مسؤول مصري: قرار الخطوط البريطانية تعليق رحلاتها للقاهرة «بلا سبب منطقي»

الخطوط الجوية البريطانية (أرشيفية)
الخطوط الجوية البريطانية (أرشيفية)
TT

مسؤول مصري: قرار الخطوط البريطانية تعليق رحلاتها للقاهرة «بلا سبب منطقي»

الخطوط الجوية البريطانية (أرشيفية)
الخطوط الجوية البريطانية (أرشيفية)

قال مسؤول تنفيذي كبير بشركة «مصر للطيران»، اليوم (الثلاثاء)، إن قرار شركة الخطوط الجوية البريطانية تعليق الرحلات إلى القاهرة لعدة أيام «لم يكن متوقعاً بالمرة، وبلا أي سبب منطقي».
وأضاف شريف عزت بدروس، نائب رئيس الشركة القابضة لـ«مصر للطيران»، وفقاً لما نشرته وكالة «رويترز»، أن مطار القاهرة آمن، وأن «مصر للطيران» تواصل العمل في «بيئة آمنة للغاية».
وتابع أن قرار الخطوط البريطانية تعليق رحلاتها للقاهرة «لم يكن متوقعاً بالمرة، وبلا أي سبب منطقي».
كانت شركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتش أيروايز) قد علقت فجأة، السبت الماضي، رحلاتها إلى القاهرة لمدة أسبوع بسبب «مخاوف أمنية»، دون أن تذكر تفاصيل بشأن الدافع وراء هذه الخطوة.
وقالت الشركة، في بيان: «نقوم باستمرار بمراجعة إجراءاتنا الأمنية في جميع مطاراتنا حول العالم، وقد علقنا الرحلات إلى القاهرة لسبعة أيام، كإجراء احترازي من أجل مزيد من التقييم»، وأضافت الشركة أنها «لن تسمح بتحليق طائرة ما لم تكن آمنة».
وعندما طُلب من متحدثة باسم الشركة إعطاء تفاصيل أكثر عن سبب تعليق الرحلات الجوية، والترتيبات الأمنية التي تراجعها الشركة، قالت: «لا نناقش على الإطلاق الأمور المتعلقة بالأمن».
وقالت ثلاثة مصادر أمنية بمطار القاهرة لوكالة «رويترز» للأنباء إن طاقماً بريطانياً راجع الأمن في مطار القاهرة يومي الأربعاء والخميس، ولم تقدم المصادر تفاصيل أكثر.
وقامت وزارة الخارجية البريطانية بتحديث تحذيرها بشأن السفر اليوم لإضافة إشارة إلى تعليق رحلات الخطوط الجوية البريطانية، ونصحت المسافرين الذين تأثروا بالقرار بالاتصال بشركة الطيران.
وتنصح الوزارة منذ فترة طويلة بعدم السفر جواً من وإلى منتجع شرم الشيخ المصري، منذ حادثة طائرة الركاب الروسية في 2015، إلا للضرورة، ولكنها لم تصدر تحذيرات مماثلة ضد السفر من القاهرة وإليها.
ويقول التحذير البريطاني: «هناك خطر متزايد من وقوع إرهاب ضد الطيران، ويجري تطبيق إجراءات أمن إضافية بالنسبة للرحلات المتجهة من مصر إلى المملكة المتحدة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».