متنفذون حوثيون يوقفون توزيع غاز الطهي في مدينة إب

TT

متنفذون حوثيون يوقفون توزيع غاز الطهي في مدينة إب

يبدو أن محافظة إب (وسط اليمن)، على موعد مع أزمة غاز منزلي جديدة تلوح في الأفق، على خلفية اعتداءات نفذها مسلحون تابعون لميليشيات الحوثي ضد عدد من موظفي وعمال فرع الشركة اليمنية للغاز في المحافظة.
وأكدت مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط» قيام نافذين يتبعون الجماعة الحوثية في إب بحملات اعتداءات وابتزازات متكررة استهدفت عددا من موظفي وعاملي فرع الشركة ومكاتبها المنتشرة في بعض مناطق محافظة إب.
وبينت المصادر أن هدف الميليشيات من وراء تلك الممارسات هو إخافة العاملين في فرع الشركة والضغط عليهم بقوة التهديد والسلاح لإعطائهم حصصا من أسطوانات الغاز المنزلي المخصصة للمواطنين في المدينة وريفها.
وكشفت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، عن توقف فرع الشركة اليمنية للغاز عن عمله في مدينة إب منذ يومين، وتقديم قيادته رسالة شكوى واحتجاج لقيادة السلطة التنفيذية التابعة للميليشيات بالمحافظة.
وجاء توقف عمل فرع الشركة في المحافظة، بحسب المصادر، على خلفية تكرار اعتداءات المسلحين الحوثيين على موظفي الشركة وعامليها بعدة مديريات واختطاف أحدهم واقتياده إلى جهة مجهولة عقب رفضه منح قيادي حوثي 30 أسطوانة غاز منزلي من حصة مواطنين في إحدى مديريات المحافظة.
وأشارت إلى أن من بين الأسباب التي دفعت قيادات حوثية للاعتداء على موظفي فرع الشركة، هو إجبار القائمين على فرعها بوقف البيع للمواطنين بالسعر الرسمي وإفشال مسعى إيصال أسطوانة غاز واحدة لكل مواطن في إب كل نصف شهر بحجة أنها كمية كبيرة.
وتحدثت المصادر عن أن قيادات تتبع الجماعة بالمحافظة ما زالت تمارس ضغوطاً كبيرة على قيادة وموظفي فرع شركة للرضوخ لأوامرها وتوجهاتها.
وبدورهم أبدى سكان محليون بمدينة إب امتعاضهم الشديد من تصرفات الميليشيات في حق موظفي وعمال الشركة وسلوكها الإجرامي لملاحقة المواطنين وحرمانهم باستمرار من أبسط حقوقهم المتمثلة بالدرجة الأولى في الحصول على الغاز المنزلي.
وأكدوا في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، أن الميليشيات تعودت على خلق أزمات متلاحقة فيما يتعلق بمادة غاز الطهي والمشتقات النفطية في المحافظة ومديرياتها بهدف كسب أرباح طائلة من وراء بيعها في الأسواق السوداء بأسعار تزيد على 300 في المائة عن السعر المحدد رسميا.
وبدوره أكد (م.ن.ع) مالك محطة غاز منزلي بالمحافظة، أن حالة هلع تسود الآن وسط أهالي المدينة بعد ظهور بوادر أزمة غاز منزلي جديدة، متوقعا أن تضاعف تلك الممارسات الحوثية من مخاوف اليمنيين من توسع أزمة الغاز بالمحافظة.
ووفقا لمصادر محلية، فقد شهدت مؤخرا مديريات عدة بمحافظة إب مثل (المشنة والعدين ومذيخرة وبعدان وغيرها) وقفات احتجاجية واسعة رفضا لما تتعرض له حصصهم من الغاز المنزلي من تلاعب عبر تقليص الكمية المخصصة لهم.
وطالب المحتجون في وقفاتهم بصرف حصصهم كاملة دون نقصان كونها تتناسب مع عدد السكان ورفضهم لأي عملية تقليص للكميات الخاصة بهم.
وشهدت إب كمثيلاتها من المحافظات الأخرى الواقعة تحت قبضة الميليشيات الانقلابية خلال المراحل السابقة أزمات متلاحقة في مادة الغاز المنزلي والمشتقات النفطية وغيرها، والتي كثيرا ما تقف وراءها، بحسب كثيرين، الميليشيات الحوثية.
ووفقاً لمعلومات رسمية، حصلت عليها «الشرق الأوسط»، يزود فرع الشركة اليمنية للغاز مدينة إب (مركز المحافظة) يومياً بكمية تتراوح بين 8 - 10 آلاف أسطوانة، بسعر 1700 ريال عبر الوكلاء، ليقوموا بالتوزيع وفق قاعدة بيانات معتمدة من المحافظة والمديريات، بقيمة 2000 ريال للمواطنين.
كما تصل المحافظة يومياً 7 قاطرات، منها 3 قاطرات حصة المحافظة المعتمدة من صافر، وتقدم للوكيل بسعر 1700 ريال، ليقوم بتقديمها للمواطنين بسعر 2000 ريال، و4 قاطرات غاز تجارية تخصصها الشركة بالتوافق مع التجار للمناطق الريفية، لتباع تحت إشراف الشركة بسعر 2830 ريالاً للأسطوانة (الدولار يساوي نحو 550 ريالا).


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.