طالب الجيش السوري الحر بدعم بالسلاح النوعي والصواريخ المضادة للطائرات، بهدف تحقيق انتصار على تنظيم «داعش» وقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن عديده من المقاتلين الذين يمتلكون خبرات «يسمح له بإحراز التقدم، إذا ما توفر له السلاح النوعي»، مشيرا إلى أن الطائرات الحربية السورية «هي أكبر الأعداء بالنسبة للمقاتلين»، بعدما اقتصر وجود القوات النظامية في مناطق واسعة في الشمال، على الحضور الجوي.
وتأتي تلك المطالب في خضم نقاشات أميركية حول خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تنتظر موافقة الكونغرس على تخصيص مبلغ 500 مليون دولار من أجل ما قال أوباما يوم الأربعاء الماضي، إنه تدريب وتسليح للجيش السوري الحر لتقوية المعارضة كأفضل وسيلة في مواجهة المتشددين ولتجنيب القوات الأميركية الانجرار إلى حرب برية جديدة.
لكن الإدارة الأميركية اعترضت على تقديم أسلحة قوية طلبها مقاتلو المعارضة مثل صواريخ أرض - جو بسبب المخاوف من استيلاء أطراف أخرى عليها، أو استخدامها ضد أميركا وحلفائها. وزادت تلك المخاوف بعد إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق شرق أوكرانيا الملتهب والواقع تحت سيطرة المتمردين في يوليو (تموز) الماضي.
ولا تنظر المعارضة السورية إلى المعركة مع «داعش» والنظام على حد سواء، بإيجابية، من غير وجود أسلحة نوعية وصواريخ مضادة للطائرات. ويشرح عضو هيئة الأركان في الجيش السوري الحر أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط»، أن قوة النظام السوري «تتمثل في سلاح الجو، ما يوجب الحصول على صواريخ مضادة للطائرات، تفرض حظر جوي على الطائرات الحربية النظامية منذ إسقاط أول طائرة منها». أما قوة «داعش»، فتتمثل في امتلاكه آليات عسكرية (محمولات) تتيح لمقاتليه التحرك بسرعة، وإطلاق النيران من مدافع رشاشة تحملها الآليات الحديثة، إلى جانب الصواريخ المضادة للدروع والرشاشات الثقيلة والمدافع». وعليه، يقول إن الجيش السوري الحر «بحاجة إلى تسليح بأسلحة نوعية تمكنه من التقدم، وأهمها الأسلحة المضادة للطائرات».
في أحاديث خاصة، عبر مسؤولون عسكريون أميركيون عن رفضهم تسليح المتمردين بصواريخ سطح/ جو خشية أن تقع هذه الأسلحة في أيدي مقاتلي «داعش» فتفقد الولايات المتحدة الميزة التي تتمتع بها وهي العمل الجوي. مع ذلك قالوا إن هناك تأييدا داخل وزارة الدفاع لإمداد المتمردين بأسلحة تتجاوز الأسلحة الصغيرة والذخائر وتشمل مدافع ميدان وصواريخ مضادة للدبابات ومدافع مورتر.
وترى المعارضة أن التدريب على السلاح، يجب أن يقترن بالإمدادات بالأسلحة. يقول العاصمي: «لا ينفع تلقي التدريب من غير وصول الأسلحة»، علما بأن المعارضة السورية، كان معظم أفرادها يخدمون في جيش النظام، وقد تلقوا خلال فترة وجودهم تدريبات على مختلف أنواع الأسلحة، بينها الملاحة الجوية، واستخدام الصواريخ الحرارية.. لكن خبراتهم تلك، لا تستخدم بغياب السلاح النوعي.
ويوضح العاصمي لـ«الشرق الأوسط»، أن قسما كبيرا من المعارضين السوريين «يجيدون استخدام الرشاشات والمدافع الرشاشة وقيادة الطائرات والصواريخ المضادة للدروع والمدفعية، كونهم أدوا خدمتهم العسكرية في صفوف قوات النظام في السابق، وهو ما ساعدهم على استخدامها عندما كانوا يحصلون عليها من مستودعات النظام أو من دعم محدود»، مشيرا إلى أن التدريب الذي يحتاج إلى وقت «هو التدريب على الأسلحة المضادة للطائرات التي، في حال وصولها، ستفرض حظرا جويا لطائرات النظام عند سقوط أول طائرة منها».
والصواريخ المضادة للدروع، هي مجموعة من الصواريخ الموجهة حراريا. وتستخدم بعض فصائل المعارضة السورية، على نطاق ضيق، صواريخ «كونكرس» و«تاو» و«السهم الأحمر»، فيما يمتلك النظام، بحسب مصادر المعارضة، إضافة إليها، صواريخ «الكورنت».
