السعودية: تعديل «الإسكان» مبادرة الدعم يسهم في زيادة نسب التملك

13 مبادرة أطلقت ضمن الجهود المبذولة لحل مشكلة السكن

تهدف الحكومة السعودية إلى زيادة تملك الأفراد للمساكن من خلال خطة استراتيجية تتضمن عددا من البرامج والمبادرات (تصوير: خالد الخميس)
تهدف الحكومة السعودية إلى زيادة تملك الأفراد للمساكن من خلال خطة استراتيجية تتضمن عددا من البرامج والمبادرات (تصوير: خالد الخميس)
TT

السعودية: تعديل «الإسكان» مبادرة الدعم يسهم في زيادة نسب التملك

تهدف الحكومة السعودية إلى زيادة تملك الأفراد للمساكن من خلال خطة استراتيجية تتضمن عددا من البرامج والمبادرات (تصوير: خالد الخميس)
تهدف الحكومة السعودية إلى زيادة تملك الأفراد للمساكن من خلال خطة استراتيجية تتضمن عددا من البرامج والمبادرات (تصوير: خالد الخميس)

تتسارع خطوات الإصلاح في قطاع الإسكان السعودي من خلال عدد من المبادرات التي أطلقتها وزارة الإسكان السعودية، في الوقت الذي تشهد العملية تحديات تتمثل في زيادة تملك السعوديين، والتي تسعى فيها الوزارة إلى تحقيقها من خلال عدد من البرامج والمبادرات التي تمكن من تملك الأفراد بشكل أسهل من قبل، في حين يظل التضخم في أسعار الأراضي أحد أهم المعوقات التي تواجه تلك البرامج.
وتوقع متخصصان أن تحقق وزارة الإسكان في السعودية جل أهدافها وبرامجها في وقت قريب، فيما يخص القطاع السكني، والوصول إلى نسبة تملك في أوساط المجتمع السعودي، تصل إلى 70 في المائة، وفق مستهدفات رؤية 2030. وقالا إن الوزارة تستمد قوتها من حرص الحكومة على حل مشكلة السكن في أسرع وقت، وبأسلوب علمي، يراعي الطبيعة الخاصة للمجتمع السعودي، ونوعية ما يحتاجه المواطن من منتجات عقارية.
وأكد المحلل الاقتصادي الدكتور عبد الله المغلوث أن الجهود الرسمية المبذولة، لتنظيم قطاع العقار السعودي تبدو إيجابية، وقال «التنظيم الذي فرضته الوزارة، من خلال ما يقرب من 13 مبادرة، والعديد من التشريعات الجديدة، أسفر عن تقدم ملحوظ في ملف السكن، وتوفير المساكن للمواطنين المستحقين للسكن، خاصة أن العديد من هذه المبادرات، كانت بمثابة مطالب ملحة، نادى بها العقاريون والمتخصصون، مثل مبادرة فرض رسوم على الأراضي البيضاء».
ورأى المغلوث أن اهتمام القيادة، ممثلة في وزارة الإسكان، وصندوق التنمية العقارية، «تجاوز ما كان متوقعاً، بل إنه بلغ ذروته في القرار الذي أعلنه برنامج «سكني» أخيراً، بإجراء تعديل على حاسبة الدعم لمستفيدي الوزارة وصندوق التنمية العقارية، وهو ما سيسفر عن التوسع في دائرة المستفيدين من برامج الدعم السكني المقدم من البنوك المحلية وشركات التمويل العقاري، ليشمل من يتجاوز دخلهم 14 ألف ريال (3733 دولارا)».
وتابع: «ما لفت نظري في الأمر، أن وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقاري، لم يترددا في تعديل المبادرات أو التشريعات التي سبق أن تم إقرارها، متى ما ثبت أن في هذا التغيير، إيجابيات، تسهل على المواطن المقتدر أو متوسط أو محدود الدخل، الحصول على سكن مناسب في الشكل والسعر».
وقال: «التعديل في آلية منح الدعم السكني، يدل على أمر مهم، وهو أن الحكومة ماضية فيما عزمت عليه، بحل مشكلة السكن، وتوفير المساكن لجميع المواطنين، وأنها لن تتوانى في اتخاذ أي تشريعات أو قرارات أو مبادرات جديدة، تقرب من هذا الهدف، مهما كان الثمن أو التضحيات».
ومن جانبه، أيد الدكتور محمد القحطاني أستاذ الاقتصاد، المغلوث فيما ذهب إليه، وقال: «يجب الالتفات إلى أن الحكومة أخذت عهداً على نفسها بحل مشكلة السكن، ووعدت بتبني هذا الملف، وتسخير كل الإمكانات المادية والبشرية، لتحقيق الأهداف المرجوة في هذا الإطار، واليوم تفي الحكومة بوعدها، وتجري تعديلا أثلج الصدور، على آلية الدعم السكني، متحملة من وراءه الكثير من الأموال»، مشيراً إلى أن «رؤية 2030 حددت جميع الأهداف المأمول تحقيقها، فيما يخص قطاع السكن، وها هي تقترب من تحقيق ما أعلنت عنه». وقال: «حرص الحكومة على تقديم الدعم السكني للغالبية العظمى من الأفراد، جعلها اليوم تعيد النظر في مواصفات المستحقين لهذا الدعم، وتعديل بنود، تزيد من أعداد المستحقين للدعم السكني»، مبينا أن «التعديل في آلية الدعم السكني، سترفع نسبة الدعم الشهري للمستفيدين من أصحاب الدخل الشهري، أكثر من 14 ألف ريال (3733 دولارا)، وذلك بشكل تدريجي بمعدل 5 في المائة لكل ألف ريال (زيادة في الراتب، بدلاً من خفض الدعم مباشرة من 100 في المائة إلى 35 في المائة حسب المعمول به في السابق، الأمر الذي سينعكس على حركة سوق العقار، وإحصاءات تملك المساكن».
وتابع القحطاني: «لا أبالغ إذا عبرت عن تفاؤل كبير، بقرب حل مشكلة السكن في السعودية، خاصة مع تتابع المبادرات، التي تعلن عنها وزارة الإسكان فترة بعد أخرى»، مشيراً إلى أن «سلسلة المبادرات الخاصة بتنظيم قطاع الإسكان وتحفيز العاملين فيه، ومساعدة الفئات المستهدفة، لن تنتهي عند حد معين، وأعتقد أن الوزارة ستعلن عن المزيد من هذه المبادرات في الفترة المقبلة، وربما تجري تعديلات في مبادرات تم الإعلان عنها سابقا». وقال: «ما يجعلنا مطمئنين أكثر أن المبادرات تخضع للكثير من المتابعة والدراسة الميدانية قبل الإعلان عنها رسميا، للتأكد من جدواها وتحقيق نتائج تصب في صالح الأهداف المرجوة».


