غارات تركية على «العمال الكردستاني» شمال العراق

شهد إقليم كردستان تصعيداً عسكرياً تركياً بعد اغتيال نائب القنصل العام التركي في أربيل، عثمان كوسه، في أحد مطاعم عاصمة إقليم كردستان العراق ظهر الأربعاء. فرغم الإعلان الفوري لقوات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا، عدم صلته بعملية الاغتيال، بادر الطيران الحربي التركي بشن سلسلة غارات عنيفة ليلة يوم الحادث على مواقع ومقار لحزب العمال الكردستاني، في سلاسل جبال قنديل ضمن المثلث الحدودي بين العراق وإيران وتركيا، أسفرت بحسب بيان لحزب العمال عن مقتل قيادي ميداني بارز في الحزب وهو سرحد فارنو، عضو هيئة العلاقات الخارجية في الحزب وأربعة من مرافقيه.
وشن الطيران التركي نهار أول من أمس غارات عنيفة على قرى بلدة العمادية بمحافظة دهوك، أسفرت عن إصابة عدد من القرويين وتدمير منازلهم، وبُعيد منتصف الليلة قبل الماضية، شنت طائرات حربية تركية غارتين متتاليتين، إحداهما على مخيم مخمور 35 شرق نينوى، الذي يضم نحو ألفي أسرة لاجئة من أنصار حزب العمال وعوائل مسلحيه.
وقال بولات بوزان، مسؤول الإعلام في المخيم لـ«الشرق الأوسط»، إن الغارة أسفرت عن تدمير منزل وإصابة اثنين من اللاجئين بجروح بليغة، مضيفاً أن الطيران التركي يستهدف المخيم بين الحين والآخر، حتى أن اللاجئين تعودوا على الغارات، نافياً إخلاء المخيم. وقال «جميع اللاجئين الذين يزيد عددهم على خمسة آلاف شخص ما زالوا في مواقعهم داخل المخيم»، مشيراً إلى أن الغارة الثانية استهدفت مخابئ مقاتلي حزب العمال في سلاسل جبال قرجوغ المحيطة ببلدة مخمور، لكنها لم توقع إصابات في صفوفهم.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إنه «عقب الهجوم (الدنيء) في أربيل، وجهنا ضربة قاصمة لحزب العمال الكردستاني عبر أوسع عملية جوية بجبال قنديل، شمال العراق».
وأوضح أكار، في تصريحات أدلى بها، ليل الخميس - الجمعة، عقب تفقده الوحدات العسكرية والقوات التركية بمناطق الحدود التركية -السورية، أنه خلال العملية دمر الجيش التركي ملاجئ وكهوفاً لحزب العمال الكردستاني.
إلى ذلك، نشر جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، الليلة قبل الماضية، صورة شاب يدعى «مظلوم داغ» ويبلغ من العمر 26 عاماً، ومن أهالي مدينة ديار بكر، وقال إنه المسؤول عن اغتيال الدبلوماسي التركي في أربيل، بحسب ما أظهرت التحقيقات الأولية والصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في موقع الحادث، ودعا سكان الإقليم ممن لديهم أي معلومات بخصوصه إلى إبلاغ الجهات الأمنية التي تواصل البحث الدقيق عن الشخص المذكور، ورفاقه الآخرين الذين شاركوا معه في تنفيذ عملية الاغتيال.
من جانبه، أصدر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بزعامة، سزاني تامللي، بياناً أوضح فيه أن المتهم الذي نشرت الأجهزة الأمنية صورته في إقليم كردستان العراق، باعتباره منفذ الهجوم الذي أودى بحياة الدبلوماسي التركي، هو شقيق أحد نواب الحزب في البرلمان التركي، وقال البيان «لن نسمح إطلاقاً بأن يتم استهداف النائب عن حزبنا على خلفية جريمة ارتكبها شقيقه»، مؤكداً على النهج السلمي للحزب، وحرصه على النأي عن أي عمل يجره نحو العنف، وقال: «نحن نسعى لإيجاد حلول سلمية لقضيتنا».
وأفادت مصادر أمنية بأن شخصين نفذا الهجوم بمسدسات كاتمة وكانا متنكرين بزي جهات رسمية؛ مما سهل عليهما التسلل إلى داخل المطعم الذي كان يستضيف في إحدى قاعاته اجتماعاً تجارياً لممثلي عدد من الشركات التركية مع نظرائهم في إقليم كردستان. وتمكن منفذا الهجوم من الفرار إلى جهة مجهولة، في حين بدأت الجهات الأمنية تحقيقات مكثفة بالاعتماد على كاميرات المراقبة في موقع الحادث.