واستخدم المقاتلون في القلمون وداريا بريف دمشق، بينهم لواء التوحيد والاتحاد الإسلامي لـ«أجناد الشام»، صواريخ «كونكرس»، فيما استخدم مقاتلو حركة «حزم» في الشمال في إدلب وريف اللاذقية صواريخ «تاو» بعد الحصول عليها من الولايات المتحدة في شهر مارس (آذار) الماضي.. أما صواريخ «السهم الأحمر» الصينية الصنع، فقد استخدمها مقاتلون إسلاميون في معارك في درعا.
ويتفق عمار الواوي، القيادي السابق في الجيش السوري الحر، مع المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر، على أولوية الحصول على السلاح النوعي، كمقام أول قبل التدريب. ويقول في تصريح لوكالة «رويترز»: «الحقيقة أننا لا نحتاج إلى مزيد من التدريب. ولدينا الجنود بعدد كافٍ. ما نحتاج إليه هو أسلحة نوعية»، مضيفا: «إننا نحتاج أسلحة مضادة للطائرات. نحتاج إلى أسلحة مضادة للدبابات. إذا لم نحصل عليها لا يمكن أن نكسب مهما يكن ما تفعله الولايات المتحدة».
غير أن التدريب من شأنه أن يعزز قدرات المعارضة السورية. وإذا كان قسم كبير من المعارضين خدموا كعسكريين باختصاصات مختلفة في الجيش النظامي السوري قبل اندلاع الاحتجاجات في عام 2011، فإن مرور الزمن، يوجب عليهم الخضوع لحلقات تدريب أخرى، «بهدف تنمية مهاراتهم على استخدام الأسلحة النوعية مثل الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدروع».
ويعرب العاصمي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن التدريب الذي تحدثت واشنطن عن دعمه «سيشمل تدريبا على أسلحة نوعية، وهو ما يضاعف الإيجابية لدينا بأن التدريب سيقترن بإمدادنا بالسلاح النوعي، ما يساهم في حسم المعركة ضد (داعش) والنظام». وإذ أكد أنه لا معلومات حتى الساعة عن طبيعة الأسلحة التي سيتدرب عليها مقاتلو المعارضة، رجح أن تكون «أسلحة مضادة للطائرات، ومضادة للدروع»، معربا عن أمنيته «أن يقترن ذلك بتقديم إمدادات السلاح».
وأعلنت الولايات المتحدة عن خطة 500 مليون دولار في يونيو (حزيران) بعد أن قال أوباما إنه سيعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة. وكان هدف الخطة في البدء مقتصرا على تدريب قوة من نحو 3 آلاف رجل خلال فترة 18 شهرا ثم زيادة هذا العدد ببطء.
ولا بد من موافقة المسؤولين الأميركيين على كل مقاتل بعد فحص دقيق من أجل استبعاد الإسلاميين المتشددين، كما ذكرت وكالة «رويترز»، مشيرة إلى أنها «عملية تستهلك الوقت وتحد كثيرا من عدد المقاتلين الذين يمكن أن ينضموا للتدريب».
ويقول متابعون في الولايات المتحدة إنه قد يكون من الصعب تحويل الجيش السوري الحر الوليد إلى قوة برية تتمتع بالمصداقية. ويقول ريتشارد هاس المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية الذي قام بدور في التجهيز للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 ويرأس مجلس الشؤون الخارجية حاليا: «ببساطة لا أعتقد أن فيه ما يكفي من المادة الخام»، مشيرا إلى أن الجيش الحر «مقسم وضعيف. وأي جهد لبنائه سيستغرق سنوات ولا أعتقد أننا سننجز الكثير».
ومع ذلك، ليس واضحا ما إذا كان المزيد من التسليح والتدريب الأميركي يمكن أن يحدث تحولا في ميدان القتال لمصلحة مقاتلي المعارضة الذين تساندهم واشنطن ويقلون كثيرا في التسليح عن مقاتلي «داعش» وغيرهم من المتشددين وعن قوات الأسد.
ويقول ديفيد شنكر الذي كان مستشارا في وزارة الدفاع الأميركية في حكومة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، إن الولايات المتحدة يمكن أن تقرر تقديم أسلحة مضادة للدبابات. وهذه الأسلحة تحتاج إلى تدريب أكثر تقدما. ومع ذلك يقول هوف وآخرون إنه من غير الواضح أن كانت 500 مليون دولار كافية لمثل هذا التدريب الواسع.
8:6 دقيقة
«الجيش الحر» يرى أنه لا انتصار على «داعش» وقوات النظام من دون أسلحة نوعية
https://aawsat.com/home/article/183256
«الجيش الحر» يرى أنه لا انتصار على «داعش» وقوات النظام من دون أسلحة نوعية
التدريب يعزز قدرات المقاتلين على استخدام صواريخ أرض – جو والمضادة للدروع
- بيروت: نذير رضا
- بيروت: نذير رضا
«الجيش الحر» يرى أنه لا انتصار على «داعش» وقوات النظام من دون أسلحة نوعية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة