تدريب «مصري أميركي إماراتي» لدعم جهود الأمن البحري في المنطقة

السعودية تشارك بصفة مراقب

جانب من القوات المشاركة في التدريب (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري)
جانب من القوات المشاركة في التدريب (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري)
TT

تدريب «مصري أميركي إماراتي» لدعم جهود الأمن البحري في المنطقة

جانب من القوات المشاركة في التدريب (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري)
جانب من القوات المشاركة في التدريب (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري)

انطلقت اليوم (الاثنين) فعاليات التدريب المشترك «تحية النسر - استجابة النسر 2019» بمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية لكل من مصر، والولايات المتحدة الأميركية، والإمارات العربية المتحدة، كما تشارك المملكة العربية السعودية بصفة مراقب، حسبما ذكر المتحدث العسكري المصري عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك».
ووفقاً للمتحدث العسكري، يستمر التدريب عدة أيام في نطاق المياه الإقليمية في البحر الأحمر، ويأتي استكمالاً لخطط التدريبات المشتركة التي تنفّذها القوات المسلحة المصرية مع الدول الصديقة والشقيقة.
وأضاف المتحدث العسكري المصري: «تشارك في التدريب وحدات متنوعة من البحرية المصرية والأميركية والإماراتية من الفرقاطات ولنشات الصواريخ وصائدات الألغام، إضافةً إلى القوات الخاصة البحرية من مصر والولايات المتحدة، والتي تشمل الفرق المتخصصة في أعمال إزالة المتفجرات تحت الماء، وتخطيط وإدارة عمليات مكافحة الألغام، وعدد من عناصر قوات خفر السواحل»، كما يشارك في التدريب عدد من الطائرات المقاتلة من طراز «إف 16».
وقد بدأت المرحلة الأولى للتدريب بعقد مؤتمر افتتاحي للتعارف بين القوات المشاركة في التدريب، ومناقشة البرامج التدريبية المخططة مسبقاً، كما تم عقد عديد من المحاضرات النظرية لتحقيق التجانس بين القوات وتوحيد المفاهيم العملياتية، قبل بدء التدريب العملي في البحر.
وأوضح المتحدث العسكري المصري أن عناصر من القوات الخاصة البحرية لكل من مصر والولايات المتحدة الأميركية بدأت الاستعداد لتنفيذ التدريب المشترك «استجابة النسر» وذلك بإجراء بيان عملي لاقتحام سفينة مشتبه بها.
تأتي تلك التدريبات في إطار دعم ركائز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية وجيوش الدول الشقيقة والصديقة بما يسهم في صقل المهارات وتبادل الخبرات والتعرف على أحدث النظم وأساليب القتال ودعم جهود الأمن والاستقرار البحري في المنطقة، وسط تصاعد التوترات التي تشهدها، وآخرها احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز. وهددت طهران مراراً بتعطيل الملاحة في المضيق على خلفية العقوبات التي فرضتها واشنطن على قطاع النفط في أعقاب انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي.
وتعرضت ناقلات نفط في خليج عمان لهجمات الشهر الماضي، واتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراءها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».