الشاهد لا يفكر حالياً في الترشح لرئاسة تونس

حزبه يعتزم ترشيحه في الانتخابات المقررة منتصف سبتمبر

رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد خلال مشاركته في جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد خلال مشاركته في جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي (أ.ف.ب)
TT

الشاهد لا يفكر حالياً في الترشح لرئاسة تونس

رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد خلال مشاركته في جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد خلال مشاركته في جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي (أ.ف.ب)

صرح رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، اليوم (الأربعاء)، بأنه لا يُفكّر في الوقت الحالي في الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك في تصريحات صحافية لإذاعة «موزاييك» التونسية، على هامش المنتدى السنوي للتونسيين بالخارج.
وكانت الهيئة المستقلة العليا للانتخابات، قد أعلنت عن الإبقاء على 15 سبتمبر (أيلول) المقبل موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد.
ومن جانبه، صرح الأمين العام لحزب «تحيا تونس» سليم العزابي، لوكالة «تونس أفريقيا» للأنباء، اليوم الأربعاء، بأن الحزب سيرشح رئيس الحكومة يوسف الشاهد للانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها منتصف شهر سبتمبر.
ونقلت وكالة أنباء «تونس أفريقيا» الرسمية عن العزابي قوله إن رئيس الحكومة يرفض الخوض في الموضوع، قبل نهاية فترة الحداد على الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي.
وطالبت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أمس (الثلاثاء) بإدخال تعديلات على قانون الانتخابات، تسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية في 2019 خلال المدة الرئاسية المؤقتة بعد وفاة السبسي.
وأعلنت الهيئة، في مؤتمر صحافي أمس، أنه سيكون من الصعب الالتزام بالمدة الرئاسية المؤقتة دون إدخال تعديلات على القانون الانتخابي، بهدف اختصار بعض الآجال في مرحلة النزاعات القانونية.
وكان رئيس البرلمان محمد الناصر قد تسلم مهامه رسمياً كرئيس مؤقت للبلاد بمقتضى الدستور، يوم 25 يوليو (تموز) بعد ساعات من وفاة الرئيس السبسي. ويفرض الدستور بقاءه في السلطة في مدة أقصاها 90 يوماً.
وأوضح رئيس الهيئة نبيل بافون أن احترام آجال كافة الطعون سيؤدي إلى تجاوز المدة الرئاسية المؤقتة بـ47 يوماً.
وقال بافون إن مقترح الهيئة هو إدخال تعديل على الفصل 49 من القانون الانتخابي لاختصار آجال الطعون وتوحيدها لمرة واحدة، في حال المرور إلى الدور الثاني في الانتخابات.
وسيسمح هذا الاختصار بخفض مدة الانتخابات الرئاسية إلى 84 يوماً، مع تحديد موعد الدور الثاني من الانتخابات يوم 29 سبتمبر المقبل.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد اضطرت إثر وفاة السبسي إلى تقديم موعد الانتخابات الرئاسية، المقرر بداية يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إلى يوم 15 سبتمبر المقبل.
وقال بافون إن المقترح هو تعديل القانون الانتخابي، أو إصدار قانون خاص بانتخابات 2019.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.