الأردن: توقعات بتصعيد الخلافات النيابية الحكومية

بمناسبة انطلاق الدورة البرلمانية الاستثنائية اليوم لبحث قوانين جدلية

TT

الأردن: توقعات بتصعيد الخلافات النيابية الحكومية

تبدأ اليوم في عمان أعمال الدورة الاستثنائية لمجلس الأمة الأردني بغرفتيه (مجلسي الأعيان والنواب)، وذلك على وقع مماحكات نيابية حكومية مردها لقرارات سابقة، وتفاعلات شعبية أمام أزمات تفجرت في وجه وزراء من الحكومة.
وبينما استغلت حكومة عمر الرزاز العطلة البرلمانية، التي امتدت على مدى الثلاثة أشهر الماضية، قام الرئيس بإجراء تعديل وزاري، أبقى فيه على من باتوا يوصفون بوزراء التأزيم في حكومته. كما استدعى وزير الداخلية الأسبق سلامة حمّاد للعودة لوزارته، وهو الذي أطاح به مجلس النواب الحالي على خلفية أحداث خلية الكرك الإرهابية سنة 2016، فيما قام الرئيس بتغيير أسماء وزارتين وسط شبهات دستورية بسلامة التغيير، قبل تعديل التشريعات المتعلقة بعملهما.
في غضون ذلك، بعثت الحكومة بحزمة تشريعات أدرجتها على جدول أعمال الدورة النيابية، وسط توقعات بأن تتسبب تعديلات قوانين الضمان الاجتماعي، والتعليم العالي والجامعات، وتشريعات أخرى، في تصعيد الخلافات النيابية الحكومية، في ظل ضعف الحكومة في الدفاع عن توجهاتها الإصلاحية تشريعيا، ورغبة النواب بتقديم دورة نيابية لا تخلو من الاستعراض أمام القواعد الانتخابية، مع اقتراب موعد انتهاء عمر المجلس الحالي منتصف العام المقبل.
ويزيد من حدة التصعيد النيابي حراك كتلة الإصلاح النيابية، المحسوبة على حزب جبهة العمل الإسلامي، وحشدها لتوقيع مذكرة حجب ثقة عن الحكومة، أمام تراجع الرزاز عن وعوده باستفتاء المحكمة الدستورية حول مدى دستورية اتفاقية الغاز، التي سمحت باستيراده من إسرائيل، وسط رفض شعبي، وشبهة دستورية في مخالفة الحكومة السابقة للقوانين الأردنية، والخضوع للضغوطات التي قادتها آنذاك السفيرة الأميركية السابقة أليس ويلز، على وزراء سابقين.
وتحظر الدورة الاستثنائية البحث في أي موضوع خارج جدول الأعمال المحدد تشريعيا. غير أن التصعيد النيابي يمكن أن يستخدم ساحات لاجتماعات خارج قبة التشريع وداخل قاعات البرلمان، فيما يظل الإعلام ساحة تستقطب كل الخلافات السياسية، كمادة جاذبة لجمهور المتابعين.
وفي سياق التصعيد السياسي الذي تواجهه حكومة الرزاز، بات ملف تعديل قانون الانتخاب المرتقب يهدد مصداقية الحكومة في الوعود، التي قطعتها في الاستجابة لمخرجات حوارات وطنية جديدة، وذلك بهدف إحداث توافق أكبر، يؤدي لزيادة نسب المشاركة الشعبية، التي تشهد عزوفا من جمهور الناخبين، بعد أن سجلت في الانتخابات الأخيرة لعام 2016 نسبا متدنية لم تتجاوز الـ25 في المائة، من مجموع أصوات من يحق لهم الانتخاب، (الأربعة ملايين ناخب أردني).
وبينما يدفع مؤثرون في مركز القرار الأردني للإبقاء على القانون الحالي، واعتباره نتيجة لحوارات وطنية سابقة، أسفرت عن توافق نسبي، الأمر الذي دعا المعارضة الإسلامية إلى المشاركة، وهي التي قاطعت موسمين انتخابيين بين أعوام 2010 – 2013، تصر قوى داخل الحكومة على إقرار صيغة جديدة للقانون، تكون مدموغة بتوجهات الرزاز نفسه، المحسوب على تيار الدولة المدنية في البلاد.
وعلى أكثر من صعيد تنشط الجلسات النيابية للبحث في تشكيل كتل عابرة للمجلس القادم، حيث يبحث نواب في شأن تشكيل قوائم للترشح للانتخابات المقبلة، التي قد يكون سقفها خريف العام المقبل، وذلك بحثا عن كتل نيابية تتشكل قبل إعلان النتائج وليس بعدها، في محاولة منهم لمعالجة ضعف الحياة الحزبية، التي فشلت تعديلات قانون الأحزاب على مدى الـ15 عاما الماضية في إنعاشها.
وسيزيد من حدة الحراك النيابي اليوم الإعلان المبكر لرئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، الذي احتفظ بكرسي النيابية منذ سنة 2003، واعتلى كرسي رئاسة المجلس منذ عام 2013، اعتزاله العمل البرلماني مع نهاية مدة رئاسته صيف العام المقبل، وعزمه على عدم الترشح للانتخابات القادمة، مشيرا إلى نيته دعم تشكيل قوائم انتخابية تترشح، وتفرز نفسها بوصفها كتلة صلبة في مواجهة استحقاق الحكومات البرلمانية، التي يرى أنها قريبة من التكليف.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.