تفجير انتحاري يستهدف المبعوث الأممي في مقديشو

تبنته حركة «الشباب» وأدى إلى سقوط 12 بين قتيل وجريح

رجال الإسعاف ينقلون الجرحى جراء تفجير بلدية العاصمة مقديشو أمس (إ.ب.أ)
رجال الإسعاف ينقلون الجرحى جراء تفجير بلدية العاصمة مقديشو أمس (إ.ب.أ)
TT

تفجير انتحاري يستهدف المبعوث الأممي في مقديشو

رجال الإسعاف ينقلون الجرحى جراء تفجير بلدية العاصمة مقديشو أمس (إ.ب.أ)
رجال الإسعاف ينقلون الجرحى جراء تفجير بلدية العاصمة مقديشو أمس (إ.ب.أ)

نجا المبعوث الأممي للصومال جيمس سوان من تفجير أنتحاري أستهدفه في بلدية مقديشو أمس .
وأدى العمل الانتحاري إلى قتل ستّة أشخاص وأصابة ستّة آخرون بجروح، بينهم رئيس بلدية مقديشو، وتبنّته «حركة الشباب» المتطرفة التي أوضحت أنّ هدفها كان اغتيال المبعوث الأممي للصومال جيمس سوان الذي كان في المبنى لكنه غادره قبيل التفجير، وفق ما ذكرته الصحافة الفرنسية.
وأعلنت الحكومة الصومالية أنّ غالبية القتلى والجرحى من موظفي المجلس البلدي، مشيرة إلى أنّ بين الجرحى رئيس بلدية مقديشو عبد الرحمن عمر عثمان.
وقال وزير الإعلام الصومالي محمد عبدي حاير مرعي: «قُتل في الهجوم الإرهابي ظهر اليوم (أمس) ستة أشخاص، بينهم نائبان لرئيس البلدية وثلاثة مديري (إدارات بلدية)، وأصيب ستة آخرون، بينهم رئيس بلدية مقديشو وعدد من مساعديه». وأضاف الوزير متحدّثاً من مبنى المجلس البلدي أنّ «قوات الأمن تحقّق فيما حدث وستقدّم تفاصيل في وقت لاحق».
وعقب الهجوم قال المبعوث الأممي: «آسف على هذا الهجوم الدنيء الذي لا يشهد على ازدراء عميق لحرمة الحياة البشرية فحسب بل يستهدف أيضاً الصوماليين الذين يعملون على تحسين حياة مواطنيهم في منطقة مقديشو».
أكّد سوان أن «الأمم المتحدة تقف مع الحكومة الصومالية والشعب في رفضهم لمثل هذه الأعمال الإرهابية وأفكارنا مع ضحايا هذا الهجوم»، من ناحيته، قال نائب رئيس البلدية محمد عبد الله تولاه لإذاعة مقديشو الحكومية إنّ «رئيس البلدية أصيب في الانفجار وهو حالياً يتلقى العلاج».
وبحسب مسؤول أمني صومالي فإنّ التفجير نفّذه على الأرجح مهاجم انتحاري دخل المبنى متخفّياً في شخصية موظف بلدي، وقال الضابط مهدي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «وقع الانفجار في الداخل لكننا غير متأكّدين مما سببه تحديداً، بعض التقارير تشير إلى أن انتحارياً فعل ذلك».
وشهدت مقديشو الاثنين الماضي عملة أرهابية قادتها الحركة أدت إلى قتل 16 شخصا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في العاصمة مقديشو، كما تشن الحركة هجمات على المباني الحكومية والفنادق في دولة تسودها الاضطرابات. يشار إلى أن الولايات المتحدة تدعم القوات الصومالية، بالإضافة إلى جنود من الاتحاد الأفريقي، في الحرب ضد حركة «الشباب» التي ترتبط بتنظيم «القاعدة» الإرهابي الدولي.
ويأتي الحادث في أعقاب تقرير مثير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، يكشف عن امتلاكها تسجيلات صوتية، تؤكد دعم قطر لتفجيرات إرهابية في الصومال، الهدف منها طرد الإماراتيين من البلاد.
وشهدت الصومال في عام 2017 مقُتل أكثر من 500 شخص، عندما فجر مهاجم انتحاري شاحنة على متنها كمية كبيرة من المتفجرات في العاصمة الصومالية، في أسوأ هجوم تنفذه الجماعة المتشددة. ولا توجد حتى الآن تفاصيل عن عدد المصابين إذ إن السلطات الحكومية طالبت موظفي الصحة بعدم الكشف عن عددهم مثلما كانوا يفعلون في الماضي كما يُمنع الصحافيون من دخول المواقع التي تشهد هجمات.
ويمزق الصراع الصومال منذ عام 1991 حين أطاح أمراء الحرب من العشائر ديكتاتورا كان يحكم البلاد ثم انقلب بعضهم على بعض.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.