نجحت تقنية تشخيصية تستخدم لأول مرة مع الطيور في اكتشاف الدور الذي يلعبه أحد النواقل العصبية في الشعور بالإجهاد، وتداعياته السلبية من الشعور بتغيرات بيولوجية وسلوكية، ما قد يمهد لكشف أسرار عملية الوقاية والعلاج من الاضطرابات المرتبطة بالإجهاد لدى البشر. وتستخدم تقنية «التصوير المقطعي المحوسب» أداة تشخيصية تفوق الأشعة السينية في دقتها، حيث إنها تُنشئ صوراً مقطعية للعظام والأوعية الدموية والأنسجة الرخوة داخل جسم الإنسان، ولكن فريقاً بحثياً من جامعة ولاية لويزيانا الأميركية استخدمها مع عصافير المنزل لفهم الدور الذي يلعبه «الدوبامين» في مقاومة الإجهاد.
والدوبامين مادة كيميائية في الدماغ توصف بأنها ناقل عصبي مهم للتعلم والذاكرة، ولكن هذه الدراسة التي أجريت على العصافير المنزلية تثبت أهميته في الاستجابة للإجهاد.
وخلال الدراسة التي نشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية «ساينتيفك ريبورتس» (scientific reports) الشهرية، رصد الباحثون سلوك العصافير لمدة 4 أسابيع بعد وضعها في الأسر، وذلك باستخدام كاميرا فيديو تعمل عن بعد، ثم تم فحص الطيور بعد إحضارها إلى المختبر باستخدام التصوير المقطعي المحوسب لمتابعة التغيرات في كتلة جسم العصافير، ومستويات هرموناتها استجابة للإجهاد الناتج عن وضعها في الأسر. ووجد الباحثون أن أحد أنواع مستقبلات الناقل العصبي «الدوبامين» انخفض بمرور الوقت أثناء الأسر، ما يشير إلى أن الطيور أصبحت أقل قدرة على تحمل التوتر مع مرور الوقت.
ولاحظ الباحثون أنه «كلما زاد النقص في مستقبلات الدوبامين، ظهرت سلوكيات مرتبطة بالقلق مثل نفش الريش، وانخفاض كتلة الجسم».
وتقول كريستين لاتين من قسم العلوم البيولوجية بجامعة ولاية لويزيانا في تقرير نشره موقع الجامعة، إن «هذه التغيرات الفسيولوجية والبيولوجية العصبية والسلوكية تشير إلى أن الطيور المغردة ليست قادرة على التكيف مع الأسر، على الأقل على مدى فترات زمنية قصيرة، ويساعدنا معرفة كيفية تعامل الطيور البرية مع الضغوط وأنماط استجابتها للتغيرات التي تطرأ على البيئة في فهم أفضل طريقة لحمايتها».
وتضيف: «لكن القيمة الكبرى لهذا البحث أنه يساعدنا في فهم دور الدوبامين في مقاومة الإجهاد لدى البشر، وهو ما قد يساعد مستقبلاً على الوقاية والعلاج من الاضطرابات المرتبطة بالإجهاد».
أدمغة العصافير تقود لاكتشاف سرّ الشعور بالإجهاد
أدمغة العصافير تقود لاكتشاف سرّ الشعور بالإجهاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة