موجة حر قياسية تضرب أوروبا... حرائق في روسيا وتأهب في فرنسا

مخاوف عالمية من تأثير النشاط البشري على ارتفاع حرارة الأرض إلى مستويات خطيرة

الحرارة المرتفعة في الدنمارك دفعت بالسكان إلى شواطئها (أ.ف.ب)
الحرارة المرتفعة في الدنمارك دفعت بالسكان إلى شواطئها (أ.ف.ب)
TT

موجة حر قياسية تضرب أوروبا... حرائق في روسيا وتأهب في فرنسا

الحرارة المرتفعة في الدنمارك دفعت بالسكان إلى شواطئها (أ.ف.ب)
الحرارة المرتفعة في الدنمارك دفعت بالسكان إلى شواطئها (أ.ف.ب)

تضرب موجة من الحر الشديد مختلف أنحاء أوروبا مع درجات حرارة بلغت الأربعين. ويتوقع أن تسجّل الحرارة أرقاماً قياسية في بعض من هذه الدول، حيث أثارت قلقاً من انعكاسها على الصحة العامة وعلى المسافرين على متن القطارات الذين تأثرت خطط عطلتهم الصيفية.

بريطانيا وفرنسا وألمانيا
وبعد أن سجلت درجات الحر في بلجيكا وألمانيا وهولندا أول من أمس، مستويات قياسية غير مسبوقة، فقد بلغت في بريطانيا والعاصمة الفرنسية أمس، أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وجرى إبطاء حركة القطارات في الكثير من الدول الأوروبية، لتجنب إلحاق الضرر بشبكة السكك الحديدية، ومن جانبها، حضت شركة السكك الحديدية الفرنسية المسافرين على إرجاء رحلاتهم التي كانت مقررة أمس. وفي هولندا ترك المزارعون أبقارهم تبيت خارج حظائرها، في حين ذكرت وسائل إعلام هولندية أن مئات الخنازير نفقت عندما تعطل نظام التهوية في ميدلهارنيس. وموجة الحر المتوقع أن تتراجع اليوم، مع وصول المطر والعواصف الرعدية، جذبت انتباه الرأي العام مجدداً إلى المشكلات الناجمة عن التغير المناخي.
وحضت السلطات المواطنين على التنبه للأشخاص المقيمين بمفردهم والاحتراس لدى السباحة بعد زيادة حالات الغرق.
وتعرقلت رحلات المئات من المسافرين على متن القطارات على مشارف باريس، لبضع ساعات بعد اندلاع حريق في محوّل كهربائي؛ ما أدى إلى وقف الرّحلات ذهاباً وإياباً في محطة «غار دو ليست» في العاصمة. وجاء ذلك بعد عطل طرا على خط كهرباء معلّق، ما أدى إلى وقف رحلات القطار بين بروكسل ولندن وباريس. ولم يتضح بعد ما إذا كان العطل قد نجم عن موجة الحر.
من جانبها، قالت وزيرة البيئة الفرنسية إليزابيت بورن: «أطلب من كل من يستطيع تجنب أو إرجاء رحلاته أن يفعل ذلك»، مضيفة أن الموظفين الذين يمكنهم القيام بعملهم في المنزل لا ينبغي أن يتوجهوا إلى مكاتبهم. وحذرت قائلة: «ليس فقط الأشخاص الضعفاء هم المعرّضون للإصابة بمشكلات صحية عندما تكون الحرارة بهذا المستوى».
وتتوقع باريس تسجيل درجات حرارة تصل إلى 41 أو 42 مئوية، متجاوزة المستوى القياسي المسجل قبل أكثر من 70 سنة، الذي بلغ 40.4 درجة مئوية.
وتوقع مكتب الأرصاد في بريطانيا، أن تتجاوز درجات الحرارة المستويات القياسية المسجلة في فيفرشام بكنت في أغسطس (آب) 2004، التي بلغت 38.5 درجة مئوية.
وكانت فرنسا قد رفعت أول من أمس، حالة التأهب في مناطقها الشمالية التي تشمل باريس إلى الدرجة «الحمراء»، أي القصوى، في حين ظل القسم الأكبر من المناطق المتبقية في حالة تأهب «برتقالية» في حين صدرت أوامر بترشيد استخدام الماء. وبلغت درجة الحرارة في بلجيكا الأربعاء 40.5 مئوية، وهذا أعلى مستوى تسجله الحرارة منذ 1833، ورفعت حالة التأهب إلى المستوى الأحمر في كل بلجيكا تقريباً ما عدا منطقة ساحل بحر الشمال، حتى يوم الجمعة.
والأربعاء سجلت بلدة غيلزيه - ريين في جنوب هولندا 38.3 درجة مئوية متخطية مستويات قياسية مسجلة قبل 75 سنة. وفي بلدة غيلنكيرشن بغرب ألمانيا بلغت الحرارة 40.5 درجة مئوية وهو مستوى قياسي منذ 2015.
وفي باريس خصوصاً لا تزال ذكرى الصيف المبكر عام 2003، ماثلة في الأذهان عندما نُسبت وفاة 15 ألف شخص للحرارة وتعرضت السلطات لانتقادات حادة لعدم التحرك بسرعة كافية. وقال رئيس الوزراء إدوار فيليب «علينا الاعتناء بأنفسنا وأيضاً بالأشخاص الذين يعيشون وحدهم، والتمكن من رصد أول عوارض ضربات الشمس».
وفرضت السلطات المحلية قيوداً على استخدام المياه في الكثير من المناطق بسبب انخفاض مستوى المياه في بعض الأنهار بشكل كبير.
وتسببت موجة الحر الثانية هذا الصيف في تعزيز المخاوف في أوروبا من أن النشاط البشري يرفع حرارة الأرض بمستويات خطيرة.
وفي ألمانيا، حذّر باحثون في علوم المناخ من مواجهة موجات حرّ متكررة مستقبلاً في ألمانيا، كالتي تشهدها البلاد حالياً.
وقالت دانيلا ياكوب، رئيسة مركز خدمة المناخ في ألمانيا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في مدينة هامبورغ: «لا يزال غير واضح حتى الآن، إذا ما كان سيتمّ الوصول لقيم قياسية جديدة دائماً أم أننا سنقترب بصورة متكررة من هذه المستويات القياسية». واستدركت قائلة: «لكن إذا اعتبر المرء نماذج المناخ الإقليمية حقيقية، فقد تصل درجات الحرارة إلى 44 أو 45 أو 46 درجة مئوية (في بعض الأماكن) في منتصف القرن».

