أفلام عيد الأضحى تراهن على نجوم شباك السينما المصرية

ظاهرة الأجزاء الثانية تسيطر على الموسم

بوستر فيلم «الفيل الأزرق»
بوستر فيلم «الفيل الأزرق»
TT

أفلام عيد الأضحى تراهن على نجوم شباك السينما المصرية

بوستر فيلم «الفيل الأزرق»
بوستر فيلم «الفيل الأزرق»

يستعد صناع السينما في مصر لطرح 6 أفلام، بموسم عيد الأضحى السينمائي، ثلاثة منها أجزاء ثانية لأفلام سبق عرضها بدور السينما، بالإضافة إلى أفلام جديدة لنجوم شباك التذاكر. ورغم أن الأفلام المرشحة للعرض في موسم عيد الأضحى لم تحصل على ترخيص من الرقابة على المصنفات الفنية حتى الآن، وغالبيتها لم يكتمل، فإن الخريطة المبدئية للموسم تشير إلى طرح فيلم «الفيل الأزرق 2»، الذي بدأت حملة دعايته منذ موسم عيد الفطر، وهو من بطولة كريم عبد العزيز، وهند صبري، ونيللي كريم، وإياد نصار، ومن تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد.
أما الفيلم الثاني، الذي من المقرر طرحه، هو «ولاد رزق 2» من تأليف صلاح الجهيني، وإخراج طارق العريان، وبطولة أحمد عز، وعمرو يوسف، وأحمد الفيشاوي، وأحمد داود، وكريم قاسم، ويُعد «الكنز 2» ثالث الأفلام التي تم تحضيرها للعرض في موسم عيد الأضحى، من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج شريف عرفة، وبطولة محمد رمضان، ومحمد سعد، وروبي، وهند صبري، وأحمد رزق، وأحمد حاتم، وأحمد مالك.
كما يشهد الموسم المقبل أيضاً عودة الفنان أحمد حلمي للمنافسة بفيلم «خيال مآتة» من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج خالد مرعي، وذلك بعد غيابه عن شاشة السينما لمدة 3 سنوات منذ آخر أفلامه «لف ودوران».
الفيلم الخامس في سباق عيد الأضحى هو «كل سنة وأنت طيب»، للفنان تامر حسني، الذي يواصل من خلاله التأكيد على وجوده كنجم سينمائي قادر على منافسة نجوم الشباك، والتفوق عليهم، كما تحقق في فيلمه الأخير «البدلة» الذي تصدر الإيرادات في الداخل والخارج العام الماضي. ومن بعيد يدخل فيلم «الطيب والشرس واللعوب»، ضمن أفلام الموسم السينمائي، وهو من بطولة، أحمد فتحي، وبيومي فؤاد، ومي كساب، ومحمد سلام، من تأليف رأفت رضا وإخراج رامي رزق الله.
الناقد محمود عبد الشكور، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن تحقيق أفلام عيد الفطر إيرادات ضخمة، شجع المنتجين على الدفع بعدد من الأفلام الكبيرة في «عيد الأضحى» الذي يُعد أحد المواسم الأساسية في السينما المصرية ويستقبل دائماً أفلاماً مهمة، مشيراً إلى أن «ظاهرة الأجزاء الثانية في هذا الموسم، سلاح ذو حدين، لأنها إذا صُنعت بمنطق الإضافة، فستستمر وسنرى لبعض الأفلام المصرية أجزاء ثالثة ورابعة، كما نرى في السينما الأميركية، أما إذا صُنعت بمنطق استغلال نجاح الأجزاء الأولى فقط، فستتوقف، لأن الجمهور سينصرف عنها».
وعن منافسة أحمد عز بفيلم «ولاد رزق 2» رغم أن فيلمه «الممر» لا يزال في دور العرض، قال «عبد الشكور»، إنه لا توجد مشكلة في طرح فيلم جديد للنجم نفسه في موسمين متتاليين، ما دامت طبيعة الفيلمين مختلفة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «إخفاق محمد سعد في فيلم (محمد حسين)، لن يؤثر على استقبال الجمهور لفيلم (الكنز 2)، لأن الأحداث تدور حول 3 قصص رئيسية تضم عدداً كبيراً من النجوم».
وعن عودة أحمد حلمي، للشاشة بعد غياب 3 سنوات بفيلم «خيال مآتة»، يرى عبد الشكور أن الجمهور استقبل آخر أفلامه (لف ودوران) استقبالاً جيداً، ومن المتوقَّع أن يكون فيلمه الجديد مختلفاً، خصوصاً أنه يشهد التعاون الأول مع الكاتب عبد الرحيم كمال.
ويتميز موسم عيد الأضحى السينمائي المقبل بأن معظم أبطاله من نجوم شباك التذاكر الذين يحققون إيرادات عالية، وبالتالي ستكون المنافسة شرسة جداً، بعد كسر بعض الأفلام لحاجز 70 مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 16.6 جنيه مصري)، فضلاً عن منافسة النجم تامر حسني بفيلمه «كل سنة وأنت طيب»، بالموسم المقبل، وهو الذي استطاع تحقيق إيرادات كبيرة جداً العام الماضي بفيلم «البدلة».
ويرى الناقد السينمائي طارق الشناوي أن «نجاح الجزء الثاني لفيلم (الجزيرة) عام 2014 فتح شهية المنتجين والمخرجين على إمكانية صناعة أجزاء ثانية للأفلام التي تحقق رواجاً ونجاحاً»، مشيراً إلى أن «هذا الاتجاه خطأ من الناحية العلمية، لأن العمل يجب أن يكون مخططاً له منذ اللحظة الأولى أن يُطرح على شكل أجزاء، كما حدث في مسلسل (ليالي الحلمية) الذي تم تقديمه في 5 أجزاء».
وقال الشناوي لـ«الشرق الأوسط» إنه «علم من المخرج شريف عرفة أن (الكنز) لم يكن مخططاً له أن يعرض في جزأين، ولكن بعد التصوير اكتشف أن مدته طويلة تصل إلى 4 ساعات ونصف الساعة، فقرر أن يقسمه إلى جزأين، وبالتالي يمكن اعتبار أن فيلم (الكنز) فيلم واحد تم اقتسامه، وليس جزءاً ثانياً للفيلم بالمعني الحرفي للكلمة».
ولفت إلى أن «فيلمي (ولاد رزق) و(الفيل الأزرق)، تمت صناعتهما بمنطق استغلال نجاح الجزء الأول، وعادة ما يترتب على ذلك قتل روح الإضافة والمغامرة، لا سيما أن النية من البداية لم تكن موجودة لتنفيذ جزء ثانٍ»، مشدداً في الوقت نفسه على أن الحكم النهائي سيكون بعد المشاهدة، للتأكد من مدى قابلية الفيلم لوجود جزء ثانٍ، وكيف سيستقبل الجمهور ذلك».
وأوضح الشناوي أن عودة أحمد حلمي للشاشة في الوقت الحالي تؤكد أنه يتمتع بذكاء شديد، فهو له إضافات ولمحات خاصة تدعم توجه الشخصيات في أعماله.



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».