توافق مصري - يوناني على تعظيم الاستفادة من اكتشافات الغاز بشرق المتوسط

وزيرا خارجية البلدين أكدا التنسيق في مكافحة الإرهاب

وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس في العاصمة اليونانية أثينا أمس (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس في العاصمة اليونانية أثينا أمس (الخارجية المصرية)
TT

توافق مصري - يوناني على تعظيم الاستفادة من اكتشافات الغاز بشرق المتوسط

وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس في العاصمة اليونانية أثينا أمس (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس في العاصمة اليونانية أثينا أمس (الخارجية المصرية)

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، جلسة مباحثات موسعة مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس أمس في العاصمة اليونانية أثينا، تناولت دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وقضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.
وقال أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الوزير شكري استهل اللقاء بتهنئة نظيره اليوناني بتوليه مهام منصبه ضمن الحكومة اليونانية الجديدة، معرباً عن تطلُع مصر إلى استكمال مسيرة الزخم المستمر في العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات والارتقاء بها خلال الفترة المُقبلة، حيث ثمّن شكري مستوى تطور ونمو الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، موجهاً الدعوة لنظيره اليوناني لزيارة مصر في أقرب فرصة.
وأضاف حافظ، في بيان، أن المباحثات شهدت نقاشاً مطولاً حول تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلاً عن التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب. كما أكد الطرفان أهمية تعظيم الاستفادة من الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي في شرق المتوسط في ظل الإمكانيات الكبيرة المتاحة لاستفادة شعوب المنطقة، لا سيما مع انتهاء الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى الغاز الطبيعي لشرق المتوسط، الذي عقد مؤخراً بالقاهرة وما أسفر عنه من نتائج.
وخلال السنوات الماضية، أظهرت عمليات التنقيب في منطقة شرق المتوسط، احتياطات ضخمة للغاز، شكلت بذرة تعاون وثيق بين مصر واليونان وقبرص. غير أن المنطقة تفتقر إلى بنية تحتية لازمة لنقل الغاز، فضلا عن توترات بين بعض الدول فيها، على أكثر من جبهة بسبب تلك الحقول، على رأسها النزاع التركي - القبرصي.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، اتفقت دول (مصر وقبرص واليونان والأردن وإسرائيل وفلسطين وإيطاليا)، على تأسيس منتدى مقره القاهرة، لإنشاء سوق إقليمية للغاز، وخفض تكاليف البنية التحتية، وعرض أسعار تنافسية.
وقال المتحدث باسم الخارجية إن ملف التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص احتل أولوية متقدمة خلال اللقاء، حيث أكد الجانبان حرصهما على الحفاظ على الزخم المصاحب لهذا التعاون وتطويره والارتقاء به، وتحقيق الاستفادة القصوى مما تحظى به الدول الثلاث من إمكانيات هائلة ومواقع جيواستراتيجية مميزة. وفي هذا السياق، أعرب شكري عن تطلع مصر لاستضافة القمة السابعة لآلية التعاون الثلاثي قريباً.
من جانبه، رحب وزير خارجية اليونان بشكري في زيارته إلى أثينا، والتي تُعد أول زيارة لوزير خارجية إلى اليونان منذ تولي الحكومة اليونانية الجديدة مهامها، مؤكداً عمق ومتانة العلاقات المصرية اليونانية على الأصعدة كافة، مشدداً على اعتزاز وتقدير بلاده للشراكة الاستراتيجية مع مصر، والتي تتأسس على التفاهم المشترك والمصالح المتبادلة. كما استمع ديندياس إلى التقييم المصري إزاء مجمل الملفات والأوضاع في المنطقة، حيث اتفق الجانبان على استمرار التشاور والتنسيق في ظل ما تشهده المنطقة من توترات وأحداث متصاعدة، مشدّدين على أهمية اضطلاع كل الأطراف بمسؤولياتها حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.