المعارضة تصد هجومين في حماة واللاذقية... والنظام وروسيا يكثفان القصف

موسكو تقر بمشاركتها في معارك ريف اللاذقية

عنصر من «الدفاع المدني» بعد غارة على أريحا في ريف إدلب (أ.ف.ب)
عنصر من «الدفاع المدني» بعد غارة على أريحا في ريف إدلب (أ.ف.ب)
TT

المعارضة تصد هجومين في حماة واللاذقية... والنظام وروسيا يكثفان القصف

عنصر من «الدفاع المدني» بعد غارة على أريحا في ريف إدلب (أ.ف.ب)
عنصر من «الدفاع المدني» بعد غارة على أريحا في ريف إدلب (أ.ف.ب)

كثفت قوات النظام السوري قصف مناطق في شمال غربي سوريا، وزجت روسيا بقوات خاصة لتحقيق «تقدم بأي ثمن» في ريف اللاذقية، بعدما أعلنت قوات المعارضة السورية الثلاثاء تصديها لهجومين شنتهما القوات الحكومية السورية والقوات الروسية الخاصة، في ريفي حماة واللاذقية، من أجل انتزاع مواقع من فصائل المعارضة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «مروحيات سورية ألقت أكثر من 15 برميلاً متفجراً على مناطق في محور كبانة بجبل الأكراد، وبلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، بينما ارتفع إلى 28 عدد الغارات التي نفذتها طائرات روسية على مناطق في محيط وأطراف مدينة خان شيخون، وأطراف كفرسجنة الجنوبية الشرقية، وجبالا والعامرية وتحتايا، وأطراف التح بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، وكفرزيتا ولطمين شمال حماة، والسرمانية بريف حماة الشمالي الغربي، بالإضافة لمحور كبانة في جبل الأكراد، بينما ارتفع إلى 33 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي التابع للنظام السوري منذ صباح اليوم (أمس) مستهدفاً أماكن في كل من اللطامنة وكفرزيتا ولطمين ودوير الأكراد بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، وكفرزيبا وخان شيخون ومحيطها بريف إدلب الجنوبي، ومحور كبانة في جبل الأكراد. كذلك تواصل الفصائل استهداف مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام بالريف الحموي؛ حيث استهدفت بالقذائف الصاروخية أماكن في الرصيد والجيد والعزيزية، وسط معلومات عن خسائر بشرية».
وأضاف أنه «مع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، يرتفع إلى 2860 شخصاً من قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق، ضمن منطقة (خفض التصعيد) في 30 أبريل (نيسان)».
وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير، التابع لـ«الجيش السوري الحر» لوكالة الأنباء الألمانية: «تصدت فصائل المعارضة لهجوم واسع شنه الجيش السوري والمجموعات المسلحة الموالية له، والقوات الروسية الخاصة، على محوري وادي حسمين شرقي قرية تل ملح بريف حماة الشمالي».
