ظل بينيتيز يطارد بروس في الإدارة الفنية لفريق نيوكاسل

المدرب الإنجليزي يتمتع بسيرة جيدة لكن هذا لن يكون كافياً لملء الفراغ الذي تركه سلفه الإسباني

بروس يقدم البرازيلي جولينتون أبرز صفقات نيوكاسل الجديدة في عهده (رويترز)  -  بينيتيز رحل عن نيوكاسل بعد خلاف مع آشلي مالك النادي
بروس يقدم البرازيلي جولينتون أبرز صفقات نيوكاسل الجديدة في عهده (رويترز) - بينيتيز رحل عن نيوكاسل بعد خلاف مع آشلي مالك النادي
TT

ظل بينيتيز يطارد بروس في الإدارة الفنية لفريق نيوكاسل

بروس يقدم البرازيلي جولينتون أبرز صفقات نيوكاسل الجديدة في عهده (رويترز)  -  بينيتيز رحل عن نيوكاسل بعد خلاف مع آشلي مالك النادي
بروس يقدم البرازيلي جولينتون أبرز صفقات نيوكاسل الجديدة في عهده (رويترز) - بينيتيز رحل عن نيوكاسل بعد خلاف مع آشلي مالك النادي

تولى المدير الفني الإنجليزي ستيف بروس قيادة نيوكاسل يونايتد خلفاً للإسباني رفائيل بينيتيز، لكن يبدو أن حسه الفكاهي وسحره الطاغي وخبراته السابقة لن تكون كافية لملء الفراغ الذي تركه سلفه الإسباني بعد رحيله عن النادي.
وقد تكون صفقة ضم المهاجم البرازيلي جولينتون من هوفنهايم الألماني برقم قياسي للنادي، مؤشراً على بعض الأمل في أن يعود نيوكاسل إلى المسار الصحيح، في الوقت الذي ما زال يعبر فيه جمهور الفريق عن غضبه من رحيل بينيتيز، وتوجيه النكات الساخرة والانتقادات لمالك النادي مايك آشلي والمدرب الجديد بروس.
وضم نيوكاسل جولينتون، البالغ 22 عاماً، مقابل 45 مليون يورو، ويأمل بروس أن يسير اللاعب البرازيلي على نهج الأسطورة وهداف نيوكاسل السابق آلن شيرر الذي سيرتدي قميصه نفسه رقم 9.
وإذا كان بروس، الذي كان يجلس في المدرجات ليشاهد المباراة التي فاز فيها نيوكاسل يونايتد على وستهام يونايتد بهدف دون رد في الكأس الآسيوية لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز في شنغهاي، يتخيل أن نشأته في بلدة وولسيند ستمنحه حصانة من الانتقادات فإنه مخطئ بكل تأكيد. ويحاول مسؤولو نيوكاسل يونايتد أن يصوروا التعاقد مع بروس على أنه بمثابة «عودة إلى أرض الوطن» من جانب بروس، لكن هذه الأمور العاطفية لم تعد تجدي في ظل هذا المشهد الذي تغير كثيراً والذي ستكون مشكلته الأكبر هي رحيل رفائيل بينيتيز من الأساس.
ويقال دائماً إن الأمور لا تقف على أي شخص مهما كانت أهميته، لكن في نظر مشجعي نيوكاسل يونايتد يعد المدير الفني الإسباني استثناء لتلك القاعدة. وأيا كان من سيحل محل بينيتيز فإنه سيواجه حتما مقارنات بينه وبين المدير الفني الإسباني، وسيظل دائماً غير محبوب من قبل الجمهور، لكن بروس يأتي إلى النادي وهو يمتلك سيرة ذاتية قوية، وخاصة مع أندية دوري الدرجة الأولى في إنجلترا وقيادتها للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. ورغم أن بروس قد عمل مع 10 أندية مختلفة ونجح في قيادتها للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز في ظروف صعبة، فهناك إجماع كبير بين جمهور نيوكاسل يونايتد على أنه ببساطة ليس جيداً بما يكفي لكي يقود فريق يتطلع لإثبات جدارته كمنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ورغم أن بروس يصغر بينيتيز بثمانية أشهر، فإن المدير الفني الإنجليزي البالغ من العمر 58 عاماً ينظر إليه دائما على أنه من أصحاب الفكر القديم