هل ينجح مانشستر سيتي في الفوز بدوري الأبطال الموسم المقبل؟

الفريق يملك مدرباً فذاً ولاعبين من طراز عالمي ولا ينقصه شيء لتحقيق هدفه

فريق مانشستر سيتي الفائز بالثلاثية المحلية الإنجليزية لا ينقصه شيء للمنافسة على اللقب الأوروبي
فريق مانشستر سيتي الفائز بالثلاثية المحلية الإنجليزية لا ينقصه شيء للمنافسة على اللقب الأوروبي
TT

هل ينجح مانشستر سيتي في الفوز بدوري الأبطال الموسم المقبل؟

فريق مانشستر سيتي الفائز بالثلاثية المحلية الإنجليزية لا ينقصه شيء للمنافسة على اللقب الأوروبي
فريق مانشستر سيتي الفائز بالثلاثية المحلية الإنجليزية لا ينقصه شيء للمنافسة على اللقب الأوروبي

قد يشعر المرء بالدهشة عندما يعرف أن المراهنات على فوز مانشستر سيتي بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل تصل إلى نسبة 4 إلى واحد، حيث يرى معظم المراقبين أن الفريق المتوج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هو الأوفر حظاً للفوز بدوري أبطال أوروبا، ثم يأتي بعد ذلك برشلونة الإسباني بنسبة 6 إلى واحد، ثم ليفربول وريال مدريد ويوفنتوس.
وقد يبدو الأمر مفاجئاً للوهلة الأولى، خصوصاً أن مانشستر سيتي لم يصل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا من قبل، في الوقت الذي وصل فيه ليفربول إلى المباراة النهائية في آخر نسختين، ونجح في الحصول على اللقب الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه بعد فوزه على توتنهام هوتسبير الموسم الماضي. لكن السؤال الآن هو: ما الذي يدفع هؤلاء للرهان على مانشستر سيتي، بعيداً عن كثير من الأموال التي سينفقها الفريق على تدعيم صفوفه بعدما نجح في الفوز بالثلاثية المحلية الموسم الماضي؟
ورغم أن هذا الإنجاز غير المسبوق قد أثبت أن مانشستر سيتي بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا هو الأفضل في إنجلترا، فإنه تجب الإشارة أيضاً إلى أن الفريق قد حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق نقطة واحدة فقط عن ليفربول، وأنه عندما التقى مانشستر سيتي بليفربول وجهاً لوجه في دوري أبطال أوروبا قبل موسمين كانت النتيجة في مصلحة ليفربول بشكل واضح.
ويُعتبر غوارديولا هو أفضل مدير فني في العالم في الوقت الحالي، وعندما انضم اللاعب الإسباني رودري إلى مانشستر سيتي الأسبوع الماضي قادماً من أتلتيكو مدريد، أصبح ببساطة أحدث لاعب ينضم إلى كتيبة النجوم الرائعين الذين تمادوا في الحديث عن شرف العمل مع هذا المدير الفني الرائع الذي قاد برشلونة الإسباني لتحقيق نتائج استثنائية قبل عقد من الزمان. لكن رغم أن مانشستر سيتي قد تعاقد مع غوارديولا خصيصاً بفضل خبراته الكبيرة على الساحة الأوروبية، فإن آخر نهائي للمدير الفني الإسباني في دوري أبطال أوروبا كان في عام 2011.
ومنذ ذلك الحين، وصل المدير الفني الألماني يورغن كلوب إلى المباراة النهائية بدوري أبطال أوروبا 3 مرات، حتى لو خسر في اثنتين منها. ولن يختلف كثيرون مع ما قاله رودري بأن مانشستر سيتي يعد أكثر الأندية التي يخشاها الجميع في أوروبا، وربما هو واحد من أفضل ناديين أو 3 أندية في القارة. لكن بمناسبة الحديث عن عامل الخوف، فإن ما حدث لبرشلونة على ملعب آنفيلد في مايو (أيار) الماضي عندما خسر العملاق الكاتالوني برباعية نظيفة، يثبت أن ليفربول يعد أيضاً من بين أكثر الأندية التي تتمنى أكبر الأندية الأوروبية تجنب مواجهتها.
لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن الأندية الإنجليزية ستهيمن على البطولات الأوروبية كما كانت الحال الموسم الماضي، لأنه يتعين على الجميع أن ينتظر لمعرفة كيف سيعزز كل من برشلونة وريال مدريد صفوفهما استعداداً للموسم الجديد، قبل المراهنة بمبالغ مالية كبيرة على الفريق المتوقع فوزه بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. ومن المؤكد أن برشلونة سيكون أكثر قوة بعد التعاقد مع النجم الفرنسي أنطوان غريزمان، ناهيك بالعودة المحتملة للبرازيلي نيمار، كما عزز ريال مدريد صفوفه بعدد من اللاعبين، على رأسهم النجم البلجيكي إيدن هازارد، ومن المؤكد أنه سيظهر بشكل مختلف الموسم المقبل تحت قيادة المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان.
ربما يشعر المراهنون بأن مانشستر سيتي سيركز بشكل كامل خلال الموسم المقبل على دوري أبطال أوروبا، وسيبذل قصارى جهده للحصول على هذه البطولة الغائبة عن خزينة بطولاته، بالطريقة نفسها التي سيركز بها ليفربول على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي لم يحصل عليه منذ 30 عاماً. إنه افتراض معقول ومنطقي، لكن كرة القدم لا تسير بهذه الطريقة، خصوصاً عندما تشارك الأندية الإنجليزية في المسابقة.
ومن الممكن أن تعكس حظوظ مانشستر سيتي في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا المكانة التي وصل إليها الفريق الإنجليزي بين أندية النخبة في أوروبا، خصوصاً بعدما أثبت الفريق أنه قادر على حصد البطولات واحدة تلو الأخرى، وأنه يمتلك المدير الفني واللاعبين والأموال والخبرات التي تمكن الفريق من التطور بصورة أكبر. وفي الحقيقة، كان مانشستر سيتي يتحرك في سوق انتقالات اللاعبين بشكل أكثر سلاسة من منافسيه الإسبان على مدار العام الماضي أو نحو ذلك، وفي ظل التحسن الذي طرأ على مستوى الفريق خلال المواسم الثلاثة الماضية قد يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يهيمن الفريق على الساحة الأوروبية أيضاً.
هذه هي النظرية في الوقت الحالي، على أي حال. أما في إنجلترا على الأقل، فيتعين على كلوب ولاعبيه أن يثبتوا عكس ذلك. ويمكن للمرء أن يؤكد أن التحسن الذي طرأ على مستوى ليفربول في الفترة الأخيرة لا يقل عن نظيره في مانشستر سيتي.
وخلال الموسم الماضي، كان مانشستر سيتي وليفربول هما الأفضل في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن المتوقع أن يتكرر الأمر نفسه الموسم المقبل، وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا سيتغير الأمر على الصعيد الأوروبي؟ ربما يرى البعض أنه من غير المحتمل أن يصل ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي، لكن في المقابل فإنه من الغريب أن يكون مانشستر سيتي هو المرشح الأبرز للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا رغم أنه لم يصل إلى المباراة النهائية للبطولة من قبل!


