مصادر لـ(«الشرق الأوسط»): الحوثيون يتوسعون في محافظة الحديدة القريبة من الحدود السعودية

مبعوث بريطاني يناقش مع هادي أبرز التطورات على الساحة اليمنية

مصادر لـ(«الشرق الأوسط»): الحوثيون يتوسعون  في محافظة الحديدة القريبة من الحدود السعودية
TT

مصادر لـ(«الشرق الأوسط»): الحوثيون يتوسعون في محافظة الحديدة القريبة من الحدود السعودية

مصادر لـ(«الشرق الأوسط»): الحوثيون يتوسعون  في محافظة الحديدة القريبة من الحدود السعودية

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في محافظة الحديدة بغرب اليمن أن الحوثيين يتخذون خطوات تصعيدية في المحافظة من أجل السيطرة على بعض المناطق وبالأخص ميناء ميدي قرب الحدود اليمنية – السعودية، وقالت لـ«الشرق الأوسط» في «الحراك التهامي» إن فعاليات شعبية ستبدأ اليوم من أجل إيقاف التوغل الحوثي في محافظة الحديدة التي تعد من أهدأ المحافظات في اليمن، وقال مصدر في الحراك لـ«الشرق الأوسط» إن تواجد الحوثيين في محافظة مثل الحديدة (الساحلية) والتي يعيش فيها بضعة ملايين من مختلف المحافظات اليمنية، يشكل «خطرا كبيرا على السلم الاجتماعي وخاصة أنها ميناء رئيسي في البلاد ومنطقة اقتصادية».
وتشير المعلومات إلى أن الحوثيين يسعون، بكل الطرق، إلى الحصول على منفذ على البحر الأحمر، في الوقت الذي تتهم السلطات اليمنية إيران بإمداد الحوثيين بكميات كبيرة من الأسلحة، في حين ينفي الحوثيون هذه الأنباء.
في هذه الأثناء، ما زالت العاصمة اليمنية صنعاء تشهد سلسلة من الأحداث والتطورات بين السلطات والحوثيين الذين يحاولون فرض وجودهم بالقوة في العاصمة، وقالت مصادر محلية، لـ«الشرق الأوسط» إن منطقة «دار سلم» في جنوب العاصمة شهدت، أمس، اشتباكات بين الحوثيين والمواطنين الرافضين لتواجد الحوثيين في مناطقهم وسيطرتهم عليها، وتشير المعلومات، التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، إلى أن معظم أعوان وأنصار الحوثيين في صنعاء هم من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في إشارة إلى أن التحالف القائم بين الحوثيين وصالح في الفترة الراهنة بعد فترة العداء والحروب الست التي خاضها نظام صالح ضد هذه الجماعة، وجاء هذا التحالف بعد أن جرت تنحية الرئيس السابق عن منصبه بعد الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في مطلع عام 2011.
ويسعى الحوثيون إلى السيطرة على العاصمة صنعاء تحت مبرر دفاعهم «عن الشعب» من أجل الإجراءات السعرية التي اتخذتها الحكومة اليمنية مؤخرا بشأن أسعار المشتقات النفطية، ويتمركز مسلحو الحوثي حول العاصمة من مختلف الاتجاهات، حيث يقيمون مخيمات داخل العاصمة ويحاصرونها بمسلحين من مختلف الاتجاهات، في الوقت الذي يخوضون معارك ضارية في محافظة الجوف بشمال شرقي البلاد.
من جهة أخرى، أجرى الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي مباحثات مع المبعوث البريطاني لشؤون اليمن، آلن دنكن، بشأن التطورات على الساحة اليمنية، وقالت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية إن الرئيس اليمني أشاد بدور رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في دعم التسوية السياسية، وقال: إنه «كان للمملكة المتحدة دور حيوي وبناء من خلال التعاون الكبير الذي قدمته بريطانيا على مختلف المستويات والصعد».

، وطرح «المستجدات والتحديات التي يمر بها اليمن حاليا والتي جاءت في ظرف ننتظر فيه النصوص الدستورية للدولة اليمنية الاتحادية والتي سترسم معالم مستقبل اليمن الجديد وتحفظ الحقوق والمشاركة الواسعة تحت راية الوحدة وتكريس الأمن والاستقرار في إطار النهج الديمقراطي والحرية والعدالة والمساواة»، وأشار هادي إلى أن «الجميع يتطلع إلى إنهاء الأزمة القائمة مع جماعة الحوثيين من أجل المضي قدما إلى ترجمة مخرجات الحوار الوطني الشامل والولوج إلى المستقبل المأمول».
وخلال لقاء الرئيس هادي سفير جمهورية فرنسا الجديد إلى اليمن مارك جروجران، أشار هادي أن مخرجات الحوار الوطني الشامل هي الضمانة الأكيدة لمستقبل اليمن الآمن والمستقر وهي التي أجمع عليها الشعب اليمني بكل أطيافه ومشاربه وبمساندة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وكانت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني نفت أن يكون للحزب الاشتراكي أي علاقة بأي ترشيحات لمنصب رئيس الحكومة القادمة، في وقت كانت الكثير من المواقع الإخبارية ذكرت أن الحزب الاشتراكي مع عدد من أحزاب المشترك قد تبنى ترشيح محمد أحمد لقمان لموقع رئيس الوزراء في الحكومة القادمة، في الوقت الذي ذكر الاشتراكي اليمني أنه يدرس خيارات المشاركة في أي حكومة قادمة سيتم تشكيلها.
وبالنسبة لقرارات المؤتمر الشعبي العام فيما يتخذه الرئيس هادي لاحتواء الأزمة، أكد الدكتور أبو بكر القربي، عضو اللجنة العامة رئيس دائرة العلاقات الخارجية، في تصريح صحافي، أن المؤتمر الشعبي العام متمسك بالشرعية في تعامله مع الأزمة وأن أي موقف يتخذه رئيس الجمهورية فإن المؤتمر يقف معه، وأن المؤتمر لن ينجر إلى خلافات أو صراعات بين تنظيمات حزبية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.