محاربة الفساد ضمن أهم أولويات خطة التنمية السعودية العاشرة

الحد من تعثر المشاريع ورفع معدلات تملك المساكن أبرز ركائز الخطة التي أقرها مجلس الوزراء السعودي

بدأت السعودية في وضع حلول عملية لمشكلة صعوبة تملك المساكن من خلال حزم من القرارات المهمة («الشرق الأوسط»)
بدأت السعودية في وضع حلول عملية لمشكلة صعوبة تملك المساكن من خلال حزم من القرارات المهمة («الشرق الأوسط»)
TT

محاربة الفساد ضمن أهم أولويات خطة التنمية السعودية العاشرة

بدأت السعودية في وضع حلول عملية لمشكلة صعوبة تملك المساكن من خلال حزم من القرارات المهمة («الشرق الأوسط»)
بدأت السعودية في وضع حلول عملية لمشكلة صعوبة تملك المساكن من خلال حزم من القرارات المهمة («الشرق الأوسط»)

في خطوة جديدة من شأنها تحسين المستوى المعيشي للمواطن السعودي، ورفع معدلات امتلاك المساكن، ومكافحة الفساد، وافق مجلس الوزراء في البلاد يوم أمس على الأهداف العامة لخطة التنمية العاشرة بصيغتها التي وافق عليها مجلس الشورى.
وتتضمن خطة التنمية العاشرة التي أعلنت السعودية يوم أمس عن اعتمادها على توسيع الطاقة الاستيعابية للاقتصاد الوطني وتعزيز نموه واستقراره وقدراته التنافسية، إضافة إلى تيسير حصول المواطنين على السكن الملائم وفق برامج وخيارات متنوعة تلبي الطلب، وتعزيز مسيرة الإصلاح المؤسسي ودعم مؤسسات المجتمع المدني ورفع كفاءة وإنتاجية أجهزة الدولة وموظفيها، وترسيخ مبادئ المساءلة والشفافية وحماية النزاهة ومكافحة الفساد.
ويتصدر مثلث «امتلاك السكن، ومكافحة الفساد، وزيادة معدلات إنتاجية الموظفين» الخطة الاقتصادية الجديدة التي ستسعى المملكة إلى تطبيقها خلال الفترة المقبلة، وهو مثلث يشكل في الوقت ذاته أهمية بالغة لدى كثير من المواطنين في البلاد.
ويعد الاقتصاد السعودي قادرا للغاية على إتمام هذه الخطة وتفعيلها بالطريقة المثلى، حيث يتميز بقدرته على التكيف السريع مع الظروف الاقتصادية التي قد تعترض أسعار النفط، من خلال تنويع مصادر الدخل، يأتي ذلك في وقت تشهد فيه بعض دول المنطقة توترات جيوسياسية أثرت على اقتصادياتها بشكل ملحوظ.
وتعليقا على الخطة الاقتصادية التي أقرها مجلس الوزراء السعودي يوم أمس، أكد الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس، أن موافقة مجلس الوزراء يوم أمس على الأهداف العامة لخطة التنمية العاشرة تمثل محورا مهما للغاية لمستقبل واعد.
ولفت الدكتور باعجاجة إلى أن أهداف هذه الخطة لامست بشكل مباشر احتياجات المواطن السعودي خلال الفترة الراهنة، وقال: «السكن، وتحسين كفاءة وإنتاجية الموظفين، ومكافحة الفساد، أهم أهداف الخطة الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء».
وبيّن الدكتور باعجاجة خلال حديثه، أن مكافحة الفساد في الخطة الجديدة من المتوقع أن تعزز من مسيرة التنمية في البلاد، من خلال وقف مسلسل تعثر المشاريع، وحول تملك السكن في البلاد قال: «وزارة الإسكان وجدت دعما كبيرا من خلال الخطة الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء يوم أمس، حيث ستساهم هذه الخطة في دعم خطوات وزارة الإسكان بشكل كبير جدا».
من جهة أخرى، أوضح مطلق الحمدان وهو مستثمر في قطاعي التجزئة والعقارات السعودي، أن الخطة الجديدة التي اعتمدها مجلس الوزراء في البلاد، ستساهم بشكل كبير جدا على رفع معدلات امتلاك المواطنين للسكن، وخفض أسعار الأراضي.
ولفت الحمدان خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس، إلى أن أسعار الأراضي في السعودية باتت تشكل ما نسبته 80 في المائة من قيمة السكن، وقال: «هذه التكلفة عالية جدا، ولا يوجد لها نظير في دول العالم، لذلك فإن جهود وزارة الإسكان الحالية في إتمام مزيد من المشاريع الحكومية السكنية ستساهم في خفض الأسعار بعد أن بلغت مناطق عالية للغاية».
وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي أكد فيه الدكتور شويش الضويحي وزير «الإسكان» في السعودية في وقت سابق، أن وزارته أنتجت وحدات سكنية ضمن 48 مشروعا تغطي المناطق السعودية، وعلى وشك استكمال الجزء المتبقي منها، مبينا أن التسليم يبدأ تباعا بعد إقرار آلية الاستحقاق والأولوية، مشيرا إلى أن الوزارة لا تألو جهدا في سبيل توفير المنتجات السكنية الملائمة للمواطنين.
ولفت وزير الإسكان السعودي حينها، إلى أن وزارته أطلقت مشاريع تطوير الأراضي وتنفيذ البنية التحتية في كثير من المواقع على مساحات مليونية بالرياض والمدينة المنورة والخرج والدمام وجدة وتبوك والأحساء والقطيف، مشيرا إلى أنه تتبعها مشاريع تحت التصميم يبلغ عددها 80 موقعا بمساحة تتجاوز المليون متر مربع، بجميع المناطق.



روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا: «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول عام 2030. على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة عليها، بفضل المطورين الموهوبين ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها.

ويُعدّ «سبيربنك» في طليعة جهود تطوير الذكاء الاصطناعي في روسيا، التي تحتل حالياً المرتبة 31 من بين 83 دولة على مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي لشركة «تورتويز ميديا» البريطانية، متأخرة بشكل ملحوظ عن الولايات المتحدة والصين، وكذلك عن بعض أعضاء مجموعة «البريكس»، مثل الهند والبرازيل.

وفي مقابلة مع «رويترز»، قال فيدياخين: «أنا واثق من أن روسيا قادرة على تحسين وضعها الحالي بشكل كبير في التصنيفات الدولية، بحلول عام 2030، من خلال تطوراتها الخاصة والتنظيمات الداعمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي». وأضاف أن روسيا تتخلف عن الولايات المتحدة والصين بنحو 6 إلى 9 أشهر في هذا المجال، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية قد أثَّرت على قدرة البلاد على تعزيز قوتها الحاسوبية.

وأوضح فيدياخين قائلاً: «كانت العقوبات تهدف إلى الحد من قوة الحوسبة في روسيا، لكننا نحاول تعويض هذا النقص بفضل علمائنا ومهندسينا الموهوبين».

وأكد أن روسيا لن تسعى لمنافسة الولايات المتحدة والصين في بناء مراكز بيانات عملاقة، بل ستتركز جهودها على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الذكية، مثل نموذج «ميتا لاما». واعتبر أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية باللغة الروسية يُعدّ أمراً حيوياً لضمان السيادة التكنولوجية.

وأضاف: «أعتقد أن أي دولة تطمح إلى الاستقلال على الساحة العالمية يجب أن تمتلك نموذجاً لغوياً كبيراً خاصاً بها». وتُعدّ روسيا من بين 10 دول تعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الوطنية الخاصة بها.

وفي 11 ديسمبر (كانون الأول)، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستواصل تطوير الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركائها في مجموعة «البريكس» ودول أخرى، في خطوة تهدف إلى تحدي الهيمنة الأميركية، في واحدة من أكثر التقنيات الواعدة في القرن الحادي والعشرين.

وقال فيدياخين إن الصين، خصوصاً أوروبا، تفقدان ميزتهما في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب اللوائح المفرطة، معرباً عن أمله في أن تحافظ الحكومة على لوائح داعمة للذكاء الاصطناعي في المستقبل.

وقال في هذا السياق: «إذا حرمنا علماءنا والشركات الكبرى من الحق في التجربة الآن، فقد يؤدي ذلك إلى توقف تطور التكنولوجيا. وعند ظهور أي حظر، قد نبدأ في خسارة السباق في الذكاء الاصطناعي».

تجدر الإشارة إلى أن العديد من مطوري الذكاء الاصطناعي قد غادروا روسيا في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد حملة التعبئة في عام 2022 بسبب الصراع في أوكرانيا. لكن فيدياخين أشار إلى أن بعضهم بدأ يعود الآن إلى روسيا، مستفيدين من الفرص المتاحة في قطاع الذكاء الاصطناعي المحلي.