تعرَّف على السمات الشخصية للطفل الأوسط

الطفل الأوسط لا يحظى أبداً باهتمام حصري من والديه (فيسبوك)
الطفل الأوسط لا يحظى أبداً باهتمام حصري من والديه (فيسبوك)
TT

تعرَّف على السمات الشخصية للطفل الأوسط

الطفل الأوسط لا يحظى أبداً باهتمام حصري من والديه (فيسبوك)
الطفل الأوسط لا يحظى أبداً باهتمام حصري من والديه (فيسبوك)

لطالما اهتمّ الباحثون بالأثر المحتمل لترتيب الولادة بين الإخوة على شخصياتهم، وغالباً ما يتفقون على السمات النموذجية للطفل الأول والأخير أكثر من الطفل الأوسط. وتتراوح سمات الطفل الأوسط بشدة من شخص لا يقلق أو ينزعج بسهولة إلى شخص يسعى إلى لفت الانتباه باستمرار.
ولكن هل ترتيب ولادة الطفل بين أشقائه له تأثير حقاً؟
يقول رالف هيرتفيج، مدير مؤسسة «ماكس بلانك» للتنمية البشرية في برلين: «هناك المزيد من الدراسات التي تشير إلى أن ترتيب ولادة الطفل بين أشقائه له أثر قليل نسبياً على السمات الشخصية للطفل، إنْ وُجدت على الإطلاق».
وعلى الجانب الآخر، يستشهد بدراسة تُظهر «تبايناً في توزيع الموارد الأبوية مثل الوقت والمال»، وعادةً ما يستثمر الآباء أقل في الطفل الأوسط. وهذا كله أمر طبيعي وليس نتيجة لقرار واعٍ من جانب الآباء. ويوضح هيرتفيج: «الطفل الأوسط لا يحظى أبداً باهتمام حصري من والديه»، على عكس الطفل الأكبر في المرحلة الأولى من التطور و«رضيع» العائلة عندما يكبر أشقاؤه ويتركون المنزل. غير أنه يصعب تحديد تداعيات هذا الأمر. ويتابع: «بعض الدراسات أظهر أن ارتباط الطفل الأوسط بأسرته، خصوصاً في فترة البلوغ، أقل قوة (من الطفل الأول والأخير)»، مضيفاً أن هناك دليلاً أيضاً على أن الطفل الأوسط لديه تقدير ذاتي أقل.
ويعتقد المعالج النفسي والمؤلف فولفغانغ كروجر، أن هذا الوضع «للطفل الأوسط يشكّل شخصيته، نظراً إلى أن إيجاد دور له في الأسرة أصعب من الشقيقين الأكبر والأصغر». ويقول: «غالباً ما يتعلمون مراعاة الآخرين والاستجابة لهم»، وهو ما يجعلهم وسطاء جيدين. ويضيف أن نقطة ضعفهم تتمثل في الافتقار إلى الكفاءة ليكونوا «قادة» وان يتبوؤا المقدمة في بعض الأحيان.
ويتابع كروجر: «الطفل الأوسط هو الذي لا يقول شيئاً في البداية ثم يجذب الانتباه بتعليق بارع. ولكن ليس بمقدورهم البقاء بشكل دائم في المقدمة»، ولذلك من المهم على الآباء أن يمنحوهم قدراً من الاهتمام.
وترى نيكولا شميت، وهي صحافية علمية ألمانية ومؤلفة كتاب «الأشقاء كفريق»، أن المكانة الوسطى في ترتيب الولادة بين الأشقاء أمر صحي. وتقول: «لديك شقيق أكبر يمكنك التعلم منه وآخر أصغر يمكنك تعليمه». غير أنه من المستحيل التعميم، نظراً إلى أن الكثير من العوامل تلعب دوراً في العلاقات ما بين الأشقاء.



«جائزة الشجاعة» لفتاة في التاسعة «أهدت» جدّتها عمراً جديداً

الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
TT

«جائزة الشجاعة» لفتاة في التاسعة «أهدت» جدّتها عمراً جديداً

الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)

مُنحت «جائزة الشجاعة» إلى فتاة رأت أنَّ جدتها تعاني سكتةً دماغيةً، فطبَّقت تعليمات حفظتها من أجل إنقاذها. وأدركت صفاء حسين، البالغة 9 سنوات، من شيبلي بغرب يوركشاير بإنجلترا، الأعراض التي ينبغي الانتباه إليها بعدما تعلّمتها في المدرسة الابتدائية؛ فحصلت على شهادة تقدير من عمدة مدينة برادفورد ضمن حفل استقبال خاص. كما كُرِّمت المُساعِدة في التدريس، هيلين ماثيوز، التي أدارت درس الإسعافات الأولية خارج المنهج الدراسي.

وقال رئيس بلدية المدينة بيف مولاني: «إنه لأمرٌ عظيم أن نعترف بشجاعة صفاء والتعليم الممتاز الذي تلقّته، مما سمح لها باتخاذ إجراءات للمُساعدة في إنقاذ جدّتها. أحسنت صفاء بحفاظها على هدوئها وتقديمها المُساعدة». تغيَّبت صفاء عن المدرسة، وأقامت مع جدّتها ماري شيخ (79 عاماً)، بينما كانت والدتها في العمل.

علَّقت الصغيرة: «عندما جلستُ على سريرها، حاولت تقديم بعض الطعام لها، لكنها لم تستطع تناوله. جرّبتُ كل ما قالته السيدة ماثيوز، وكنتُ أعلم أنها أُصيبت بسكتة دماغية». وتابعت: «اتصلتُ بأمي وقلتُ لها: (عليكِ الاتصال بسيارة إسعاف. جدّتي مصابة بسكتة دماغية)؛ ففعلت ذلك». أخذت سيارة الإسعاف، شيخ، إلى مستشفى برادفورد الملكي حيث تلقَّت علاجاً مُنقذاً للحياة. أضافت صفاء: «كانت سكتة دماغية مخيفة. أشعر بالسعادة والحماسة لأن جدّتي لا تزال بيننا».

شهادة تقدير على العمل البطولي (مواقع التواصل)

بدورها، روت والدتها، عائشة شيخ (49 عاماً)، أنها تركت ابنتها مع والدتها، وبعد 40 دقيقة تلقَّت المكالمة الهاتفية. وقالت: «دعتني قائلة إنّ جدّتها في حالة سيئة وتعرَّضت لسكتة دماغية. قلتُ لها: (ماذا تعنين؟ أنت في التاسعة، كيف عرفتِ أنها أصيبت بسكتة دماغية؟)، فأجابت: (قدَّمتُ لها نوعاً من الإفطار ولم تستطع تناوله. وأيضاً كان وجهها شاحباً ولم تستطع التحدُّث. إنها بطلتنا الصغيرة. لقد أنقذتها. لم تكن لتنجو لولا ذلك». وتابعت: «ولولا الآنسة ماثيوز أيضاً التي لقّنتها الإرشادات».

أما ماثيوز فأكدت أنّ أحد أدوارها كان تعليم الإسعافات الأولية من السنة الأولى حتى السادسة: «إنه ليس جزءاً من المنهج الوطني، لكننا نعتقد أنه من الجيّد تعليم الأطفال». وأضافت أنّ أحد الأشياء التي علّمتها كانت أهمية «الساعة الذهبية» وكيفية التصرُّف خلالها: «قال المسعفون إنّ هذا ما أنقذ الجدّة، لأنّ صفاء أنجزت دورها بسرعة، ونحن فخورون بها».