الفائض التجاري الأوروبي مع أميركا بلغ 49 مليار يورو في النصف الأول

منطقة اليورو تحقق فائضا قيمته 21 مليارا في التجارة الدولية للبضائع خلال يوليو الماضي

الفائض التجاري الأوروبي مع أميركا بلغ 49 مليار يورو في النصف الأول
TT

الفائض التجاري الأوروبي مع أميركا بلغ 49 مليار يورو في النصف الأول

الفائض التجاري الأوروبي مع أميركا بلغ 49 مليار يورو في النصف الأول

حققت منطقة اليورو التي تضم 18 دولة أوروبية، فائضا قيمته 21.2 مليار يورو خلال شهر يوليو (تموز) الماضي في تجارة السلع مع دول العالم المختلفة، مقارنة مع فائض قيمته 18 مليار يورو تحقق في يوليو من العام الماضي، وكانت قد حققت 16.7 مليار في شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي مقارنة مع 15.7 مليار يورو في نفس الفترة من العام الماضي.
وقالت الأرقام التي صدرت عن مكتب الإحصاء الأوروبي ببروكسل «يورستات» إن المعدلات الموسمية للصادرات انخفضت في منطقة اليورو بنسبة 0.2 في المائة، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 0.9 في المائة خلال شهر يوليو الماضي، مقارنة بالشهر الذي سبقه.
أما بالنسبة لإجمالي التكتل الأوروبي الموحد الذي يضم 28 دولة فقد تحقق فائض تجاري قيمته 1.7 مليار يورو خلال يوليو الماضي، مقارنة مع فائض قيمته 10.8 مليار يورو في نفس الفترة من العام الماضي، وانخفضت الصادرات بنسبة 0.3 في المائة، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 2.3 في المائة خلال شهر يوليو، مقارنة بالشهر الذي سبقه، وجرى تسجيل أعلى الصادرات بالنسبة لمجمل الاتحاد الأوروبي مع الصين خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يونيو من العام الحالي وجرى تسجيل زيادة بنسبة 10 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ثم كوريا الجنوبية بنسبة 8 في المائة، وكانت أبرز الانخفاضات في الصادرات إلى سويسرا بنسبة 22 في المائة وروسيا 13 في المائة والهند 11 في المائة.
وبالنسبة للواردات، فقد زادت من كوريا الجنوبية بنسبة 11 في المائة بالنسبة لمجمل دول الاتحاد، ثم تركيا بنسبة 7 في المائة والصين وسويسرا بنسبة 5 في المائة، وانخفضت من روسيا واليابان بنسبة 6 في المائة والنرويج والبرازيل بنسبة 5 في المائة.
وارتفع الفائض التجاري للاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة الأميركية وسجل 49 مليار يورو في الفترة من يناير إلى يونيو من العام الحالي، مقارنة مع 44.4 مليار يورو عن نفس الفترة من العام الماضي، ولكن جرى تسجيل انخفاض في الميزان التجاري مع سويسرا وتركيا، بينما انخفض العجز التجاري مع الصين من ناقص 61.3 مليار يورو مقارنة مع ناقص 62.4 مليار يورو، ومع روسيا جرى تسجيل ناقص 45.3 مليار يورو مقارنة مع 44.4 مليار.
وبشأن التجارة الإجمالية للدول الأعضاء كان أكبر فائض تجاري في ألمانيا 100 مليار يورو في الفترة من يناير إلى يونيو 2014، ثم هولندا 31 مليار يورو، وآيرلندا 17.6 مليار يورو، ثم إيطاليا. وسجلت بريطانيا أكبر عجز بقيمة ناقص 60 مليار يورو، تلتها فرنسا 37 مليار يورو، ثم إسبانيا واليونان.
وفي مايو (أيار) الماضي قال مكتب الإحصاء الأوروبي في بروكسل إن التبادل التجاري في البضائع مع دول العالم، حقق بالنسبة لمنطقة اليورو التي تضم 18 دولة خلال شهر مارس (آذار) الماضي فائضا قدره 17.1 مليار يورو، بينما حقق في نفس الفترة من العام الماضي 21.9 مليار يورو، وكان قد بلغ في فبراير (شباط) من العام الحالي 14.2 مليار يورو مقارنة مع 9.8 مليار يورو في نفس الشهر من العام الماضي، وقال مكتب الإحصاء الأوروبي إن المعدل الموسمي في مارس الماضي، مقارنة بالشهر الذي سبقه قد انخفض بالنسبة للصادرات بنسبة 0.5 في المائة وبالنسبة للواردات بنسبة 0.6 في المائة.
وأما بالنسبة لمجمل دول الاتحاد الأوروبي الـ28 فقد سجل التبادل التجاري مع دول العالم في البضائع معدلات أقل في مارس الماضي، مقارنة مع نفس الفترة من عام 2013 أما بالنسبة لشهر مارس الماضي مقارنة مع الشهر الذي سبقه (فبراير) فقد انخفضت المعدلات الموسمية للصادرات بنسبة 1.2 في المائة، بينما ظلت الواردات مستقرة.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.