في عالم التدريب. وفي الواقع، قام بروس بتغيير طريقته في التدريب منذ إقالته من تدريب سندرلاند في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، وأثبت أنه مدير فني جيد ولديه لمسة إنسانية رائعة، لكن من المهم أيضاً أن نشير إلى أنه لا يرتقي إلى مستوى بينيتيز من حيث الاهتمام بأدق التفاصيل الفنية والتكتيكية، وهي الصفات التي ميزت الإسباني عن الكثير من أقرانه في عالم التدريب التي جعلته يحصل على الكثير من البطولات والألقاب مع عدد مختلف من الأندية، وهي التي جعلته أيضاً ينجح في إبقاء فريق نيوكاسل في الدوري الإنجليزي الممتاز رغم الإمكانيات المحدودة للفريق.
لقد اعتمد بينيتيز على جميع خبراته السابقة لكي يساعد الفريق على احتلال مركز جيد في منتصف جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسمين الماضيين. وإذا كان جمهور نيوكاسل يونايتد لديه ثقة غير مشروطة وغير محدودة في المدير الفني الإسباني الذي قاد ليفربول إلى منصة التتويج في دوري أبطال أوروبا، فإن بروس لا يتمتع بهذا القدر من التأييد بكل تأكيد.
وكما اكتشف المدير الفني الإنجليزي آلان بارديو، فإن الأجواء في ملعب «سانت جيمس بارك» قد تكون رائعة في بعض الأوقات، لكنها قد تصبح شديدة الصعوبة في أوقات كثيرة أخرى. ورغم أن بارديو نجح في قيادة نيوكاسل لاحتلال المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد كان ينظر إليه دائماً على أنه «دمية» في يد مالك النادي مايك آشلي، وهو الأمر الذي تسبب في تدميره، والذي يتعين على بروس أن يتجنبه تماما.
ورفض بروس التكهنات التي ساقتها بعض جماهير الفريق بأنه سيكون «دمية» في يد مايك آشلي، وطالبهم بالحصول على فرصة حقيقية للفوز بثقتهم.
وقال بروس: «لن أكون الرجل الذي يوافق أي شيء. لقد كبرت على هذه التصرفات. سمعت أن الجماهير تقول إنني دمية لكنني لست حامل الحقائب الخاص بمايك آشلي أو ما شابه. أنا شخصية مستقلة. كل ما أريده هو الحصول على فرصة. كل من يتولى المهمة هنا سيجد أن هناك صعوبة. تلقى بينيتيز دعما استثنائيا بشكل لا يصدق من الجماهير، وقد ترك فراغا يصعب شغله. لكن دعونا نرى».
ولعل الأمر الذي يزيد من تعقيد مهمة بروس مع نيوكاسل يونايتد يتمثل في أن المدير الفني الإنجليزي ليس لديه سيرة ذاتية قوية فيما يتعلق بالحصول على البطولات والألقاب، على عكس بينيتيز الذي ساعدته سيرته الذاتية القوية على إسعاد الجماهير والحصول على ثقتها في مواجهة آشلي مالك النادي وحتى في التعامل مع وسائل الإعلام.
من المؤكد أن بروس لديه الكثير من الأصدقاء في الدوائر الإعلامية، لكن قدرته على المناورة مقيدة بشدة بحقيقة أن ستيف نيكسون، كبير الكشافة بالنادي، سوف يكون له الدور الأبرز في اختيار اللاعبين الجدد، كما كان يفعل سلفه غراهام كار مع بارديو ثم ستيف مكلارين، حيث كانا يجلبان في بعض الأحيان لاعبين جيدين، وفي أحيان أخرى لاعبين غير مرغوب فيهم. صحيح أن بروس ستكون له الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بهذه التعاقدات، لكن الشيء المؤكد أنه لن يتمتع بالصلاحيات نفسها التي كانت متاحة لبينيتيز، لكنه لم يكن له رأي في صفقة التعاقد مع اللاعب البرازيلي جولينتون، الذي كان النادي يسعى لضمه منذ فترة طويلة.