وأضاف أن القوات الحكومية «تكبدت خسائر فادحة في محاولتهم الثالثة، وجثث قتلى القوات الحكومية تملأ الوادي بعد وقوعهم في كمائن، ما دفعهم إلى وقف العمليات العسكرية مساء اليوم، وسط استمرار القصف الجوي على مدن وبلدات ريفي حماة وإدلب. وألقى الطيران المروحي التابع للقوات الحكومية براميل متفجرة في محيط قرية الزكاة، وقصفت الطائرات الحربية الروسية بالصواريخ مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي».
وأكد القائد العسكري «قصف فوج المدفعية في الجبهة الوطنية للتحرير مواقع القوات الحكومية والروسية، في حاجز شليوط بريف حماة الشمالي، وبلدة شيزر بريف حماة الشمالي الغربي. كما استهدف مواقع القوات الحكومية في قرية الجبين غرب قرية تل ملح براجمات الصواريخ، وحقق إصابات في صفوف عناصر القوات الحكومية، واحترق عدد من الآليات».
وأضاف القائد العسكري: «الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية المدعومة من القوات الروسية والطيران الروسي يأتي قبل يومين من انعقاد اجتماعات آستانة، وتريد من الهجوم في اللاذقية وحماة أن تحقق شيئاً على الأرض قبل بدء الاجتماعات».
من جانبها، اعتبرت القوات الروسية الخاصة في سوريا، أن تصدي المعارضة لهجوم على مواقعها يعود لامتلاك فصائل المعارضة لصواريخ مضادة للدروع.
ونقلت صفحات تابعة للقوات الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي «فشل الهجوم باتجاه عدة نقاط في ريف حماة، بسبب امتلاك المجموعات الإرهابية لصواريخ مضادة للدروع، بالإضافة لضعف معلوماتي لدى القوات الحكومية في تضاريس المنطقة، والقوات الروسية تشن عدة غارات الآن على مواقع الإرهابيين في المنطقة، لتغطي عمليات الإخلاء لقتلى وجرحى القوات الحكومية».
وأكدت القوات الروسية مشاركتها مع القوات الحكومية في الهجوم باتجاه عدة مناطق في منطقة ريف حماة.
وفي محافظة اللاذقية، قال قائد مصدر في الجبهة الساحلية التابعة لـ«الجيش السوري الحر»: «تصدت فصائل الجبهة الساحلية للهجوم الذي بدأته القوات الحكومية السورية والقوات الموالية لها، باتجاه تلال كبينة بريف اللاذقية، وبدعم وإسناد جوي من الطائرات الحربية الروسية».
وأكد المصدر: «شاركت في الهجوم طائرات مروحية جديدة، ولكنها لم تستطع تحقيق تقدم بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة والتحصين الجديد، ووجود شبكات أنفاق تحت التلال يصعب استهدافها».
وأقرت القوات الروسية الخاصة الروسية بمشاركتها في الهجوم بريف اللاذقية، ونقلت صفحاتها: «قواتنا الجوية تشارك بدعم مجموعات المشاة بشكل فعال؛ حيث قدمت أكثر من 100 طلعة جوية باتجاه تلال كبينة، بالإضافة لمشاركة مروحيات القوات الحكومية في العملية. يواجه تقدمنا تعثراً ملحوظاً رغم كثافة القصف، بسبب وجود إرهابيين قوقاز يقودون المعارك، لديهم كفاءة عالية في حرب الجبال».
وأضافت القوات الروسية الخاصة: «قواتنا تحاول عبر 10 مجموعات من المشاة عالية التدريب، اقتحام تلال كبينة الاستراتيجية في مقاطعة اللاذقية؛ لكننا نتعرض لمواجهة عنيفة جداً من قبل الإرهابيين؛ لكننا نحاول التقدم بأي ثمن كان».



