تقدم في في قطاع غزة لجهود إنقاذ الوضع المائي

مذكرة تفاهم لمحطة تحلية المياه وقعها مازن غنيم ومديرة وكالة التنمية البريطانية في فلسطين (وفا)
مذكرة تفاهم لمحطة تحلية المياه وقعها مازن غنيم ومديرة وكالة التنمية البريطانية في فلسطين (وفا)
TT

تقدم في في قطاع غزة لجهود إنقاذ الوضع المائي

مذكرة تفاهم لمحطة تحلية المياه وقعها مازن غنيم ومديرة وكالة التنمية البريطانية في فلسطين (وفا)
مذكرة تفاهم لمحطة تحلية المياه وقعها مازن غنيم ومديرة وكالة التنمية البريطانية في فلسطين (وفا)

أعلنت السلطة الفلسطينية عن إحراز تقدم في جهود إنقاذ الوضع المائي «الخطير» في قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً منذ 12 عاماً.
وأفاد رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم في بيان، أمس الثلاثاء، بالانتهاء من إنشاء مشروع محطة فرعية لتحلية مياه البحر في غزة بتكلفة 15 مليون دولار بتمويل من الصندوق الكويتي عبر بنك التنمية الإسلامي. وأوضح غنيم أن إنجاز مشروع المحطة تم بعد جهد دام ثلاث سنوات بسبب «تعطيل إسرائيل إدخال مواد خاصة بالمعدات الكهروميكانيكية».
وتبلغ القدرة التشغيلية للمحطة الجديدة 10 آلاف متر مكعب يومياً، بحسب غنيم، الذي أوضح أنها ستخدم أكثر من 200 ألف مواطن ويجرى العمل على ربطها بشبكة الكهرباء لضمان استمرارية وثبات العمل للانتقال إلى التشغيل الدائم المتوقع أن يكون في أقل من 3 شهور.
وهذه المحطة هي الثانية لتحلية مياه البحر التي يتم افتتاحها في قطاع غزة هذا العام ضمن مشاريع لتزويد سكان قطاع غزة بمياه الشرب الآمنة، وتطوير خدمات المياه وإيقاف التدهور في خزان المياه الجوفي.
وسبق للأمم المتحدة، أن حذرت، قبل أعوام، من أن قطاع غزة لن يكون منطقة قابلة للعيش عام 2020 بسبب النقص الحاد في مياه الخزان الجوفي وتلوثها بمستويات تصل أكثر من 90 في المائة.
وبهذا الصدد، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الوضع المائي في قطاع غزة بـ«الخطير جداً»، وذلك بعد توقيع مذكرة تفاهم مع وكالة التنمية البريطانية في فلسطين لدعم إنشاء محطة تحلية مياه مركزية في القطاع بقيمة 9 ملايين جنيه إسترليني.
وذكر أشتية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية، أن «هذا المشروع مهم جدا، فالوضع المائي في قطاع غزة وصل إلى مرحلة خطيرة جدا، ويعد دعم هذا المشروع جزءا من مساهمة بريطانيا في دعم حل الدولتين».
في سياق آخر، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن أزمة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية في قطاع غزة في مراحلها الصعبة، موضحة أنه «لا حلول في الأفق».
وأعلن مدير عام الصيدلة في الوزارة منير البرش، خلال مؤتمر صحافي في غزة، نفاد 50 في المائة من الأدوية الأساسية من المستشفيات الحكومية، فضلاً عن نقص 25 في المائة من المستهلكات الطبية و60 في المائة من لوازم المختبرات وبنوك الدم.
وذكر البرش أن هذه الأرقام تعكس «معدلات خطيرة وغير مسبوقة تشير إلى أن مجمل الخدمة الصحية أصبحت في عين العاصفة»، مشيراً إلى أن أصنافاً أخرى مهددة بالنفاد مع غياب أي حلول جادة في الأفق لإنهاء الأزمة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.