لجنة تحقيق سودانية توجه اتهامات لضباط برتب رفيعة بقتل المعتصمين

TT

لجنة تحقيق سودانية توجه اتهامات لضباط برتب رفيعة بقتل المعتصمين

وجهت لجنة التحقيق في أحداث فض الاعتصام من أمام القيادة العامة للجيش السوداني الشهر الماضي، اتهامات إلى قادة عسكريين رفيعي المستوى أشارت إلى أسمائهم بالأحرف الأولى، بالإضافة إلى أفراد تحت إمرتهم وملثمين مدنيين «مجهولين»، بقتل عشرات المعتصمين السلميين وجرح المئات، وأمرت بفتح بلاغات جنائية ضدهم، تحت مواد تصل عقوبتها الإعدام والسجن المؤبد، بيد أن قوى إعلان الحرية والتغيير رفضت التقرير واعتبرته إخفاءً للحقائق ودفنها في الركام.
وفجر 3 يونيو (حزيران) الماضي، هاجمت قوات عسكرية المعتصمين أمام القيادة العامة للجيش، وأطلقت عليهم الرصاص بكثافة وعشوائية، ما أدى لمقتل العشرات وإصابة المئات، وفض الاعتصام بالقوة، على الرغم من تصريحات قادة المجلس العسكري الانتقالي العديدة بعدم رغبتهم في فض الاعتصام بالقوة. وقال رئيس لجنة التحقيق في أحداث مأساة فض الاعتصام التابعة للنائب العام فتح الرحمن سعيد، في مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم أمس، إن اللجنة أمرت بفتح بلاغات ضد ثمانية ضباط بينهم ضابط برتبة لواء وعميد ورتب أصغر، ووجهت إليهم اتهامات بإصدار الأوامر لفض الاعتصام بالقوة وما رافقه من عمليات قتل وحشية.
وأوضح أن ضابطين برتبتي اللواء والعميد ورد اسميهما بالأحرف الأولى، أصدرا الأوامر لقوات مكافحة الشغب، وقوات أمنية أخرى بضرب المعتصمين، مخالفين التعليمات الصادرة لهم بـ«تنظيف» منطقة كولومبيا القريبة من ساحة الاعتصام. وتقع المنطقة المعروفة بـ«كولومبيا» على الضفة الشرقية لنهر «النيل الأزرق» وبالقرب من قيادة الجيش محل الاعتصام، ونشأت قبل الاعتصام بسنين، واشتهرت بأنها «وكر» لتجار المخدرات والخمور، وأخذت اسمها من «مخدرات كولومبيا». وحين بدء الاعتصام شارك روادها في الاحتجاجات، ما استفز القوات العسكرية التي سعت لـ«تنظيفها» مستخدمةً القوة المفرطة، ولاحقاً اتخذتها ذريعة لفض الاعتصام، كما تشير تقارير النشطاء ومواقع التواصل الاجتماعي وقوى الحراك.
ووجهت اللجنة بناءً على استجواب 59 شاهداً، بينهم ضباط في القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ومواطنين وأطباء ومعتصمين، و29 مستنداً متعلقاً ببلاغات ضد كل من اللواء ركن «أ. س. أ»، وهو الذي أصدر أمراً للعميد الركن «ع. ع. م» بتحريك قوة مكافحة الشعب التابعة لـ«قوات الدعم السريع»، لفض الاعتصام دون تلقي أوامر عليا. وهزت «جريمة» فض الاعتصام الضمير العالمي لبشاعتها وأعداد القتلى السلميين الذين راحوا ضحية لها، وأصابت المواطنين السودانيين بحالة من الصدمة والترويع، واتجهت الاتهامات مباشرةً إلى «المجلس العسكري الانتقالي»، الذي اضطر إلى تكوين لجنة تحقيق عسكرية من جانبه، ولجنة أخرى كوّنها النائب العام، فيما يُنتظر أن تكون «لجنة تحقيق مستقلة» ثالثة من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير بعد تكوين الحكومة المدنية.
