصفهم بأنهم «مطلوبون لأجهزة الأمن، للاشتباه بضلوعهم في ممارسة الإرهاب، والإخلال بالنظام العام والقيام بأعمال شغب».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».