العسكريون المتقاعدون يجددون التحرك رفضاً للاقتطاع من رواتبهم

أحدهم أحرق أطرافه الصناعية أمام البرلمان احتجاجاً

العسكريون المتقاعدون في مواجهة القوى الأمنية في وسط بيروت أمس (أ.ب)
العسكريون المتقاعدون في مواجهة القوى الأمنية في وسط بيروت أمس (أ.ب)
TT

العسكريون المتقاعدون يجددون التحرك رفضاً للاقتطاع من رواتبهم

العسكريون المتقاعدون في مواجهة القوى الأمنية في وسط بيروت أمس (أ.ب)
العسكريون المتقاعدون في مواجهة القوى الأمنية في وسط بيروت أمس (أ.ب)

جدّد العسكريون المتقاعدون تحركاتهم الرافضة لفرض ضرائب أو خصم من رواتبهم، وذلك بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس النواب لمناقشة مشروع موازنة عام 2019 أمس، مهددين بالتصعيد إذا لم يتم التراجع عن هذه الإجراءات.
وفيما كانت دعوة من العسكريين الذين اعتصموا في وسط بيروت، للنواب العمداء المتقاعدين للتصدي لما اعتبروه «إجحافاً بحقّهم» واضعين أنفسهم في خدمة الأجهزة الرقابية لوقف الهدر، أقدم أحد العسكريين أُصيب خلال الحرب على إحراق أطرافه الصناعيّة، في رسالة منه إلى النواب المجتمعين.
وفي بيان لهم أكد العسكريون أن «حقوق عائلاتهم خط أحمر»، محذرين «الذين يتطاولون على الجيش وعلى حقوقنا».
وطالب العسكريون بـ«إسقاط أي بند يطال العسكريين والمتقاعدين، وإحالة أي مشروع يتعلق بهم إلى رؤساء الأجهزة العسكرية برئاسة قيادة الجيش، وبمشاركة الضباط النواب مع لجنة من قضاة لبنان الشرفاء، وممثلين عن العسكريين المتقاعدين».
ودعا العسكريون، المسؤولين إلى التوقف عن تضليل الرأي العام، مؤكدين أن «العجز في ميزانية الدولة سببه فساد سلطتكم، وليس قرش اليتيم والفقير والجندي الشريف»، رافضين بصورة قاطعة أي اقتطاع من رواتب الموظفين والعسكريين في الخدمة الفعلية وفي التقاعد، مطالبين بإسقاط كل البنود الخاصة بذلك من مشروع الموازنة، وأن يعلن كل نائب موقفه الواضح بهذا الشأن.
وفيما لفتوا إلى أن هذه الموازنة «الهجينة وغير الدستورية ستشلّ البلاد اقتصادياً باعتراف الخبراء، وستؤدي إلى سقوط الحكومة في أقرب فرصة»، أعلنوا وضع أنفسهم بلا مقابل تحت تصرف الأجهزة الرقابية من قضاء وتفتيش مركزي وحماية مستهلك وأجهزة ناظمة، لوقف مسلسل الهدر والسرقة والفساد في البلاد، ولاستعادة أموال فقراء الشعب المنهوبة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.