السيسي يثني على «وعي المصريين» ويعفو عن مساجين بمناسبة ثورة يوليو

ترمب هنأ الرئيس المصري وأكد سعي واشنطن لتعميق الشراكة

TT

السيسي يثني على «وعي المصريين» ويعفو عن مساجين بمناسبة ثورة يوليو

أحيا المصريون، أمس، الذكرى الـ67 لذكرى ثورة «23 يوليو» (تموز) لعام 1952، التي أسست النظام الجمهوري، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن «ثورة يوليو ضربت مثالاً على وعي الشعب ورغبته في بناء مرحلة جديدة من عمر الوطن تقوم على العدل والكرامة».
وذكر السيسي في تدوينة عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي: «نحتفل اليوم بحلول ذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة، تلك الثورة التي ضربت مثالا على وعي الشعب المصري العظيم، ورغبتهم الشديدة في بناء مرحلة جديدة من عمر الوطن تقوم على العدل والكرامة».
وسبق أن ألقى السيسي كلمة أول من أمس بمناسبة تخرج دفعات في الكليات العسكرية، تناول فيها ثورة «23 يوليو»، واعتبرها «استطاعت تغيير وجه الحياة في مصر على نحو جذري، وقدمت لشعبها كثيرا من الإنجازات الضخمة، وأحدثت تحولا عميقا في تاريخ مصر المعاصر، أنهى مرحلة، ومهد الطريق أمام مرحلة جديدة دعمت من قدرة الوطن على مواصلة مسيرة البناء والتقدم».
وقال إن «هذه الثورة العظيمة لم يقتصر تأثيرها على الداخل المصري فحسب بل امتدت آثارها وصداها إلى جميع الشعوب الأخرى التي كانت تتطلع إلى الحرية والاستقلال، فقد شهد العالم انحسار موجة الاستعمار، لتبدأ مرحلة ميلاد وتكوين التكتلات الدولية لدول العالم الثالث لتسيطر تلك الدول على مقدراتها وثرواتها الطبيعية، وتتجه إلى تنمية كوادرها البشرية بما يتناسب مع التحديات المتزايدة والمتجددة».
بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة تقدر تعاونها الوثيق مع مصر في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وتسعى إلى تعميق الشراكة فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي الشامل وتعزيز العلاقات التعليمية والثقافية.
أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترمب برقية تهنئة إلى الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى الثورة، نشرتها السفارة الأميركية أمس، أعرب فيها - بالنيابة عن الشعب الأميركي - عن «التهنئة الخالصة بالذكرى السنوية لثورة 23 يوليو»، مؤكدا أن «الولايات المتحدة ومصر ترتبطان منذ عقود من الزمان بشراكة قوية متجذرة أملا في منطقة أكثر سلاما وأمنا ونجاحا». وأكد ترمب تطلع بلاده «لمواصلة الشراكة وتعميق الصداقة وتوسيع التعاون في العام المقبل».
واحتفل عشرات المواطنين بذكرى الثورة، أمس، بزيارة ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مرددين هتافات لمناصرة الجيش المصري والقضايا القومية العربية في ظل وجود أمني مكثف.
وأصدر الرئيس السيسي، قرارا نشر أمس في الجريدة الرسمية، بشأن العفو عن باقي العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 23 يوليو لعام 1952 وعيد الأضحى المقبل. ولم يوضح القرار عدد المشمولين.
ويخول القانون لرئيس الجمهورية العفو عن الأشخاص الصادر في حقهم أحكامٌ نهائية بالإدانة، إذا اتسم المحكوم عليهم بحسن السير والسلوك وبشرط ألا يكونوا خطرا على الأمن العام بعد إطلاق سراحهم.
وتتولى لجنة خاصة تنظيم قرارات العفو عن السجناء طبقا لضوابط أهمها حسن سلوك السجين خلال فترة الاحتجاز، وغالبا ما تصدر قرارات العفو في المناسبات السياسية والدينية.
في السياق ذاته، رفضت محكمة جنايات القاهرة، مساء أول من أمس، استئناف نيابة أمن الدولة العليا، وأيدت إخلاء سبيل 5 متهمين بتدابير احترازية، على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم بمعرفة النيابة، في اتهامهم بنشر وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالمصالح القومية للبلاد.
ووجه للمتهمين اتهامات تتعلق بتولي قيادة جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، وشرعية الخروج على الحاكم، وتغيير نظام الحكم بالقوة، والإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر. والمتهمون المخلى سبيلهم: هم كل من جمال عبد الفتاح، وخالد بسيوني، وخالد محمود، وعبد العزيز فضالي، وأحمد محيي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.