مدير عام «أونروا»: إجازات عمل الفلسطينيين لا تؤثر على وضعهم كلاجئين

رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى اجتماعه أمس مع وزير العمل كميل أبو سليمان (موقع البرلمان اللبناني)
رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى اجتماعه أمس مع وزير العمل كميل أبو سليمان (موقع البرلمان اللبناني)
TT

مدير عام «أونروا»: إجازات عمل الفلسطينيين لا تؤثر على وضعهم كلاجئين

رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى اجتماعه أمس مع وزير العمل كميل أبو سليمان (موقع البرلمان اللبناني)
رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى اجتماعه أمس مع وزير العمل كميل أبو سليمان (موقع البرلمان اللبناني)

أكد المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان، كلاوديو كوردوني، أن حصول الفلسطينيين في لبنان على إجازات عمل «لا يؤثر إطلاقاً على وضعهم كلاجئين فيما يتعلق بالتقديمات التي تمنحهم إياها الأونروا»، بموازاة اتصالات يقوم بها المسؤولون مع وزير العمل لتسهيل الإجراءات.
وبعد اجتماع في السراي الحكومي، أول من أمس، بين الرئيس سعد الحريري ووزير العمل كميل أبو سليمان ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة، زار أبو سليمان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أمس، وتداولا بوضع اللاجئين الفلسطينيين وتسهيل الإجراءات والمستندات اللازمة ليحصلوا على إجازات العمل وفقاً لوضعهم ‏الخاص ولقانون العمل اللبناني مقارنة مع العمال الأجانب.
في غضون ذلك، بحث أبو سليمان مع مدير عام «أونروا» كلاوديو كوردوني خطة وزارة العمل لتنظيم اليد العاملة غير اللبنانية، وتأثيرها على اللاجئين الفلسطينيين، حيث عرض أبو سليمان تفاصيلها وحيثياتها، معرباً عن استعداده لتقديم كل التسهيلات للفلسطينيين تحت سقف القانون. وأكد كوردوني أن حصول الفلسطينيين في لبنان على إجازات عمل لا يؤثر إطلاقاً على وضعهم كلاجئين فيما يتعلق بالتقديمات التي تمنحهم إياها «الأونروا».
من جهته، تمنى أبو سليمان على الدول المانحة تعزيز دعم «الأونروا» كي تستطيع مواصلة خدمة الشعب الفلسطيني وتخفيف الصعوبات التي يواجهها، مشدداً على أن المسألة مسؤولية إنسانية تقع على عاتق المجتمع الدولي ككل.
إلى ذلك، نفذ سكان مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في منطقة صور إضراباً احتجاجاً على قرار وزير العمل بحق اليد العاملة الفلسطينية، وأقفل الأهالي محلاتهم التجارية في المخيم حتى تخوم مدخله، وقطعوا الطريق المؤدية إلى المدخل بالإطارات والأسلاك، ودعوا الدولة اللبنانية إلى التراجع عن هذا القرار المجحف بحق اللاجئين، ووصفوه بالتحضير للتوطين الذي يرفضونه بقوة.
كما شهد مخيم البداوي اليوم إضراباً شاملاً، حيث أقفلت المحلات التجارية والمؤسسات الخاصة أو التابعة لوكالة «الأونروا»، وخلت الشوارع والأسواق من المارة، تلبية للإضراب الذي دعت إليه الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والفاعليات، احتجاجاً على قرار وزير العمل المتعلق باليد العاملة الفلسطينية في لبنان.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.