صخرة الروشة في بيروت تجذب المولعين بالقفز من المرتفعات

جانب من المسابقة (إ.ب.أ)
جانب من المسابقة (إ.ب.أ)
TT

صخرة الروشة في بيروت تجذب المولعين بالقفز من المرتفعات

جانب من المسابقة (إ.ب.أ)
جانب من المسابقة (إ.ب.أ)

تجذب صخرة الروشة الشهيرة في قلب العاصمة بيروت محبي القفز من الأماكن المرتفعة في لبنان والخارج، حيث يقوم العديد من الأشخاص بتجربة القفز منها في موسم الصيف خاصة.
وتعتبر صخرة الروشة أحد المعالم السياحية الأساسية في لبنان، والتي لا تستقطب السياح الأجانب فحسب، بل يقصدها مئات اللبنانيين على مدار السنة لمشاهدتها عن قرب وأخذ الصور التذكارية أمامها، علماً بأنها عبارة عن صخرتين كبيرتين قريبتين من شاطئ منطقة الروشة في بحر بيروت الغربي.
ويمكن لزوار الصخرة القيام بجولات بحرية عبر ركوب القوارب التي تبحر حولها وتعبر في التجويف الموجود فيها.
وفي نهاية الأسبوع الفائت، تحولت بيروت إلى عاصمة رياضة القفز في المياه لثلاثة أيام متتالية، إذ شهدت الجولة الخامسة من أصل سبع جولات من بطولة «ريد بُل للقفز في المياه» من المرتفعات لعام 2019 من على صخرة الروشة الشهيرة.
وشارك في الجولة رياضيون أجانب، وأحرز البريطاني غاري هانت (35 سنة) المركز الأول لدى الرجال بفارق 40 نقطة عن وصيفه الأميركي ديفيد كولتوري.
بينما أحرزت الأوسترالية ريانان إيفلاند (27 سنة) المركز الأول لدى السيدات وبفارق 54 نقطة عن وصيفتها المكسيكية إدريانا خيمينيس.
ورغم أن محبي السباحة والقفز من الأماكن المرتفعة كثيرون، فإن القفز من صخرة الروشة هذه، ليس بالأمر السهل ولا يمكن لأي شخص القيام بهذه التجربة، لأن القفز من المرتفعات تعتبر رياضة لها قوانينها وطرق معينة لممارستها بطريقة سليمة، بحسب المدير التنفيذي للجولة الخامسة من بطولة القفز في المياه العالمية في لبنان، طوني مبارك.
ويبلغ ارتفاع صخرة الروشة 36 متراً، وهنالك الكثير من الغطاسين الذين يتدربون لسنوات بهدف القفز من هذا الارتفاع، بحسب ما قاله مبارك لـ«الشرق الأوسط». وأضاف: «لكن لا يمكن لأي كان القفز من الصخرة هذه، فهناك طرق علمية لممارستها لتفادي أي إصابات».
وأوضح مبارك أن الجولة الخامسة للمسابقة الدولية التي أقيمت في لبنان تخللتها قفزات استعراضية، حيث قفز الرجال من 27 مترا والنساء من 21 متراً فقط. وتابع: «الرياضيون الذين شاركوا بالحدث هم أصحاب خبرات عالية وبدأوا بالتدريب على القفز منذ كانوا صغاراً». وأشار إلى أن الأشخاص الذين يريدون القفز من صخرة الروشة يتدربون قبل ذلك على القفز من ارتفاعات أقل، تبدأ من خمسة وسبعة أمتار مثلاً، لأن القفز دون أي تدريب قد يعرض حياتهم للخطر.
وأكد مبارك أن هناك الكثير من الحوادث المميتة المسجلة في صخرة الروشة، خاصة أن عمق المياه تحتها تبلغ 7 أمتار كحد أدنى. وأضاف: «القفز من الصخرة إلى المياه يأخذ نحو الثلاث ثواني، بسرعة 85 كلم بالساعة، وملامسة المياه في هذه السرعة موجعة للغاية، وأي خطأ تقني ينجم عنه إصابات جسدية قد تكون شديدة الخطورة».



مصر تستعين بالذكاء الاصطناعي للترويج لمعالمها التاريخية

المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)
TT

مصر تستعين بالذكاء الاصطناعي للترويج لمعالمها التاريخية

المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)

بالتزامن مع مرور 122 عاماً على افتتاح المتحف المصري بالتحرير في نوفمبر (تشرين الثاني) 1902، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن إطلاق مشروع لإحياء التاريخ المصري القديم والترويج للمعالم التاريخية بتجربة تفاعلية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر «الواقع المعزز».