وقالت اللجنة إن الضابطين اللذين أصدرا الأوامر لم يكونا ضمن القادة المنوط بهم «نظافة منطقة كولومبيا»، ولم يتلقيا تعليمات أو أوامر بالمشاركة في تنفيذ الخطة، وأن أحدهم تمرد على تعليمات قائد العملية، وأضافت: «تم تحذير العميد (ع. ع. م) من قِبل قائد العملية بأنه غير معني، لكنه خالف تلك التوجيهات، وقاد قوة من معسكر (صالحة) إلى داخل منطقة الاعتصام، وأمرهم بجلد المعتصمين». واتهمت اللجنة قائد قوة مكافحة الشغب التابعة لـ«قوات الدعم السريع» المقدم «ب. ح. ع»، والذي شارك في التنوير الخاص بنظافة منطقة كولومبيا، بالمشاركة مع قواته بدخول منطقة الاعتصام، وضرب المعتصمين بالعصي ما تسبب في فض الاعتصام.
وحمّلت قوة مشتركة مكلفة بتنظيف كولومبيا «قوات مكافحة الشغب، وقوات الحماية وتأمين كوبري النيل الأزرق»، المسؤولية عن العملية، واتهمتها بتجاوز مهامها، ودخول بعض أفرادها ساحة الاعتصام، وأزالوا الحواجز والمتاريس، وإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص والأعيرة النارية بكثافة وعشوائية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وحرق الخيام وإتلاف الممتلكات والمركبات، وإخلاء المعتصمين من ساحة الاعتصام.
وقالت اللجنة إن التحقيقات أشارت إلى «شخصين ملثمين» مجهولي الهوية ويرتديان الزي المدني، أطلقا الأعيرة النارية بساحة الاعتصام، إضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين مجهولي الهوية يرتدون أزياء مدنية أطلقوا الأعيرة النارية من أعلى عمارة تحت التشييد مطلة على ساحة الاعتصام.
وحسب رئيس لجنة التحقيق، فإن عدد القتلى إبان أحداث فض الاعتصام بلغ 87 قتيلاً خلال أسبوع من فض الاعتصام، وأن 17 منهم لقوا مصرعهم داخل ساحة الاعتصام يوم 3 يونيو الماضي، وأن عدد المصابين بلغ 168 مصاباً، منهم 105 بآلات حادة وجروح قطعية وطعنية، واتُّخذت إجراءات قانونية بشأن حالات الوفاة كافة.
وتقول لجنة الأطباء السودانية المركزية، وهي لجنة موالية لقوى إعلان الحرية والتغيير، إنها أحصت 128 قتيلاً في أحداث فض الاعتصام، إضافة إلى أكثر من 1000 جريح ومصاب بينهم جثث لمعتصمين تم إلقاؤهم في نهر النيل وربطهم بـ«ثقالات إسمنتية» لمنع طفو جثثهم، وعدد من حالات الاغتصاب التي طالت نساءً ورجالاً، وعشرات المفقودين الذين لا يُعرف لهم مكان على الرغم من مرور قرابة الشهرين على الحادثة، فيما قالت وزارة الصحة إن عدد القتلى بلغ 68 قتيلاً.
لكن لجنة التحقيق نفت وجود «حالات اغتصاب» وعمليات حرق بالنار أو إغراق في نهر النيل، وقالت: «لم يتبين للجنة وجود أي حالات اغتصاب ارتُكبت داخل ساحة الاعتصام، أو حالات وفاة نتيجة لحرق بالنار، وأن جثتين انتُشلتا من النيل وعليهما أثقال لمنع طفوهما، وُجدت بهما آثار إصابة بطلق ناري، لكن لا علاقة لهما بساحة الاعتصام». وبرّأ تقرير اللجنة ساحة المجلس العسكري الانتقالي من إصدار أوامره بفض الاعتصام، وجاء فيه: «القرار الصادر من اللجنة الأمنية التابعة للمجلس العسكري الانتقالي، كان بغرض نظافة منطقة كولومبيا، ولم يصدر أي قرار أو توجيهات منها بفض ساحة الاعتصام». وقال سعيد إن لجنته اتخذت إجراءات جنائية بمواجهة 8 قادة عسكريين بينهم لواء ركن واحد، وعميدا أركان حرب، وعقيد، ومقدم، ورائدان، ورقيب أول، تحت المادة 186 من القانون الجنائي 1991، وتتعلق بارتكاب «الجرائم ضد الإنسانية» وتصل عقوبتها إلى السجن المؤبد والإعدام.
