تصريحات ترمب تتسبب في استياء أفغاني وجدل هندي

غني طالب واشنطن بتوضيحات... ومودي واجه عاصفة انتقادات

صورة أرشيفية للرئيس غني لدى استقباله بومبيو في كابل قبل شهر (رويترز)
صورة أرشيفية للرئيس غني لدى استقباله بومبيو في كابل قبل شهر (رويترز)
TT

تصريحات ترمب تتسبب في استياء أفغاني وجدل هندي

صورة أرشيفية للرئيس غني لدى استقباله بومبيو في كابل قبل شهر (رويترز)
صورة أرشيفية للرئيس غني لدى استقباله بومبيو في كابل قبل شهر (رويترز)

فجّرت تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أول من أمس، جدلاً سياسياً واسعاً في كل من الهند وأفغانستان، حيث نفت الأولى صحة تعليقاته وطالبت الثانية بتوضيحات.
وطالب الرئيس الأفغاني أشرف غني، أمس، الولايات المتحدة بتوضيح تصريحات الرئيس دونالد ترمب بشأن أفغانستان وقوله إن بإمكانه كسب الحرب بسهولة لكنه لا «يريد قتل عشرة ملايين شخص».
وأدلى ترمب بتصريحات مثيرة للجدل، الاثنين، لدى استقباله رئيس وزراء باكستان عمران خان في البيت الأبيض، ومنها أنه قادر على إنهاء النزاع الأفغاني بسرعة لكن من شأن ذلك أن يمحو هذا البلد «عن وجه الأرض».
وأثارت تصريحاته سخطاً في أفغانستان، حيث يشعر المواطنون الذين أنهكتهم الحرب بالقلق إزاء انسحاب للقوات الأميركية وإمكانية عودة إلى حكم طالبان وحرب أهلية. وقال ترمب إن أفغانستان «ستمحى. ستنتهي حرفيا في عشرة أيام». وأضاف: «لا أريد أن أسلك ذلك المسار»، وبأنه لا يريد قتل الملايين.
وأدلى ترمب بتصريحاته بالتزامن مع توجه موفده الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، إلى كابل قبيل جولة محادثات جديدة مع طالبان. ويقود خليل زاد الجهود الأميركية لعقد محادثات مع طالبان بشأن اتفاق محتمل يتيح انسحاب القوات العسكرية الأجنبية، مقابل عدد من الضمانات الأمنية.
وقال مكتب غني في بيان إن «حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية تطالب بإيضاحات لتصريحات الرئيس الأميركي التي عبر عنها خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الباكستاني، عن طريق القنوات والطرق الدبلوماسية».
وقال ترمب أيضاً إن باكستان ستساعد الولايات المتحدة على «تخليص» نفسها من أفغانستان، مضيفا أن هناك «إمكانيات هائلة» للعلاقة بين واشنطن وإسلام آباد. وكثيراً ما ألقت أفغانستان بالمسؤولية على باكستان في إذكاء النزاع الأفغاني ودعم طالبان، وغني غاضب من مواصلة الولايات المتحدة تهميشه في محادثات سلام مستمرة مع طالبان، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف مكتب غني أنه «في الوقت الذي تدعم الحكومة الأفغانية الجهود الأميركية لتحقيق السلام في أفغانستان، تؤكد الحكومة أن رؤساء دول أجنبية لا يمكنهم تقرير مصير أفغانستان في غياب القيادة الأفغانية».
ويعتبر تأثير باكستان على حركة طالبان التي شنّت تمرداً منذ الإطاحة بها خلال الاجتياح الأميركي عام 2001، رئيسيا في تسهيل تسوية سياسية مع حكومة غني.
وفي رد عنيف على تصريحات الرئيس الأميركي، قال مستشار الرئيس الأفغاني لشؤون السلام، عمر زاخيل وال، إن «جنكيز خان وكل الغزاة قبل وبعد غزوهم أفغانستان كان لهم النوايا نفسها، لكنهم اندثروا وما زالت أفغانستان نجمة في السماء»، وأضاف أن تصريحات ترمب تعتبر هدية لأولئك الذين رحبوا بالقصف الأميركي على قرى أفغانستان وجربت أم القنابل في قراها وبيوتها.
