لجنة مصرية عليا تبحث جمود مفاوضات «سد النهضة» مع إثيوبيا

استعرضت الموقف المائي بحضور رئيس الوزراء

TT

لجنة مصرية عليا تبحث جمود مفاوضات «سد النهضة» مع إثيوبيا

عقدت اللجنة المصرية العليا لمياه النيل أمس، اجتماعاً برئاسة مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وبحضور عدد من الوزراء، ومسؤولي الجهات المعنية، حيث تم استعراض الموقف المائي، ومتابعة موقف مفاوضات «سد النهضة» الإثيوبي، المجمّدة منذ فترة.
وتخوض مصر وإثيوبيا، بمشاركة السودان، سلسلة مفاوضات مكوكية منذ سنوات حول سد «النهضة»، أملاً في الوصول لاتفاق نهائي بشأن تشغيل السد، يُنهي مخاوف القاهرة من تأثيره على حصتها في نهر النيل.
ولم يتوصل الاجتماع لأي نتائج بهذا الخصوص، حسب هاني يونس، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، الذي قال في تعليق مقتضب لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يوجد شيء يُذكر حتى الآن».
وكان من المنتظر أن تُعقد جولة جديدة من المفاوضات على مستوى وزراء المياه والخبراء الوطنيين في الدول الثلاث، بالقاهرة، مطلع أبريل (نيسان) الماضي. غير أن عزل الرئيس السوداني عمر البشير، وما تلاه من أحداث، تسبب في تأجيل اللقاء.
وحسب مصادر مطّلعة، فإن مصر تعتزم توجيه دعوة لعقد اجتماع تُساعيّ، يضم وزراء الخارجية والمياه ومديري مخابرات مصر والسودان وإثيوبيا في أقرب فرصة، لمواصلة المفاوضات، بما يؤمّن مصالح مصر والسودان المائية، ويحقق التنمية لإثيوبيا، خصوصاً بعد الهدوء النسبي للأوضاع في السودان، واتفاق طرفي النزاع على إدارة المرحلة الانتقالية.
وتخشى مصر أن يقلص السد حصتها من المياه، التي تصل إليها من هضبة الحبشة عبر السودان، والمقدّرة بـ55.5 مليار متر مكعب، بينما تقول إثيوبيا إن المشروع ليست له أضرار على دولتي المصب (مصر والسودان).
وتشرع الحكومة المصرية في تنفيذ استراتيجية لإدارة الموارد المائية وتنميتها، تقوم على ضبط استخدامات المياه، عبر ترشيد الاستهلاك، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الري، واعتماد زراعات أقل استهلاكاً للمياه.
وتتخوف مصر من حالة الجمود التي تشهدها عملية المفاوضات في الوقت الحالي. فخلال لقائه نظيره الإثيوبي جيدو أندرجاتشيو في 20 من يونيو (حزيران) الماضي، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري «أهمية الإسراع بوتيرة المفاوضات، وضرورة الالتزام الأمين بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه».
وأطلقت إثيوبيا مشروع السد عام 2011، وتتعلق نقطة الخلاف الرئيسية مع مصر بنيّة إثيوبيا ملء خزان السد، بمقدار 74 مليار متر مكعب، على مدار سنة كاملة، وهو ما يقلّص حصة مصر ويدمّر آلاف الأفدنة الزراعية. بينما ترى مصر ضرورة تقسيم تلك العملية على عدة سنوات، خصوصاً أن أكثر من 90% من احتياجات مصر من المياه تأتي من نهر النيل.
من ناحية أخرى، أكد مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، خلال اجتماعه أمس، أن الحكومة نجحت في تنفيذ البرامج الاقتصادية التي تبنّتها في برنامجها الذي اعتمده البرلمان، والوصول إلى تحقيق المستهدفات من تلك البرامج بأفضل النتائج، مؤكداً أنه سيُحسب لهذه الحكومة أنها استطاعت تحقيق فائض أوّلي لأول مرة منذ عدة سنوات مضت.
واستعرض رئيس الوزراء نتائج الأداء المالي، مشيراً إلى أنه تم تحقيق فائض أوّلي بنسبة 2%، وعجز كلي بنسبة 8,2%، رغم أن المُستهدف كان بنسبة قدرها 8,4%، أي أن الحكومة حققت أفضل مما كان مستهدفاً، وتم اعتماده من جانب البرلمان. كما أنه من النتائج الإيجابية كذلك تحقيق معدلات خفض الدين العام بأفضل مما كان مستهدفاً، وفي الوقت نفسه أشارت نتائج الربع الأخير من خطة العام المالي إلى أنه تم تحقيق معدل نمو ملحوظ، بلغت نسبته 5,7%، ليصبح في العام المالي بوجه عام في حدود 5,6%، كما أثبت أحدث تقرير اقتصادي انخفاض معدلات التضخم والبطالة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن انضباط الأسعار، وتوافر السلع خلال الفترة الأخيرة، يعطي مؤشرات إيجابية لأداء الحكومة، ويؤكد السير على الطريق السليم، ويُحفز في الوقت نفسه لاستكمال تنفيذ الإصلاحات، والجهد المبذول لتحقيق المستهدفات في العام المالي الجديد.



السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
TT

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

تعكف الرياض والقاهرة على وضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري»، وفق ما أعلنه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي. وهو ما عدَّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «خطوة على طريق تعميق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية».

وقال عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي»، مؤكداً على «العلاقة الاستراتيجية الوطيدة، والتنسيق المستمر بين البلدين».

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التوقيع على تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي» برئاسة الرئيس السيسي، وولى العهد السعودي.

ومنتصف الشهر الماضي، وافقت الحكومة المصرية على قرار تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي». وأوضحت الحكومة في إفادة لها، أن «المجلس يهدف إلى تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».

وعدَّ الإعلامي السعودي، خالد المجرشي، «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري» بمثابة «خطوة تؤكد إمكانية توسيع تكامل العلاقات بين الرياض والقاهرة، في إطار سلسلة من الخطوات التي بدأت قبل نحو عقد من الزمان».

وقال إن «المجلس يأتي في إطار بناء الآلية المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما مع توجيهات رسمية من قادة البلدين لتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري». واستشهد المجرشي بما سبق أن قاله وزير التجارة السعودي، ماجد القصبي، عن تكليفه بتشجيع الاستثمار في مصر.

ونهاية عام 2018، قال القصبي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات «مجلس الأعمال المصري - السعودي»، إنه «تلقى تكليفاً واضحاً من ولي العهد السعودي بأن يعد نفسه وزيراً بالحكومة المصرية سعياً لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين».

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن «وجود مجلس أعلى للتنسيق بين القاهرة والرياض من شأنه تذليل أي عقبات أمام التعاون الثنائي لا سيما أنه برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد»، موضحاً أن «المجلس خطوة لتعميق العلاقات بين السعودية ومصر في مختلف المجالات».

بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة في سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)

وأوضح عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية بالبرلمان)، الدكتور عبد المنعم سعيد، أن «السعودية ومصر هما قبة الميزان في المنطقة، وتعزيز التعاون بينهما ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية»، وَعَدَّ سعيد «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «نقطة بداية لمواجهة التحديات، وتحقيق الاستقرار الإقليمي».

وأضاف: «لا تستطيع دولة عربية واحدة مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أن «تعميق العلاقات السعودية - المصرية من خلال (مجلس التنسيق الأعلى) من شأنه حماية القاهرة والرياض من الأخطار، وأيضاً التنسيق لمواجهة ما يحيط بالمنطقة من تحديات».

وكان وزير الخارجية المصري أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «سيكون مظلة شاملة لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، الشهر الماضي، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، ويحق له عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». والمجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المصرية - السعودية المشتركة».