كما تعهدت اللجنة باستمرار الدعاوى ضد أفراد القوات التي شاركت في تنفيذ العملية، وهم «أفراد من قوات معسكر صالحة، وقوة الحماية، وقوة مكافحة الشغب، والأفراد الذين دخلوا ساحة الاعتصام، تحت مواد تصل عقوبتها إلى الإعدام من القانون الجنائي، إضافة إلى عناصر المدنيين الملثمين المجهولين الذين أطلقوا النار على المعتصمين، وأن تتواصل البلاغات لتشمل كل من تتوفر على مواجهته بينة في وقت لاحق». وقال سعيد إن النائب العام، وبصفته ممثل الدولة والمجتمع في الادعاء العام في القضايا الجنائية، خاطب المجلس العسكري الانتقالي، وطلب تسليمه محضر التحقيق الخاص الذي أجرته لجنة التحقيق العسكرية التابعة له.
وانتقد القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير بابكر فيصل، التقرير، ووصفه بأنه لن يجد الاعتراف اللازم لأنه من طرف واحد، وشكك في دواعي ميقات إعلانه الذي يسبق العودة للتفاوض اليوم. وقال فيصل لـ«الشرق الأوسط» إن قوى الحرية والتغيير وقّعت مع المجلس العسكري الانتقالي «الإعلان السياسي» الذي نص على تكوين لجنة تحقيق مستقلة بإشراف إقليمي بعد تكوين الحكومة الانتقالية، وهي المنوط بها كشف الحقائق بشأن أحداث فض الاعتصام والجرائم البشعة التي رافقتها.
من جهته، سارع حزب المؤتمر السوداني برفض محتوى تقرير لجنة التحقيق، وعدّه تأكيداً لأهمية قيام الحكومة المدنية الانتقالية بإجراء تحقيق مستقل وشفاف وبإشراف إقليمي لكشف الحقائق، وتقديم المتورطين لمحاكمات عادلة.
وقال الحزب العضو في قوى إعلان الحرية والتغيير، حسب بيان صحافي حصلت عليه «الشرق الأوسط»، أمس، إن لجنة التحقيق المكونة من المجلس العسكري خيّبت الآمال، وأضاف: «كما هو متوقع لم تخيّب الظنون بها»، وإنها صاغت تقريرها بـ«هدف واحد لا غير، وهو إخفاء الحقائق ودفنها تحت الركام».
وأوضح البيان أن تقرير اللجنة كان عبارة عن تلاوة لـ«الرواية المختلقة حول منطقة كولومبيا وكونها المستهدف بتلك العملية البشعة»، وتابع: «الحقيقة الساطعة تقول بأن قرار فض الاعتصام تزامن في كل ولايات السودان التي شهدت 13 اعتصاماً». ورأى الحزب في تزامن فض الاعتصامات دليلاً يؤكد «اتخاذ قرار سياسي من الجهة التي تملك السلطة والرغبة والقدرة على فض الاعتصام، مع سبق الإصرار والترصد»، وسخر مما سماه «إرجاع جريمة بهذه الضخامة والبشاعة لمحض تفلتات من قوات أو ضباط خالفوا التعليمات»، باعتباره مجرد إخفاء للحقائق. وانتقد بيان الحزب نفي اللجنة حدوث حالات اغتصاب داخل محيط الاعتصام، ووصفه بأنه «يخالف تقارير معتمدة لمنظمات عديدة دوّنت هذه الجرائم ووثّقت لاغتصاب عدد كبير من النساء والرجال»، وتابع: «هي وقائع ثابتة وتشبه إلى درجة كبيرة الممارسات الراتبة التي ظلت تحدث في مناطق الحروب في السودان كأدوات للإذلال ولتنفيذ مشاريع الإبادة الجماعية».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».