مقالات ذات صلة

«صندوق الاستثمارات» يواصل استكشاف مكامن الفرص السياحية بالسعودية

الاقتصاد افتتاح منتجع «ديزرت روك» في وجهة البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يواصل استكشاف مكامن الفرص السياحية بالسعودية

يواصل «صندوق الاستثمارات العامة» استكشاف مكامن الفرص في قطاع الضيافة والسياحة السعودية، بعد إطلاق عدد من الشركات المتخصصة والمشاريع العملاقة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد أحد فنادق الضيافة في السعودية (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة» يطلق شركة تطَور علامات ضيافة سعودية جديدة

أطلق صندوق الاستثمارات العامة، الثلاثاء، شركة إدارة الفنادق (أديرا) التي تتخصص بإدارة وتشغيل الفنادق، مع المزج بين أعلى المعايير للقطاع وأصالة الضيافة السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص وضعت السعودية كثيراً من المبادرات لمكافحة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) play-circle 01:48

خاص «فاو»: شح التمويل والنزاعات يهددان الأمن الغذائي في الشرق الأوسط

قدّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) التمويل المطلوب لمشروعات الزراعة في المنطقة بـ500 مليون دولار سنوياً.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد أحد المصانع في السعودية (واس)

الإنتاج الصناعي السعودي يعاود ارتفاعه في أكتوبر مدعوماً بنمو الأنشطة الاقتصادية

تحوّل الإنتاج الصناعي في السعودية للارتفاع مدعوماً بنمو الأنشطة الاقتصادية بصفة عامة وزيادة إنتاج النفط، وفق بيانات أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ترحيب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مراسم استقبال لمناسبة وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض (أ.ف.ب)

ستارمر يدفع من الرياض بالاستثمارات إلى المدن والمناطق في المملكة المتحدة

يُجري رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، محادثات رسمية في السعودية، اليوم، تتعلق بتوسيع الشراكات القائمة بين البلدين خصوصاً التجارية عبر زيادة الاستثمار.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».