توقعات بخفض إنتاج «أوبك» تدعم أسعار النفط

ارتفاع مخزونات الخام الأميركية مع هبوط إنتاج المصافي

توقعات بخفض إنتاج «أوبك» تدعم أسعار النفط
TT

توقعات بخفض إنتاج «أوبك» تدعم أسعار النفط

توقعات بخفض إنتاج «أوبك» تدعم أسعار النفط

استقر خام برنت قرب 99 دولارا للبرميل، بعد أن لامس لفترة وجيزة أعلى مستوى للجلسة عندما سجل 99.09 دولار، وسط تكهنات بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» ستخفض الإنتاج وتقلص تخمة الإمدادات العالمية.
كان خام القياس الأوروبي تراجع إلى أدنى سعر في 26 شهرا هذا الأسبوع بفعل المخاوف من زيادة الإمدادات وتباطؤ نمو الطلب في الصين وأوروبا، لكن السعر حقق أكبر زيادة في أسبوعين أول من أمس الثلاثاء، بعد أن قال عبد الله البدري، الأمين العام لـ«أوبك»، إن المنظمة قد تقلص هدف إنتاج 2015 بمقدار 500 ألف برميل يوميا.
وتراجع «برنت» عشرة سنتات إلى 98.95 دولار للبرميل، بعد أن أغلق مرتفعا 2.40 دولار في الجلسة السابقة، محققا أكبر زيادة يومية منذ الثالث من سبتمبر (أيلول) الحالي. وهبط الخام الأميركي 18 سنتا إلى 94.70 دولار، بعد أن زاد 2.1 في المائة أول من أمس الثلاثاء، وسجل أعلى مستوى خلال اليوم عند 94.96 دولار.
وبحسب «رويترز»، قال كين هاسيجاوا، مدير مبيعات السلع الأولية في «نيو إدج اليابان»: «بفضل تصريحات أوبك ارتفع الخام الأميركي وبرنت ارتفاعا قويا، لكن المعروض يظل وفيرا في الوقت الحالي».
من جهة أخرى، أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بأكثر من مثلي المتوقع في الأسبوع الماضي، مع انخفاض إنتاج مصافي التكرير والواردات، في حين تراجعت مخزونات البنزين وارتفعت مخزونات المقطرات.
وأشارت البيانات إلى أن مخزونات الخام ارتفعت 3.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى هبوط قدره 1.6 مليون برميل. وقالت الإدارة إن مخزونات الخام في مستودع تسليم عقود نايمكس في كوشينغ بأوكلاهوما انخفضت 357 ألف برميل. وانخفض إنتاج مصافي التكرير 28 ألف برميل يوميا.
وقال تقرير إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات البنزين سجلت انخفاضا قدره 1.6 مليون برميل، في حين كانت توقعات المحللين في استطلاع لـ«رويترز» تشير إلى هبوط قدره 257 ألف برميل. وارتفعت مخزونات المشتقات - التي تشمل الديزل وزيت التدفئة - بواقع 279 ألف برميل، بينما كان من المتوقع أن تسجل زيادة قدرها 486 ألف برميل. وأظهرت البيانات أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفعت الأسبوع الماضي بمقدار 493 ألف برميل يوميا.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.