ولجأ المواطنون الأفغان إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيس غضبهم بعد تصريحات ترمب. وكتب مهد فرهد على «فيسبوك»: «أشعر بالصدمة والتهديد والإذلال. وثقنا بالأميركيين لمساعدتنا في الحرب ضد الإرهاب، والآن يهددنا الرئيس ترمب بالإبادة». وكتب نديم غوري على «فيسبوك»: «لا أصدق أنه قال ذلك. أعرف أنه قالها لكني لا أزال في حالة صدمة»، كما نقلت عنهما وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه، وصل خليل زاد إلى كابل أمس قبيل توجهه إلى الدوحة، لجولة ثامنة من محادثاته المباشرة مع طالبان. ومن المتوقع أن تستأنف تلك المحادثات في الدوحة في الأيام المقبلة، في غياب غني وإدارته مجددا.
وحدّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هدفا طموحا بالتوصل إلى اتفاق بحلول الأول من سبتمبر (أيلول). وكتب خليل زاد في تغريدة إنه «سيركز على التوصل لسلام دائم ينهي الحرب ويضمن عدم استخدام الإرهابيين أفغانستان لتهديد الولايات المتحدة ويكرم التضحيات التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤنا والأفغان، ويرسخ علاقة دائمة مع أفغانستان». ورغم الجهود الأميركية للتوصل إلى اتفاق، تكثفت أعمال العنف في الأسابيع الأخيرة مع إعلان طالبان والقوات الأفغانية أنها كبدت بعضها البعض خسائر فادحة.
أما في نيودلهي، فكان وقع تصريحات الرئيس الأميركي قاسيا على رئيس الوزراء ناريندرا مودي. إذ عمّت البلبلة البرلمان الهندي أمس بعدما أكّد ترمب أن مودي طلب منه التوسّط في النزاع المستمرّ منذ عقود بين الهند وباكستان بشأن إقليم كشمير، وهو ما تنفيه نيودلهي نفيا قاطعا.
وطلب قادة المعارضة من رئيس الحكومة القومي الهندوسي أن يحضر شخصياً إلى البرلمان لتوضيح المسألة، إذ توحي تصريحات ترمب بتحوّل كبير في السياسة الخارجية الهندية بشأن هذه المنطقة المتنازع عليها مع باكستان.
وفجر ترمب مفاجأة لدى استقباله خان الاثنين، إذ أعلن أن مودي طلب منه القيام بوساطة لتسوية النزاع حول كشمير المستمر منذ نهاية الاستعمار البريطاني في 1947، عارضا خدماته للقيام بهذه المهمة.
وكتب راهول غاندي الذي استقال مؤخراً من رئاسة حزب المؤتمر بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية، في تغريدة: «إن كان هذا صحيحاً، فإن رئيس الوزراء مودي خان يراعي مصالح الهند».
ومنطقة كشمير الواقعة في الهيمالايا مقسومة حكما بين الهند وباكستان، وهي موضع نزاع منذ سبعة عقود بين البلدين اللذين يطالب كل منهما بها، ودارت حربان من أصل ثلاثة بينهما حول هذا الخلاف. وتؤكد نيودلهي أن كشمير مسألة ثنائية محض ولا ينبغي أن تكون موضع تدخل دولي.
وطالب عناصر من حزب المؤتمر والحزب الشيوعي الهندي الحكومة بتوضيح موقفها رافعين شعارات معارضة، وأرغموا على تأجيل انعقاد مجلس الولايات، الغرفة العليا في البرلمان. وقال الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي د. راجا، إنه «موضوع خطير. موقف الهند المعلن منذ الأزل هو أن (كشمير) مسألة ثنائية بين الهند وباكستان. هل حصل تغيير ما؟».
وبعدما سارعت الحكومة الهندية خلال الليل إلى نفي تصريحات ترمب، جددت أمس موقفها أمام البرلمان.
وقال وزير الخارجية س. جايشانكر: «أود التأكيد بشكل قاطع للجمعية أن رئيس الوزراء لم يقدم أي طلب من هذا النوع للرئيس الأميركي»، قبل أن يطغى الصخب على صوته.
ويشهد الشطر الهندي من كشمير حركة تمرد انفصالية أوقعت أكثر من 70 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين. ويتبادل الجيشان الهندي والباكستاني قذائف «هاون» بشكل شبه يومي عبر خط وقف إطلاق النار، الذي يشكل حدوداً بحكم الأمر الواقع بين شطري كشمير.
وتتهم نيودلهي الدولة المجاورة بمساندة المجموعات المسلحة الناشطة في وادي سريناغار، وهو ما تنفيه باكستان.



أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».