ملك المغرب يترأس حفل الولاء في القصر الملكي بتطوان

أطلق اسم «عبد الرحمن اليوسفي» على الفوج الجديد من ضباط الجيش المتخرجين

العاهل المغربي يترأس حفل أداء القسم للضباط المتخرجين من المدارس العليا العسكرية وشبه العسكرية في تطوان أمس (ماب)
العاهل المغربي يترأس حفل أداء القسم للضباط المتخرجين من المدارس العليا العسكرية وشبه العسكرية في تطوان أمس (ماب)
TT

ملك المغرب يترأس حفل الولاء في القصر الملكي بتطوان

العاهل المغربي يترأس حفل أداء القسم للضباط المتخرجين من المدارس العليا العسكرية وشبه العسكرية في تطوان أمس (ماب)
العاهل المغربي يترأس حفل أداء القسم للضباط المتخرجين من المدارس العليا العسكرية وشبه العسكرية في تطوان أمس (ماب)

أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس على الفوج الجديد من الضباط المتخرجين في مختلف المعاهد والمدارس العسكرية، وشبه العسكرية، اسم «الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي»، رئيس الحكومة الأسبق.
جاء ذلك خلال ترؤس الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بعد ظهر أمس بساحة المشور بالقصر الملكي بتطوان، بمناسبة تخليد الذكرى العشرين لتولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم، حفل أداء القسم من طرف 1839 ضابطا متخرجا من مختلف المعاهد والمدارس العسكرية وشبه العسكرية، وكذا الضباط الذين ترقوا في رتبهم ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، من بينهم 283 ضابطة.
وخاطب الملك محمد السادس الحضور قائلا: «قررنا أن نطلق على فوجكم اسم الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، الذي يتقاسم مع والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني، ومع جلالتنا المبادئ الثابتة نفسها؛ في حب الوطن والتشبث بمقدسات الأمة، وبالوحدة الترابية للمملكة، والدفاع عن مصالحها العليا... فكونوا، رعاكم الله، في مستوى ما يجسده هذا الاسم، من معاني الاستقامة والالتزام والثبات على المبادئ، والغيرة الوطنية الصادقة؛ أوفياء لشعاركم الخالد: الله، الوطن، الملك».
وبعد أداء القسم استعرض الملك محمد السادس مختلف وحدات الفوج الجديد، الذي يتألف من 566 ضابطا، تخرجوا في المدارس العسكرية العليا، من بينهم 105 ضابطات.
ويتعلق الأمر بالأكاديمية الملكية العسكرية، والمدرسة الملكية الجوية، والمدرسة الملكية البحرية، والمدرسة الملكية للخدمات الطبية العسكرية، ومركز التكوين في الخدمات الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، إضافة إلى 500 من ضباط السلك الخاص والضباط، الذين ترقوا في رتبهم ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، من بينهم 21 ضابطة، تابعين للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي والقوات المساعدة. كما يضاف إلى هذه الفئات من الخريجين ضباط الاحتياط، خريجو المدارس العليا شبه العسكرية، والبالغ عددهم 773، من بينهم 157 ضابطة.
إثر ذلك، تفضل العاهل المغربي بترقية عدد من الضباط السامين إلى رتبة جنرال وكولونيل ماجور (عميد)، كما تفضل وأعطى موافقته على نشر جدول ترقيات أفراد القوات المسلحة الملكية إلى رتب أعلى برسم سنة 2019. وتندرج هذه الترقيات، التي تتم كل سنة بمناسبة الاحتفال بعيد الجلوس، في إطار الترقية العادية لأفراد القوات المسلحة الملكية بجميع مكوناتها، البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي.
وكان العاهل المغربي قد استقبل في 29 من يوليو (تموز) الماضي بتطوان، الجنرال دوكور دارمي (الفريق أول) عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، ورئيس اللجنة المكلفة ترقية أفراد القوات المسلحة الملكية، والذي رفع إليه خلاصات ونتائج الأشغال الخاصة بترقية أفراد القوات المسلحة الملكية. وخلال هذا الاستقبال عبر رئيس اللجنة المكلفة الترقيات للعاهل المغربي عن تقديره العميق، واعتزازه الكبير للرعاية والتوجيهات والتعليمات الملكية، التي ألهمت ووجهت عمل اللجنة، خلال المراحل كافة.
وحظيت خلاصات اللجنة وجدول الترقيات بموافقة الملك محمد السادس، الذي أعطى تعليماته بإبلاغ تهانيه إلى الذين تمت ترقيتهم، وحث أفراد القوات المسلحة الملكية كافة على الاستمرار في التفاني في إنجاز مهمتهم النبيلة.
وحضر حفل أداء القسم رئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو الملك، وأعضاء الحكومة، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والملحقون العسكريون بالسفارات الأجنبية المعتمدة بالرباط، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.
في غضون ذلك، ترأس الملك محمد السادس مساء أمس في ساحة القصر الملكي بتطوان حفل الولاء. وقدم وزير الداخلية والولاة والعمال وعمال الإدارة المركزية لوزارة الداخلية (محافظون)، الولاء للعاهل المغربي، تخليداً للذكرى العشرين لتوليه مقاليد الحكم. كما قام ممثلو مختلف الجهات (12 جهة)، وعمالات (محافظات) وأقاليم المملكة، بتجديد البيعة والولاء للملك.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.