حرب تصريحات بين العبادي و«الحشد الشعبي» حول الوظائف الوهمية

هاجمت «هيئة الحشد الشعبي» رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي بعد تصريحاته حول أعداد «الحشد الشعبي» ووجود عشرات آلاف الوظائف الوهمية أو من يسمون «الفضائيون» بين صفوفه، عادةً تصريحاته إساءة للعبادي قبل قوات «الحشد الشعبي».
وقال الناطق الإعلامي باسم «الحشد» عبد الهادي الدراجي في بيان له، أمس الخميس، إن «الإشكالات المثارة على (الحشد) من حيث وجود (فضائيين) واستغلال البعض لمواقعهم أو قدراتهم، لا تختلف عن الإشكالات المثارة في عموم القوات المسلحة، فلماذا التركيز على (الحشد) وعدم التعامل مع الظاهرة في عموم قواتنا المسلحة، ومنها (الحشد)، بروح وطنية بناءة تسعى لإيجاد الحلول لا إلى الإساءة والطعن والتشكيك بما يثير الشبهات حول (الحشد) فقط؟».
وأضاف الدراجي: «إننا نستغرب انسياق رئيس الوزراء السابق في هذه الحملات من أعداء العراق في الداخل والخارج، خصوصاً مع الحشد الشعبي الذي قدم قوافل متواصلة من الشهداء والجرحى والمفقودين، وحجماً لا يوصف من التضحيات، والذي كان له الدور الكبير لتلبية نداء المرجعية ونداء الواجب، وساهم مع بقية قواتنا المسلحة وقوى شعبنا ومن ساندنا من شعوب ودول لتحقيق النصر العظيم».
وأوضح البيان أنه في الوقت الذي تستغرب فيه مثل هذه التصريحات، فإن «كل ما يمكن أن يوجهه من اتهامات خاطئة أو صحيحة إلى الحشد سيكون موجهاً للعبادي قبل غيره، فالاتهامات الخاطئة تسيء لسمعة العبادي وتجعله شريكاً لكل من يريد إضعاف قواتنا المسلحة ومنها الحشد الشعبي».
وبين الناطق الإعلامي أن العبادي هو «المسؤول الأول كقائد عام عن الحشد خلال السنوات منذ توليه منصب رئيس الوزراء وحتى نهاية فترته، أما الادعاء أنه أشار للمخالفات أثناء مسؤوليته، فهذا لا يكفي من أعلى مسؤول في الدولة والقوات المسلحة ومنها الحشد الشعبي، فلقد أشار كثيرون غيره لما أشار إليه وأكثر، فإن كان هناك تقصير في المعالجة فهو المسؤول الأول مهما كانت الأسباب، فهو لا يستطيع أن يدعي النجاح الذي تحقق بتضحيات غيره لأنه المسؤول الأول في الدولة، لكنه يعزل نفسه عن المسؤولية أمام النواقص والأخطاء رغم أنه المسؤول المباشر عن القوات المسلحة ومنها الحشد، فعليه أن يحمل نفسه المسؤولية قبل أن يلقيها على غيره».
وكان رئيس الوزراء السابق رئيس «ائتلاف النصر» حيدر العبادي قال في تصريحات تلفزيونية مؤخراً إن «مفتش عام هيئة الحشد صارحني بوجود 60 ألف مقاتل في الحشد على الأرض و150 ألفاً على الورق، لكن تجار الحروب المتغولين استغلوا الحشد لتحقيق مصالحهم، وإلا ما هو المبرر في زيادة أعداد الحشد في وقت السلم، فلا يجوز استغلال المضحين والمقاتلين».
وفي هذا السياق، أكد القيادي السابق بالحشد الشعبي كريم النوري لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة العبادي مع الحشد ليست جديدة، بل تكاد تكون بدأت منذ تسلمه رئاسة الوزراء سنة 2014؛ حيث كان يحاول استيعاب القيادات ضمن إطار معين في المؤسسة العسكرية مع وجود حساسيات مسبقة بين الطرفين». وأضاف النوري أنه «رغم كل ذلك حتى بوجود قدر من سوء الظن فإنه نجح في زج الحشد في معارك كبيرة في وقت كان فيه التحالف الدولي يتحسس كثيراً من الحشد ويتحفظ على مشاركته»، مبينا أن «العبادي ترك مساحة مهمة للحشد للمشاركة في مناطق وأماكن لم تكن أميركا ترغب في مشاركتهم فيها».
وأوضح النوري أن «العبادي حاول أثناء الجدل حول الولاية الثانية استمالة الحشد أو تحييده في الأقل، ولم يكن يكشف أوراقه التي بات يعلنها الآن بعد خروجه من المنافسة بينما كان يفترض أن يكشف عن ذلك في حال وجوده أثناء توليه منصبه».