منظمة التحرير تندد باستدعاء إسرائيل طفلاً فلسطينياً للتحقيق

أهالي العيسوية قرب القدس يؤكدون أن بلدتهم تشهد حملة انتقامية

تداولت مواقع التواصل صوراً للطفل محمد ربيع عليان في أثناء توجهه إلى التحقيق الإسرائيلي أمس و أمر استدعاء إسرائيلي للطفل عليان
تداولت مواقع التواصل صوراً للطفل محمد ربيع عليان في أثناء توجهه إلى التحقيق الإسرائيلي أمس و أمر استدعاء إسرائيلي للطفل عليان
TT

منظمة التحرير تندد باستدعاء إسرائيل طفلاً فلسطينياً للتحقيق

تداولت مواقع التواصل صوراً للطفل محمد ربيع عليان في أثناء توجهه إلى التحقيق الإسرائيلي أمس و أمر استدعاء إسرائيلي للطفل عليان
تداولت مواقع التواصل صوراً للطفل محمد ربيع عليان في أثناء توجهه إلى التحقيق الإسرائيلي أمس و أمر استدعاء إسرائيلي للطفل عليان

نددت منظمة التحرير الفلسطينية باستدعاء الشرطة الإسرائيلية طفلاً فلسطينياً لم يتجاوز أربعة أعوام ونصف العام من سكان شرق القدس للتحقيق معه.
وانتقدت دائرة حقوق الإنسان في المنظمة في بيان لها «الصمت الدولي المتواصل تجاه الجرائم والانتهاكات التي تواصلها قوات الإرهاب التابعة لحكومة المستوطنين بحق أطفال فلسطين، وآخرها استدعاء الطفل محمد ربيع عليان البالغ أربعة أعوام ونصف العام برفقة والده للتحقيق بتهمة إلقاء الحجارة».
وبعدما انتشر الخبر في وسائل الإعلام العالمية وتدفق مندوبوها إلى القدس الشرقية المحتلة للتعرف على ذلك الطفل ابن الرابعة الذي يهدد أمن إسرائيل، شعر ضابط الشرطة الإسرائيلي بالخجل من إجراء التحقيق الذي كان مقرراً، أمس (الثلاثاء)، واستبدل به التحقيق مع والده، مهدداً بحرمانه من طفله إذا عاد لقذف الحجارة.
كانت الشرطة الإسرائيلية قد استدعت الطفل المقدسي محمد ربيع عليان، للتحقيق معه بتهمة قذف الحجارة على قوات الشرطة التي تداهم حي العيسوية في القدس الشرقية منذ نحو الشهرين، بحجة جباية الضرائب وفرض النظام.
وحددت له موعداً الثلاثاء صباحاً. فحاول والده الاستفسار والاستيضاح، وهو لا يصدق أن طفله الصغير هو المتهم. وعندما أكدوا له أنهم يعرفون أنه طفل في الرابعة وأنهم مصرون على التحقيق معه، أخبر الأب وسائل الإعلام. فهرعت بطواقمها إلى بيته للتعرف على هذا الطفل وقدراته على تهديد النظام الإسرائيلي في القدس المحتلة. وانضم إليهم العشرات من وجهاء وأهالي بلدة العيسوية، احتجاجاً على استهداف الأطفال ولدعم الطفل ووالده.
وعندما وصلوا إلى مقر الشرطة، كان عشرات الصحافيين يتبعونه لتغطية هذا الحدث الدرامي، فقال الضابط إنه يتنازل عن هذا التحقيق ويكتفي بالتحقيق مع الوالد. ولكنه لم يتنازل عن إبلاغ رسالة تهديد للطفل ووالده: «سنأخذ الطفل منك في حال كرر ضرب الحجارة ونسلمه إلى الشؤون الاجتماعية».
وروى الوالد أن أهالي العيسوية غاضبون جداً من الهجمة التي يتعرضون لها منذ شهرين جراء هجمات الشرطة، لكنه أكد أن ابنه الطفل لا يعرف عن الموضوع شيئاً. وقال: «ابني ما بعرف شو يعني جيش وحجر. ولا يستوعب كيف أصبح مشبوهاً وهو طفل عمره 4 سنوات، وكيف يستدعونه كما لو أنه المطلوب رقم 1 للدولة الإسرائيلية». وأضاف أن ابنه محمد كان يلعب في الشارع برفقة أطفال آخرين، جميعهم ركضوا تزامناً مع اقتحام القوات للشارع الموجودون فيه وركض هو معهم»، فاتهموه بإلقاء الحجارة، ولاحقته القوات محاولةً اعتقاله. ثم سلمت عائلته استدعاء تحقيق.
وأضاف الوالد: «صباح اليوم قلت لطفلي محمد سآخذك لرحلة سباحة، فلم أتمكن من شرح له مجريات ما جرى، ففوجئ بمكان توجهنا، حيث كانت القوات تتمركز أمام مركز الشرطة في شارع صلاح الدين، وأخذ الطفل بالأسئلة المتتالية: الشرطة حاملة سلاح هلا بطخوني؟ وين احنا جينا؟ وأمام ذلك أخذ الطفل بالبكاء رافضاً ترك أفراد عائلته».
وبدوره قال المحامي محمد محمود، الذي تولى الدفاع عن الطفل، إنه طلب الصور أو الفيديو حول ادعاء الشرطة، بأن محمد قذف حجارة، لكن المحقق رفض. وأضاف أن الشرطة قصدت بهذا الاستدعاء للطفل نشر جو من الفزع وذلك ضمن الهجمة على العيسوية، المستمرة منذ شهرين.
ويؤكد الأهالي أن البلدة تشهد حملة انتقامية، منذ أن خرجوا في مظاهرات أواسط يونيو (حزيران) الماضي يرفعون العلم الفلسطيني ويهتفون ضد الاحتلال وضد صفقة القرن.
فقد باشرت قوات الشرطة والمخابرات في حملات مداهمة شبه يومية ونفّذت سلسلة اعتقالات طالت أكثر من 120 شخصاً، بينهم رجال ونساء وأطفال. ونفّذت حملة جباية ضرائب ورسوم مختلفة على أصحاب المحلات التجارية، تم خلالها تحرير المخالفات العشوائية للمركبات، وإخضاع الشبان والفتية للتفتيش في شوارع البلدة، إضافة إلى نصب الحواجز على مداخل البلدة وفي شوارعها مما يسبب أزمات مرورية خانقة.
وعندما خرج الأهالي إلى مسيرات الاحتجاج، تم قمعها بالقوة ما تسبب في نهاية الشهر الماضي بمقتل الشاب محمد سمير عبيد (20 عاماً)، وإصابة 95 شخصاً بجراح، بينهم 74 مواطناً جاءت إصاباتهم بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و7 آخرون أصيبوا بالكسور، و15 آخرون أصيبوا بالاختناق الشديد جراء استنشاقهم الغاز السام.
ومن ضمن الذين تعرضوا للقمع، وزير شؤون القدس فادي الهدمي، الذي اعتُقل لساعات وقامت قوات الاحتلال بمداهمة منزلة والعبث في محتوياته.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.