وزير يميني سابق يترك «الليكود» وينضم إلى ليبرمان

في إطار التصدع البادي على جبهة بنيامين نتنياهو، رئيس معسكر اليمين الحاكم في إسرائيل، خرج أول زعيم في حزبه «الليكود»، روني ميلو، متمرداً عليه بشكل علني، وقال إنه لا يجد مكاناً بعد لليمين الليبرالي تحت قيادة نتنياهو، المبنية على المصالح الشخصية والنفاق والتلون، وإنه قرر دعم أفيغدور ليبرمان، في خطته لإجبار نتنياهو على التنحي وإتاحة الفرصة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم «الليكود» و«إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان.
وقال ميلو إن نتنياهو يقود اليمين الإسرائيلي إلى الهاوية، مادياً ومعنوياً، وإنه تمكن من تشكيل مجموعة سياسيين من حوله «بلا حول ولا قوة ولا عمود فقري. وهذا الواقع يأخذ اليمين الآيديولوجي إلى مكان فقير في القيم. ولا بد من هزة تعيد الصحوة إليه». وأكد أن «هناك شخصيات عدة في (الليكود) معنية بالتخلص من نتنياهو، لكنها لا تجرؤ على الإقدام على الفعل حتى الآن، والسبيل الوحيد لنجاحها هو الوصول إلى حكومة وحدة وطنية، تضم (الليكود) من دون نتنياهو مع حزب الجنرالات (أزرق - أبيض) بقيادة بيني غانتس، ومعهما ليبرمان الذي كان أول من طرح هذه الفكرة».
يذكر أن ميلو كان شخصية قيادية رفيعة في «الليكود»؛ إذ تولى 8 وزارات في عهود مختلفة من الحكم، وانتخب أيضاً لرئاسة بلدية تل أبيب، لكنه التحق في الأيام الأخيرة بحزب ليبرمان «إسرائيل بيتنا»، الذي تتنبأ له الاستطلاعات بمضاعفة قوته من 5 إلى 10 مقاعد وما زال يعد قوة صاعدة.
وقد أظهرت آخر 10 استطلاعات للرأي أن معسكر اليمين بقيادة نتنياهو سيحصل على 55 مقعداً من دون ليبرمان، مما يعني أن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة يمينية إلا إذا تصالح مع ليبرمان. ومع استمرار المعركة الانتخابية، يبدو أن العداء بينهما يزداد حدة يوما بعد يوم. فقد أطلق نتنياهو حملة دعائية قوية جداً بين اليهود الروس في مركزها التحريض على ليبرمان وإظهاره «قائداً وهمياً لليهود الروس، جرف أصواتهم لكنه يتنكر لمصالحهم». وهذه الحملة تغيظ ليبرمان وتجعله يقسم على ألا يسمح بعودة نتنياهو إلى الحكم، والإصرار على تشكيل حكومة وحدة تضم غانتس؛ و«الليكود» من دون نتنياهو.
وأظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه «القناة12» للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أول من أمس الثلاثاء، تراجعاً جديداً في قوة أكبر حزبين لصالح الأحزاب الصغيرة. فقد حصل تجمع حزبي «الليكود»، و«كولانو» على 31 مقعداً (له اليوم 39 مقعداً)، فيما حصل حزب غانتس على 30 مقعداً (له الآن 35 مقعداً)، بينما يضاعف ليبرمان تمثيله من 5 إلى 10 مقاعد من أصل 120 مقعداً في الكنيست. ووفق نتائج الاستطلاع، ستحصل قائمة «يهدوت هتوراه» لليهود المتدينين الأشكناز على 8 مقاعد، كما هي حالها اليوم، بينما يخسر حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس» مقعداً واحداً ويهبط إلى 7 مقاعد. ويحصل حزبا اليمين المتطرف على 9 مقاعد؛ أحدهما 5 والثاني 4 مقاعد.
وأما في المعسكر الآخر، فبالإضافة إلى حصول «حزب الجنرالات» على 30 مقعداً، يحصل حزب العمل برئاسة عمير بيرتس على 6 مقاعد، وحزبا «ميرتس» بقيادة نيتسان هوروفتش، و«إسرائيل ديمقراطية» برئاسة إيهود باراك، على 4 مقاعد لكل منهما، بينما تحصل «القائمة المشتركة» في حال توحيد صفوف أحزابها، على 11 مقعداً.
وهكذا، يحصل اليمين على 65 مقعداً من مجموع 120، لكنه لن يستطيع تشكيل حكومة، لأن المتمرد ليبرمان يشكل لسان الميزان، ويحصل معسكر اليسار والوسط على 55 مقعداً، بينها 11 للعرب. ويزداد تأييد الجمهور لتشكيل حكومة وحدة بين «الليكود» و«الجنرالات» مع ليبرمان، علماً بأن غانتس كان قد صرح بأنه لن يقيم حكومة مع نتنياهو ويوافق فقط على حكومة مع «الليكود» من دون نتنياهو.
وقال روني ميلو إن «الجمهور في إسرائيل يريد تغيير الحكم، وهذا أمر صحي، وأفضل وسيلة لذلك تشكيل حكومة وحدة».