مقالات ذات صلة

غوارديولا: لن أرحل في هذه الظروف... لست نادماً على تمديد عقدي

رياضة عالمية خرج سيتي بالفعل من كأس الاتحاد الإنجليزي ويحتل المركز 22 في جدول دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوارديولا: لن أرحل في هذه الظروف... لست نادماً على تمديد عقدي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه لا يشعر بأي ندم بعد تمديد عقده لمدة عامين رغم معاناة الفريق الحالية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية تعديلات في مواعيد مباريات «البريميرليغ» هذا الأحد (رويترز)

لماذا ستلعب مباراتان بـ«البريميرليغ» الأحد في الساعة 7 مساءً؟

حدّدت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز مباراتي كل من تشيلسي ضد برينتفورد، وتوتنهام ضد ساوثهامبتون في الساعة 7 مساءً بتوقيت غرينتش يوم الأحد.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية ترينت ألكسندر أرنولد لاعب ليفربول (أ.ف.ب)

ألكسندر أرنولد: مانشستر سيتي ما زال في سباق «البريميرليغ»

يرفض ترينت ألكسندر أرنولد استبعاد مانشستر سيتي من سباق اللقب على الرغم من استمراره في سلسلة النتائج السيئة.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية غوارديولا قال إنه بحاجة إلى لاعبين جدد (أ.ب)

غوارديولا: مشاكل السيتي سببها «الجدول»

أعرب جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، عن اعتقاده بأنه سيكون بحاجة للاعبين أكثر بالفريق من أجل التعامل مع المباريات.

رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».