واقترب الارتفاع في درجات الحرارة في ألمانيا أول من أمس، من الوصول إلى أعلى مستوى جرى تسجيله في ألمانيا على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة أواخر القرن التاسع عشر. وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية، أن أعلى درجة حرارة جرى تسجيلها أول من أمس، كانت في مدينة زاربروكن، حيث بلغت 40.2 درجة، لتكون المدينة الواقعة غرب ألمانيا هي أكثر الأماكن سخونة في البلاد في هذا العام.
تجدر الإشارة إلى أنّ أعلى درجة حرارة جرى قياسها في ألمانيا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في عام 1881، كانت 40.3 درجة عام 2015.
وفي روسيا, ذكرت الوكالة الاتحادية لشؤون الغابات في روسيا، أمس، أن السلطات تراقب حرائق الغابات التي تغطي أكثر من مليوني هكتار من الأراضي في شرق البلاد.
وقد أدت أيام الصيف الحارة، إلى جانب تراجع سقوط الأمطار، إلى حدوث طقس جاف، سهّل اندلاع حرائق الغابات. وأوضحت الوكالة في بيان لها وجود أكثر من 250 حريقاً، في مناطق «نائية ويصعب الوصول إليها». ووقعت معظم تلك الحرائق في إقليمي كراسنويارسك وإركوتسك في سيبيريا، وإقليم ساخا الواقعة في أقصى الشرق، حسب البيان. ولم يتم الإبلاغ عن سقوط قتلى جراء تلك الحرائق.

استعداد أسترالي لمستقبل جاف
تنشئ الحكومة الأسترالية المحافظة «صندوق الجفاف المستقبلي» بقيمة 5 مليارات دولار أسترالي (3.5 مليار دولار أميركي) للمساعدة في الاستعداد لموجات الجفاف في المستقبل ومواجهتها، في الوقت الذي تشهد البلاد موجات قياسية من الحرارة والجفاف.
وأقر البرلمان الأسترالي مشروع القانون الحكومي للصندوق يوم أمس. ويأتي هذا بالإضافة إلى ملياري دولار في مبادرات أخرى لمواجهة الجفاف أُعلن عنها سابقا.
وقال بيان صادر عن الحكومة وقّعه خمسة وزراء، منهم رئيس الوزراء سكوت موريسون، ووزير شؤون الجفاف ديفيد ليتلبرود: إن «الجفاف حقيقة من حقائق الحياة في هذا البلد». وأضاف أن «المزارعين والمجتمعات الريفية والإقليمية التي عانت سنوات من الجفاف المستمر ستتاح لهم الآن الأدوات التي يحتاجون إليها للتحضير لأعمالهم وإدارتها واستدامتها».
ويقول المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية، إن مناطق كبيرة من البلاد تعاني من أشد حالات الجفاف المسجلة منذ أبريل (نيسان) 2017، حيث سجلت درجات حرارة يومية مرتفعة وسقوط أمطار بمعدل أقل من المتوسط؛ ما زاد من حدة أزمة المياه في الكثير من المناطق.
وسوف يدعم الصندوق الجديد القدرة على التكيف مع الجفاف من خلال الاستثمار في الأبحاث والابتكار والتكنولوجيا الجديدة، وتحسين إدارة البيئة، وتطوير البنية التحتية لتوفير المياه. كما سيقدم 100 مليون دولار سنوياً لمشروعات مقاومة الجفاف اعتباراً من يوليو (تموز) 2020؛ مما يعني أن الصندوق لن يتعامل مع أزمة الجفاف الحالية على الفور.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».