وشهد المتحف المصري بالتحرير احتفالية، الثلاثاء، لإطلاق المشروع الذي يتضمن قطعاً من المتحف وقطعاً من المتحف القومي للحضارة المصرية، وذلك بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار المصرية وشركة «ميتا» العالمية.

ويأتي مشروع «Project Revival» لإحياء التاريخ المصري القديم بتجربة تفاعلية عبر تقنية الواقع المعزز على تطبيق «إنستغرام»، في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للتحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال السياحة والآثار وتحسين التجربة السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، وفق بيان للوزارة.

وخلال الاحتفالية تفقد وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي القطع الأثرية التي تم اختيارها بالمتحف المصري بالتحرير ليشملها المشروع، وكذلك قام بتجربة الفلتر الخاص بإحدى القطع المختارة ومشاهدتها بعد إعادتها إلى شكلها وألوانها الأصلية عندما نحتها المصري القديم عبر فلاتر تفاعلية على تطبيق «إنستغرام».

وزير السياحة والآثار المصري خلال الاحتفالية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار الوزير إلى «أهمية إطلاق هذا المشروع من المتحف المصري بالتحرير الذي يعد أقدم متاحف العالم»، وعدّ «استخدام التكنولوجيا التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بالمتحف المصري بالتحرير وكذلك بالمتحف القومي للحضارة المصرية، إنجازاً كبيراً وذكياً».

وأشار فتحي إلى «استعانة الوزارة بالذكاء الاصطناعي في تنفيذ إحدى الحملات الترويجية؛ مما أثمر نتائج رائعة ولا سيما قدرة الذكاء الاصطناعي على التركيز على الفئة المستهدفة وإلقاء الضوء على نقاط القوة بالمقصد السياحي المصري»، لافتاً إلى أنه سيتم تنفيذ مواد ترويجية خلال الفترة المقبلة مبنية على الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أنه «يوجد لدينا 3 متاحف كبرى، هي المتحف المصري بالتحرير، والمتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، ويتم العمل على خلق نقاط تَمَيز معينة لكل متحف؛ بما يساهم في ثراء تجربة السائح خلال زيارته».

وافتتح المتحف المصري بالتحرير في 15 نوفمبر 1902 بعد تكليف عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو بمهمة الإشراف العلمي عليه، ونقلت إليه العديد من القطع الأثرية والاكتشافات الجديدة في نهايات القرن التاسع عشر، وتبلغ مساحة المتحف 15 ألف متر مربع، بتكلفة وصلت إلى 250 ألف جنيه قبل 122 عاماً، ويضم أكثر من 170 ألف قطعة أثرية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني، وزاره أكثر من 100 مليون شخص منذ افتتاحه، وفق الصفحة الرسمية للمتحف.

وأوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، الدكتور عمرو طلعت، أن «المشروع يأتي ضمن سلسلة طويلة من المشروعات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، وتهدف إلى تعميق تجربة الاطلاع على التراث وإثراء تجربة السائحين في التعرف على جوانب تاريخ مصر العريق».

وخلال الاحتفالية، أبدى المدير الإقليمي لشركة «ميتا» بأفريقيا والشرق الأوسط، فارس العقاد، سعادته لعرض هذه المبادرة الرائدة والتي تسلط الضوء على ثراء التراث المصري، وتُظهر التزام «ميتا» الراسخ بتطويع التكنولوجيا الحديثة للمساعدة في الحفاظ على هذا التراث والترويج له.

مؤكداً أن التعاون مع وزارة السياحة المصرية سيعزز تجربة السائحين في زيارتهم لمتحفي التحرير والحضارة المصرية، وأن هذا المشروع سيكون مصدر إلهام فريداً من نوعه، كما أنه يمثل فرصة للتفكير في نطاق الإمكانيات الواسعة التي يفتحها الترويج السياحي الرقمي المبتكر.

نموذج مركب مقبرة الملك أمنحتب الثاني (المتحف القومي للحضارة المصرية)

وقالت مديرة برامج السياسات والحملات ومجموعة التطبيقات لأفريقيا والشرق الأوسط وتركيا بشركة «ميتا»، شيري زينوريفا، إن هذا المشروع يتضمن جوانب تثقيفية ويمنح العالم فرصة لتجربة القليل من التاريخ المصري من خلال هواتفهم الجوالة بالواقع المعزز.

ويضم المتحف القومي للحضارة المصرية العديد من القطع الأثرية التي تحكي تاريخ الحضارة المصرية عبر العصور، وقد تم البدء في إنشائه عام 2002 في منطقة الفسطاط، عقب حملة دولية تبنتها منظمة اليونيسكو، وتم نقل 22 مومياء ملكية إلى المتحف عام 2021، في موكب مهيب.