ممدوح سالم: ضوابط احترافية ونقلة نوعية في مهرجان الفيلم السعودي بدورته الثالثة

بدأ ورشة عمل لإعطاء الفرصة لتقديم أفكار جديدة من الشباب

اجتماع الإعداد للمهرجان
اجتماع الإعداد للمهرجان
TT

ممدوح سالم: ضوابط احترافية ونقلة نوعية في مهرجان الفيلم السعودي بدورته الثالثة

اجتماع الإعداد للمهرجان
اجتماع الإعداد للمهرجان

كشف مدير مهرجان الفيلم السعودي المخرج ممدوح سالم، عن أن هناك الكثير من الأفكار المقترحة والخطوات التجديدية، والتي تحمل في مضمونها رغبة التطوير، سوف يشاهدها المتابع لدورة المهرجان والتي تحمل رقم 3، والمنتظر أن يجري خلال الفترة القليلة المقبلة فتح المجال لاستقبال طلبات المشاركة للراغبين في طرق أبواب الفن السابع.
وأشار ممدوح سالم إلى أن اللجنة المنظمة لمهرجان الفيلم السعودي لرغبتها الأكيدة في عملية التطوير واستقبال كل الأفكار، وخصوصًا الشبابية منها، عمدت إلى إقامة «ورشة» عمل في مدينة جدة أخيرًا، وهي بادرة جديدة من قبل لجنة المهرجان، لتأكيد الاهتمام بشريحة الشباب، فهم بمثابة العمود الفقري لكل نجاح للمهرجان، لهذا السبب أردنا من خطوة تلك «الورش» التي غلب عليها الطابع الشبابي، أن يكون لهؤلاء الشباب اليد الطولى في القرار وتشكيل الآلية الجديدة للمهرجان في دورته الثالثة، وبذلك سنعطيهم الفرصة لتقديم المزيد من آفاق النجاح، فنحن حين بدأنا مسيرة المهرجان سعينا إلى الاستثمار في هؤلاء الشباب من خلال فتح نوافذ صقل مواهبهم من خلال مهرجان الفيلم السعودي، وقد تقرر تكرار هذه الورش مرتين أخريين، قبيل البدء في استقبال طلبات المشاركات، حيث يعمل الجميع بروح واحدة ورتم متسارع لتطوير الدورة الثالثة لمهرجان الفيلم السعودي، وهو الأمر الذي سيلاحظه المتابع والمشاهد في دورة المهرجان الجديدة.
وعن مدى صحة الأقاويل والتي تؤكد أن الضوابط المتبعة للمشاركة في المهرجان ستحمل الكثير من التغييرات، قال: «مجال المشاركة مفتوح ومتاح، ولكن ستكون حسب المعايير الجديدة التي جرت إضافتها لهذه الدورة، حيث تم فتح المجال في الدورة الثالثة لمشاركة المحترفين، بعد أن كانت في الدورات السابقة تقتصر المشاركات على الهواة فقط، وبالتالي وضعنا ضوابط أكثر صرامة لمشاركة المحترفين، أما بالنسبة للهواة، فنحن عمدنا أن نفصلهم عن المحترفين، لهذا لن يكون شروط مشاركة الهواة مختلفة عن الدورات السابقة للمهرجان. ومنها أن يكون المخرج من مواطني أو مقيمي المملكة، وأن يطرح الفيلم ظاهرة أو قضية اجتماعية تعبر عن البيئة المحلية أو الخليجية أو عن الهوية الإسلامية، وأن يكون مستقلا بذاته، وأن يمتلك المشارك ملكية حقوق الفيلم الفكرية والتجارية، وأن تتوفر في الفيلم عناصر جودة الصوت والصورة بالشكل الذي يسمح بعرضه بشكل لائق.



طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».