وكان المدير الفني الإسباني يرى أن اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً واعداً، لكن المقابل المادي للصفقة مبالغ فيه، علاوة على أن اللاعب لا يناسب الطريقة التي يعتمد عليها بينيتيز، وأنه بدلاً من إهدار الـ50 مليون إسترليني التي حققها النادي من بيع اللاعبين خلال فترات الانتقالات الأخيرة على التعاقد مع اللاعب البرازيلي، فإنه من الأفضل التعاقد مع أكثر من لاعب بهذا المبلغ. وعلاوة على ذلك، يعاني النادي من نقاط ضعف واضحة في مركز الظهير وفي محور الارتكاز وفي مركز الجناح، خاصة بعد رحيل هدافي الفريق الموسم الماضي سالومون روندون وأيوزي بيريز.
وكان بينيتيز يرى أنه من الأفضل التعاقد مع عدد من اللاعبين الأكثر خبرة والأكبر سناً، لكن آشلي يرغب دائما في التعاقد مع لاعبين لا تتجاوز أعمارهم 25 عاما على أمل أن ينجح في إعادة بيعهم بأسعار أعلى، وبالتالي يتعين على بروس أن يعمل في ضوء الصفقات التي سيعقدها النادي في آخر ثلاثة أسابيع من فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
وقد حاول صديقه آلن شيرر، أسطورة الفريق الذي عمل لبعض الوقت مديرا فنيا لنيوكاسل، تحذيره من هذه الخطوة، وقال له: «لا، لا، لا» عندما سأله عن رأيه في تولي قيادة الفريق خلفا لبينيتيز في مأدبة عشاء بينهما، لكن يبدو أن العاطفة هي التي جعلت بروس يوافق على هذه المهمة، خاصة أن والديه كانا يحلمان دائماً بأن يتولى القيادة الفنية لنيوكاسل يونايتد.
ومن المؤكد أن بروس لن ينسى أبداً ما حدث في عام 2010 عندما خسر فريقه سندرلاند أمام نيوكاسل يونايتد على ملعب «سانت جيمس بارك» بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، في الوقت الذي كان فيه جمهور نيوكاسل يونايتد يتغنى في المدرجات باسم مديره الفني. لكن بروس يؤمن بأن القيادة الفنية لنادي نيوكاسل يونايتد هي الحلم الذي كان يسعى لتحقيقه دائما، وبالتالي لا يمكن رفض هذه الفرصة، وهو ما يوضح السبب وراء عدم الاستماع لكل نصائح أصدقائه بتولي قيادة الفريق. على أي حال، سوف نرى خلال الفترة المقبلة ما إذا كان بروس سينجح في هذه المهمة أم لا!.


مقالات ذات صلة

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ب)

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه أظهر كثيراً من نقاط الضعف في آخر مباراتين، ويجب أن يجد التوازن الصحيح بين الدفاع والهجوم.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ب)

غوارديولا: أتحمل عبء إثبات نفسي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه يتحمل عبء إثبات أنه يستطيع تصحيح مسار الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على لقب البريميرليغ

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه الشاب لا ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: ما زال بإمكاننا التحسن

تلقى أتلتيكو مدريد دفعة معنوية هائلة بعد الفوز في ست مباريات متتالية، لكن المدرب دييغو سيميوني قال إن فريقه لا يزال لديه مجال كبير للتحسن.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية محمد صلاح سينتهي عقده مع ليفربول بنهاية الموسم (إ.ب.أ)

صلاح ودي بروين... متى نقول وداعاً؟

لمدة عقد تقريباً، كان أحد ألمع النجوم في سماء الدوري الإنجليزي، ويُصنف على أنه ربما يكون أفضل لاعب في جيله.

The Athletic (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».