الراعي: لا يمكن القبول بأخذ الحكومة رهينة لتجاذبات سياسية

TT

الراعي: لا يمكن القبول بأخذ الحكومة رهينة لتجاذبات سياسية

أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه «لا يمكن القبول بتعطيل اجتماع الحكومة وتخليها عن مسؤوليتها كسلطة إجرائية، ولا بأخذها رهينة لتجاذبات سياسية»، معلناً تأييده لقانون العمل الذي فعلته السلطات اللبنانية بحق العمال الأجانب، وتوجه إلى الفلسطينيين متمنياً بـ«ألا يكافئ الإخوة الفلسطينيون لبنان وشعبه بالمظاهرات والانتفاضات».
وقال الراعي في قداس الأحد في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان: «لا يحق للسياسيين عندنا تنصيب ذواتهم فوق الدستور والعدالة والمؤسسات، ولا يمكن القبول بتعطيل اجتماع الحكومة وتخليها عن مسؤوليتها كسلطة إجرائية، ولا بأخذها رهينة لتجاذبات سياسية». وأضاف: «لا يحق للقوى السياسية خلق حالة من التوتر واللااستقرار يؤدي إلى عدم البحث في الملفات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الضرورية والملحة، وملفات التعيينات، ما يؤثر سلبا على الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي، ويزيد من حالة الفقر والحرمان، ويفقد الدولة ثقة الشعب والمجتمع الدولي بها».
وشدد الراعي على أنه «لا يمكن القبول بخرق قاعدة المناصفة وبممارسة الاستئثار والاحتكار في الوظائف الرسمية، في الوقت الذي تبقى فيه النزاهة والكفاءة والمناقبية القاعدة الأساس للتوظيف».
وتطرق الراعي إلى ملف العمال الفلسطينيين والاحتجاجات على تفعيل السلطات اللبنانية لقانون العمل ضد العمال الأجانب. وقال: «الإخوة اللاجئون الفلسطينيون يعلمون أن لبنان متضامن معهم ومع قضيتهم، منذ سبعين سنة، وأكثر من أي بلد آخر. وقد دفع غاليا ثمن هذا التضامن. فنرجو أن يكونوا هم بدورهم متضامنين مع لبنان وشعبه».
وأضاف: «نحن ندرك مأساتهم الاقتصادية وهمومهم المعيشية، فنأمل أن يدركوا هم أيضا واقع الشعب اللبناني الذي أصبح ثلثه تحت سقف الفقر، و35 في المائة من شبابه يعاني البطالة، و70 في المائة من اللبنانيين غير مضمونين، والدولة غارقة في الديون، والخزينة في عجز موصوف، والاقتصاد في كل قطاعاته متعثر، ولا تنتهي سبحة الحالة البائسة التي بلغنا إليها». وشدد على أن «قانون العمل الذي تعمل الوزارة على تطبيقه يحفظ حق الجميع. فرجاؤنا ألا يكافئ الإخوة الفلسطينيون لبنان وشعبه بالمظاهرات والانتفاضات».
وتوجه الراعي للفلسطينيين بالقول: «تعالوا بالأحرى نصوب الهدف إلى الذين سلبوا أرضكم وهجروكم، وإلى المجتمعين العربي والدولي المسؤولين مع السلطة الفلسطينية عن الأساس الذي نناضل معكم في سبيله، وهو حل الدولتين وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية منذ العام 1948 وما تلاه. فلا ننزلقن، من حيث لا ندري، في خط تسهيل ما يسمى «صفقة القرن» و«مشروع الشرق الأوسط الجديد».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».