وخز الأذن بالكهرباء للتصدي لأمراض الشيخوخة

صورة أصدرتها جامعة «ليدز» لأحد الأشخاص أثناء تجربته للعلاج الجديد
صورة أصدرتها جامعة «ليدز» لأحد الأشخاص أثناء تجربته للعلاج الجديد
TT

وخز الأذن بالكهرباء للتصدي لأمراض الشيخوخة

صورة أصدرتها جامعة «ليدز» لأحد الأشخاص أثناء تجربته للعلاج الجديد
صورة أصدرتها جامعة «ليدز» لأحد الأشخاص أثناء تجربته للعلاج الجديد

توصلت دراسة حديثة إلى أن تحفيز الأذن بتيار كهربائي بسيط غير مؤلم، يمكن أن يعيد التوازن إلى الجهاز العصبي للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 55 عاماً، ويساعد في التصدي لأمراض الشيخوخة وتقدم العمر.
وحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد كشفت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة «ليدز»، أن تحفيز «العصب المبهم»، وهو العصب الوحيد الذي ينشأ في الدماغ وينتهي في الجهاز الهضمي، أدى إلى تحسن في الصحة والنوم والمزاج.
وأكد الباحثون أن هذا العصب المبهم يمكن تحفيزه عبر تمرير تيار كهربائي بسيط عبر الجلد الموجود في أجزاء محددة من الأذن الخارجية، حيث يقوم هذا الإجراء بإرسال إشارات إلى الجهاز العصبي ما يؤدي إلى إعادة توازنه في الجسم بأكمله بشكل ملحوظ.
وقد أشار الباحثون إلى أنهم اختاروا أن يتم التحفيز عن طريق الأذن، حيث إنها تعمل كبوابة للجهاز العصبي للجسم.
ويتغير الجهاز العصبي في جسم الإنسان مع تقدم العمر، حيث يقل توازنه، ما يجعل الناس أكثر عرضة للأمراض، مثل مشكلات القلب وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الاكتئاب والقلق.
وخلال الدراسة، قام الباحثون بتجربة هذا العلاج الجديد على 29 متطوعاً، تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، حيث تم تمرير تيار كهربائي عبر الأذن لمدة 15 دقيقة يومياً على مدار أسبوعين.
وقد أدى العلاج إلى إعادة توازن الجهاز العصبي للجسم بشكل ملحوظ، حيث أظهر الأشخاص الذين كانوا يعانون من اختلال عصبي كبير في بداية الدراسة، تحسناً كبيراً بعد تلقي العلاج.
وقد أكد عدد كبير من الأشخاص تحسن حالتهم المزاجية بعد العلاج، مشيرين إلى أنه ساعدهم على النوم بشكل أفضل.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور بياتريس برثرتون، من كلية العلوم الطبية الحيوية في جامعة ليدز، «نحن متحمسون لإجراء المزيد من البحث حول الآثار والفوائد المحتملة لتحفيز الأذن اليومي بالتيار الكهربائي على المدى الطويل».
وأضاف أنهم يبحثون حالياً في مدى فاعلية هذه الطريقة الجديدة في علاج اضطرابات معينة؛ أهمها متلازمة القولون العصبي.
من جهة أخرى، يرى الدكتور ديفيد كلانسي، من جامعة «لانكستر» البريطانية، أن نتائج الاختبار ليست دقيقة، وأوضح قائلاً: «الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة كانوا يجلسون في غرفة هادئة، وقد تم توفير جميع وسائل الراحة لهم طوال فترة إجراء تجربة، وأظن أن الظروف الصحية لأي شخص ستتحسن عند شعوره بالاسترخاء والرفاهية».


مقالات ذات صلة

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

​يبدو أن مركب «البنزول» المسمَّى أيضاً «البنزول الحلقي» ظهر في كل مكان خلال السنوات الأخيرة. معقِّمات بمواد مسرطنة أولاً، كانت معقمات اليدين التي تحتوي على …

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أواني الطهي البلاستيكية السوداء قد تكون ضارة بالصحة (رويترز)

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

أصبحت أواني الطهي البلاستيكية السوداء عنصراً أساسياً في كثير من المطابخ، لكنها قد تكون ضارة؛ إذ أثبتت دراسة جديدة أنها قد تتسبب في أمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.