قناة السويس تتوجس من تجدد التهديدات في البحر الأحمر

عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
TT

قناة السويس تتوجس من تجدد التهديدات في البحر الأحمر

عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)
عملية قطر حاملة بترول يونانية عبر قناة السويس بعد تعرضها لهجمات من جماعة الحوثيين (هيئة قناة السويس)

جددت «تهديدات» جماعة الحوثيين باستهداف السفن الإسرائيلية المارة بالبحر الأحمر، مخاوف مصرية من تفاقم أزمة قناة السويس، التي تراجعت إيراداتها بشكل لافت منذ الحرب الإسرائيلية على غزة.

ورغم حديث مصري سابق عن مؤشرات إيجابية لعودة حركة الملاحة بالبحر الأحمر في ظل اتفاق الهدنة منذ بداية العام الحالي، فإن اعتزام «الحوثيين» مواصلة الهجمات يعني «مضاعفة الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها مصر، بسبب تراجع حركة التجارة الدولية عبر القناة»، وفق برلمانيين وخبراء أشاروا إلى أن «أزمة الملاحة بالبحر الأحمر متوقفة على وقف الحرب نهائياً على قطاع غزة».

وأعادت جماعة الحوثيين اليمنية تهديداتها للسفن الإسرائيلية، محذرة من مرور السفن الإسرائيلية، عبر البحر الأحمر، أو بحر العرب، أو مضيق باب المندب، أو خليج عدن، إذا لم ترفع إسرائيل قرار وقف دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وقالت الجماعة، في إفادة لها الثلاثاء، إنها «ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل، حتى إعادة فتح المعابر إلى قطاع غزة ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء».

تراجع لافت في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

وقدّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حجم خسائر بلاده بسبب التحديات الإقليمية وتهديدات حركة الملاحة التجارية الدولية بنحو «7 مليارات دولار العام الماضي»، وقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن «إيرادات قناة السويس تراجعت إلى ما يزيد على 60 في المائة».

ويشير التصعيد الحوثي الجديد إلى استمرار تعطل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وقناة السويس، وفق عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) محمد بدراوي، الذي أشار إلى أن «أي تهديد جديد سيفاقم من خسائر قناة السويس».

ويرى بدراوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «حركة الملاحة في قناة السويس شهدت تحسناً نسبياً مع بداية العام الحالي، بالتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر»، مشيراً إلى أن «عودة التصعيد مرة أخرى ستؤثر على حركة عبور السفن»، موضحاً أن «صعوبة الأزمة في ارتباط التهديدات الأمنية في باب المندب بالحرب على غزة، ما يعقد أي حلول نتيجة لتعدد الأطراف الدولية والإقليمية في تلك الحرب».

وفي وقت سابق، قال رئيس هيئة قناة السويس المصرية الفريق أسامة ربيع إن «مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر أسفرت عن تغيير 47 سفينة، الشهر الماضي، مسارها للعبور عبر القناة، بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح»، وتوقع خلال مشاركته في المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجيستيات، نهاية فبراير (شباط) الماضي، «عودة مزيد من الخطوط الملاحية للقناة، حال استمرار الاستقرار بالمنطقة».

وتعيد تهديدات الحوثيين المخاطر مجدداً لحركة الملاحة عبر قناة السويس، رغم مؤشرات التحسن التدريجي خلال الأسابيع الأخيرة، وفق مستشار النقل البحري المصري، والخبير في اقتصادات النقل أحمد الشامي، وأشار إلى أن «عدداً من شركات الشحن بدأ يلجأ لمجرى (القناة)، مرة أخرى، بعد رصد تراجع هجمات الحوثيين منذ بداية العام»، إلى جانب «ارتفاع تكلفة الشحن عبر طريق رأس الرجاء الصالح».

ونجحت قناة السويس في عملية «قطر ناقلة بترول يونانية»، سبق وأن تعرضت لهجوم من جماعة الحوثيين في البحر الأحمر، وأكدت في إفادة لها، الاثنين، «الجاهزية، للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية»، إلى جانب «توافر حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية».

ويعتقد الشامي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «قناة السويس ستتأثر مجدداً بأي هجمات جديدة للحوثيين»، لكنه يرى أن التأثير «لن يكون قوياً عن الوضع الحالي لها»، مشيراً إلى أن «مصر تبذل جهوداً لتطوير وتنويع خدماتها الملاحية، للحفاظ على تنافسية المجرى الملاحي لقناة السويس»، إلى جانب «التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها القاهرة لاحتواء الموقف الإقليمي، بما في ذلك وقف هجمات الحوثيين».

ويرجح خبير اقتصادات النقل «عودة حركة التجارة الدولية عبر قناة السويس تدريجياً في النصف الثاني من العام الحالي».

بينما يختلف في ذلك البرلماني المصري، الذي يرى أن «شركات الشحن العالمية قد اعتمدت تعريفات جديدة لخطوط الملاحة البديلة لقناة السويس، ومن المستبعد أن يكون هناك تحسن قبل نهاية العام الحالي».