«مباراة بلاغات» مصرية ـ جزائرية في ساحات القضاء

اللاعب الجزائري، رياض محرز يتسلم كأس أفريقيا في ملعب القاهرة الدولي (رويترز)
اللاعب الجزائري، رياض محرز يتسلم كأس أفريقيا في ملعب القاهرة الدولي (رويترز)
TT

«مباراة بلاغات» مصرية ـ جزائرية في ساحات القضاء

اللاعب الجزائري، رياض محرز يتسلم كأس أفريقيا في ملعب القاهرة الدولي (رويترز)
اللاعب الجزائري، رياض محرز يتسلم كأس أفريقيا في ملعب القاهرة الدولي (رويترز)

انتقل السجال الكروي المصاحب لبطولة «كأس الأمم الأفريقية 2019» من مستطيلات الملاعب إلى ساحات القضاء، وأطلق محامون من مصر والجزائر، مؤخراً، صافرة «مباراة بلاغات» بين الجانبين، على الرغم من انتهاء الوقت الفعلي للمنافسات التي اختتمت بتتويج «محاربي الصحراء»، الجمعة الماضي.
وطالت البلاغات اللاعب الجزائري، رياض محرز، ومواطنه المُعلق الرياضي، حفيظ دراجي، فيما ردّ محام جزائري بمذكرة ضد زميله المصري، سمير صبري.
وتسببت مسألة تشجيع المصريين لمنتخب الجزائر ضمن منافسات «أمم أفريقيا»، في خلق سجال لم يتوقف بين المتابعين في الجانبين، لكن أحداث حفل التكريم في المباراة النهائية دفعت المحامي المصري سمير صبري إلى التقدم ببلاغ، السبت الماضي، إلى النائب العام المصري نبيل صادق، ضد قائد المنتخب الجزائري، ولاعب نادي مانشستر سيتي رياض محرز، مطالباً بـ«إدراج اسم كابتن منتخب الجزائر على قوائم الممنوعين من دخول مصر».
واعتبر صبري في بلاغه، أن «محرز، تعمد تجاهل مصافحة مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء»، ورأى في بلاغه أن ما أقدم عليه اللاعب الجزائري «أثار استياء المجتمع المصري خاصة بعد الدعم الذي قدمته مصر سواء إعلاميا أو جماهيريا لمنتخب الجزائر».
ولم يكن محرز هو الطرف الوحيد في «مباراة البلاغات»، إذ استقبلت شباك مواطنه المُعلق الجزائري حفيظ دراجي، بلاغاً، في اليوم نفسه، من محامٍ مصري آخر يُدعى، أيمن محفوظ، اتهم فيها دراجي بـ«الترويج لأفكار الجماعة الإرهابية (الإخوان)، ويخلق فتنة بين الشعبين المصري والجزائري، ومطالبا بسرعة القبض عليه والتحقيق معه»، على حد نص البلاغ.
وأثارت مواجهات كروية بين مصر والجزائر في عام 2009 ضمن تصفيات التأهل لبطولة كأس العالم، حساسية بالغة بين الجانبين، واكتسبت زخماً سياسيا باستدعاء القاهرة لسفيرها لدى الجزائر للتشاور.
وعلى الجانب الآخر من المواجهة، دخل محام جزائري يُسمى سليمان برناوي، إلى ملعب «مباراة البلاغات»، يوم الأحد الماضي، لكنه تقدم بشكواه إلى «اتحاد المحامين العرب»، ضد زميله المصري، صبري، ودعا في مذكرته الاتحاد إلى «إنذار صبري»، ودعوته إلى «تقديم اعتذار للشعب الجزائري». ورأى أن بلاغات صبري «من شأنها إثارة الفتن بين الشعبين».
بدوره، قال المحامي المصري، سمير صبري لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه اطلع على الشكوى المقدمة من المحامي الجزائري، وأضاف: «لن تؤثر في بلاغاتي، وأنا متمسك بها».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.