حفتر ينقل الحرب إلى مصراتة بعد «استهداف تركي» لطائرة حجاج ليبية

ميليشيات السراج تعلن تدمير قاعدة الجفرة... والجيش الوطني ينفي

TT

حفتر ينقل الحرب إلى مصراتة بعد «استهداف تركي» لطائرة حجاج ليبية

نقل المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، حرب تحرير العاصمة طرابلس إلى مدينة مصراتة الواقعة غرب البلاد، بعدما استهدفت قواته للمرة الأولى مواقع عسكرية في المدينة، التي تمثل ميليشياتها القوة الضاربة داخل القوات الداعمة لحكومة «الوفاق»، التي يترأسها فائز السراج.
وأعلن المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني، في بيان أمس، أن قصف مصراتة جاء «بعدما استهدفت طائرة مسيرة، يوجهها ضباط أتراك جلبهم تنظيم الإخوان الإرهابي، طائرة نقل خصصتها القيادة العامة للجيش الوطني لنقل الحجيج من منطقة الجفرة إلى مطار بنينة الدولي للذهاب للأراضي المقدسة».
وتابع البيان موضحا: «صدرت الأوامر لضرب مصدر خروج الطائرة التي ارتكبت هذه الجريمة»، لافتا إلى أنه تم مساء أول من أمس تدمير «أكثر من عشرة أهداف اختيرت بعناية، بما في ذلك غرف عمليات ووسائط دفاع جوي، ومخازن للذخائر لمواقع عسكرية في مصراتة والكلية الجوية بها وقاعدة سرت. كما شملت رتلا بمنطقة عمليات غريان». مشددا على أن «قواتنا انطلقت للقضاء على تنظيم الإخوان الإرهابي وعصاباته، وتحرير كامل التراب... ولن تتراجع عن هذا المبتغى».
وكان المركز اعتبر أن الضربات التي قام بها سلاح الجو التابع للجيش: «تعني أن مسرح العمليات في كل الجبهات مرصود بالكامل»، ونفى أيضا مزاعم لميليشيات السراج باستهداف قاعدة الجفرة، وقال إن تلك إنجازات تتوهمها وتصنعها أبواق تنظيم الإخوان الإرهابي، ووصفها بأنها رقصة المذبوح الذي يدرك حتمية نهايته، معتبرا أن ساعة النصر ونهاية الإرهاب قريبا.
ويشكل مقاتلو مصراتة القوة الرئيسية التي تدافع عن طرابلس، حيث الجماعات المسلحة أقل تنظيما وأكثر قابلية لتغيير الولاء.
ومنذ بدء عملية تحرير طرابلس في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي، امتنع «الجيش الوطني» عن قصف مطار مصراتة ومينائها ومصنع الصلب بها، ما اعتبره بعض الدبلوماسيين علامة على رغبته في إبرام اتفاق مع المدينة، التي يشكل مقاتلوها القوة الرئيسية التي تدافع عن طرابلس، حيث الجماعات المسلحة أقل تنظيما وأكثر قابلية لتغيير الولاء.
وكانت القوات الموالية لحكومة السراج أعلنت مساء أول من أمس، أنها دمرت طائرات مسيرة لقوات «الجيش الوطني» في قاعدة الجفرة الجوية جنوب شرقي طرابلس، وقالت عملية «بركان الغضب» التي تشنها قوات السراج في بيان لها، إن سلاح الجو التابع لها «دك تجمعا للمرتزقة في (القاعدة)، ودمر حظيرة طائرات مسيرة لدولة معتدية، كما أعطب طائرة شحن (يوشن) تستخدم لنقل الذخيرة والمرتزقة إلى ليبيا».
كما استهدفت الضربات، بحسب البيان، مخزنا للذخيرة بقاعدة الجفرة، وبوابة على طريق هون - طرابلس، ونجحت في تحقيق كل الأهداف الحيوية المرسومة. إلى ذلك، أعلنت فرق تابعة للهلال الأحمر الليبي انتشال جثث 62 مهاجرا، كان مركبهم قد غرق قبالة الساحل شرق العاصمة طرابلس، بينما أعلنت البحرية الليبية في بيان أن إحدى دورياتها أنقذت الخميس 269 مهاجرا، كانوا يستقلون قاربين مطاطيين على بعد نحو 100 كلم شمال القره بوللي، شرق طرابلس.
وكان على متن القارب الأول 182 مهاجرا غير شرعي، بينهم تسع نساء. بالإضافة إلى طفلين، بحسب البيان، الذي أوضح أن المهاجرين من جنسيات مختلفة.
ولفت البيان إلى أن عناصر دورية أخرى من خفر السواحل أنقذت قاربا مطاطيا كان على متنه 87 مهاجرا غير شرعي كلهم رجال، موضحا «أن 84 من المهاجرين من الجنسية السودانية وثلاثة من بنغلاديش... وقد تم نقلهم إلى قاعدة طرابلس البحرية».
وقال المتحدث باسم القوات البحرية العميد أيوب قاسم إنه «تم إنقاذ 134 مهاجرا وانتشال جثة واحدة، في حين بقي 115 في عداد المفقودين»، في عمليتين منفصلتين قبالة سواحل البلاد شرق العاصمة طرابلس.
من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، عن عبد المنعم أبو صبيع، مسؤول فريق انتشال الجثث بالهلال الأحمر في الخمس، أن «فرقنا قامت بانتشال 62 جثة لمهاجرين منذ مساء أمس وحتى ظهر اليوم». مضيفا أن «الجثث لا تزال تطفو على الشاطئ بصورة مستمرة، ولا يمكن إحصاء العدد الكلي لها»، مؤكدا أن «العملية ستتواصل لاستكمال عمليات انتشال جثث المهاجرين».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.