دعوات لتشكيل محكمة مالية في السعودية لتسريع الفصل في القضايا البسيطة والمستعجلة

مستشار قانوني ينادي بحماية عملاء البنوك ودمج لجنتي «تسوية المنازعات المصرفية» و«منازعات الأوراق المالية»

دعوات لتشكيل محكمة مالية في السعودية لتسريع الفصل في القضايا البسيطة والمستعجلة
TT

دعوات لتشكيل محكمة مالية في السعودية لتسريع الفصل في القضايا البسيطة والمستعجلة

دعوات لتشكيل محكمة مالية في السعودية لتسريع الفصل في القضايا البسيطة والمستعجلة

شدد مستشار قانوني سعودي على ضرورة تشكيل محكمة مالية في المملكة، أسوة بالمحكمة الاقتصادية المصرية، منوها بالحاجة الماسة لتفعيل تأسيس قضاء لتسريع الفصل في القضايا البسيطة والمستعجلة.
ودعا عاصم العيسى، المحامي والمستشار القانوني، إلى فك احتكار البنوك وحدها بالانفراد بتقدير الإجراءات التي تتخذها تجاه العملاء في سبيل حماية حقوقها، مع أهمية أن يكون لمؤسسة النقد والقضاء، أي اللجنة المصرفية، دور في حماية حقوق الطرفين.
وانتقد العيسى بعض بنود لائحة ضوابط التمويل الاستهلاكي لصياغتها بأسلوب غير متوازن، موصيا بأهمية مراجعة عقود البنوك مع عملائها، لتحمي مركز الطرفين وتجعله متوازنا، بما يحمي البنك والتاجر، مشددا على ضرورة ضمان توازن الحقوق والمصالح.
وشدد المستشار القانوني، في محاضرة ألقاها أول من أمس في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، على ضرورة تشكيل لجنة لحماية حقوق عملاء البنوك تحت مظلة الغرف التجارية، لحماية التوازن في المصالح مع البنوك وتمثيلهم في صياغة عقود بنكية متوازنة.
وفي الإطار نفسه، دعا المستشار القانوني إلى دمج لجنتي «تسوية المنازعات المصرفية»، و«الفصل في منازعات الأوراق المالية» في لجنة واحدة، وذلك لمعالجة التداخل في اختصاصاتهما والتنازع فيما بينهما، حماية لحقوق الأطراف المتنازعة بصورة أفضل وأسرع.
واقترح العيسى في محاضرة المنازعات المصرفية في المملكة، التي نظمتها لجنة المحامين ومركز التحكيم والتسويات بالغرفة، تشكيل محكمة مالية واحدة تضم جميع اللجان المستثناة، حيث إن جميعها متفرعة من وزارة المالية، مع تفعيل تأسيس قضاء مستعجل داخل اللجنة المصرفية بهدف سرعة الفصل في القضايا البسيطة والمستعجلة.
ودعا المستشار القانوني، وهو مستشار سابق في لجنة المنازعات المصرفية، إلى تشكيل إدارة متخصصة داخل اللجنة، تعنى بتسوية القضايا وديا، مقترحا أن يقوم بدور التسوية قاض متخصص بخبرة عالية، بهدف سرعة البت في القضايا، واهتماما بقيمة عامل الوقت في قضايا المال.
ولفت العيسى إلى أن البنوك تحرص على صياغة عقودها مع عملائها، بما يضمن مصالحها، دون الالتفات للتوازن مع حقوق العميل، مبينا أنه على العميل أن يوقع لإنجاز معاملته والحصول على التسهيلات الائتمانية التي يحتاج إليها.
غير أنه أقر في نفس الوقت بأحقية البنوك في حماية حقوقها من المماطلين والمتهربين عن السداد، حتى لا تخسر أموال المساهمين وتحجم عن تقديم التسهيلات الائتمانية.
وتطرق إلى تداخل الاختصاص وتنازعه بين قضاء الأوراق التجارية واللجنة المصرفية، وعالج العلاقة بين عقد التسهيلات ومستندات ضماناتها كالسند لأمر، الذي قد يوقعه المدين على بياض ضمانا لتمويل البنك.
وشدد على أهمية التفرقة بين ما إذا كان السند لأمر، ممنوحا لضمان تمويل مستقبلي محدد المقدار، معلوما وقت تحرير السند، بوصف التمويل أو القرض منحا بالفعل، أو كان ضمانا لتمويل لم يتحدد بعد.
ونوه كذلك بأهمية التأكد من هوية السند، بوصفه غير معين المقدار، أو لم يمنح فعليا وقت تحرير السند لأمر، أو تدور حوله منازعة موضوعية تمنعه من أن يكون سندا تنفيذيا، مشيرا إلى أن السند لأمر يفقد وضعه كسند تنفيذي في هذه الحالة.
وعالج المحاضر العلاقة بين «لجنة المنازعات المصرفية»، و«لجنة التسوية الواقية من الإفلاس»، داعيا إلى ضرورة التفرقة بين حالات الإفلاس الناتجة عن احتيال العميل أو تقصيره، أو إفلاسه اعتياديا بسبب خسارة تجارته دون قصد ومن غير تقصير، وأنه ليس من مصلحة المجتمع إخراج من «انكسر» من السوق.
وشدد على ضرورة حماية «المكسورين» من تعسف الدائنين، وتفعيل لجنة التسوية الواقية من الإفلاس، والتأكيد على دور اللجنة المصرفية في مراعاتها للمتعثرين وتقسيط مديونياتهم، مشيرا إلى أن اللجنة المصرفية فعّلت ذلك، حيث أصدرت الكثير من القرارات بتخفيض الدين عن المتعثرين ومنحتهم المهلة المناسبة للسداد.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.