مصر: «الإخوان» أساس كل التنظيمات المتطرفة في العالم

TT

مصر: «الإخوان» أساس كل التنظيمات المتطرفة في العالم

قالت مصر إن « التنظيمات التكفيرية كافة تنبع من المصدر الآيديولوجي المتطرف ذاته الذي أسسه تنظيم (الإخوان)»، مؤكدة ضرورة مواصلة جهود التصدي للإرهاب بأشكاله ومظاهره كافة دون تمييز.
ودعت مصر خلال اجتماعات «مجموعة عمل استراتيجية الاتصال التابعة للتحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» في العاصمة الأميركية واشنطن، إلى «ضرورة توسيع مجال مواجهة الخطاب (الداعشي) ليشمل التصدي لمفهوم الإرهاب الأوسع، والتعامل مع الأطراف المُحرضة والمُروجة للأفكار والأنشطة الإرهابية، بما في ذلك أي دولة تتيح منابرها الإعلامية والسياسية لنشر الآيديولوجيات المتطرفة والإضرار بالمجتمع الدولي ككل».
وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الذي ترأس وفد بلاده في الاجتماعات، أمس، إن «مصر أكدت أن ما تحقق حتى الآن من انتصارات ميدانية ضد (داعش) لا ينبغي اعتبارها هدفاً نهائياً، والسبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب بشكل نهائي يتمثل في تبني مقاربة دولية موحدة حول المواجهة الشاملة للتنظيمات الإرهابية على الصعد كافة، في ظل شبكة الدعم والمصالح المُتبادلة التي تجمع تلك التنظيمات».
وسبق أن أشارت دراسة دولية لـ«مركز الدين والجغرافيا السياسية» في بريطانيا، أبريل (نيسان) عام 2016، بأن «50 في المائة من (المتطرفين) لديهم روابط بتنظيم (الإخوان) أو بتنظيمات مرتبطة به».
في السياق ذاته، قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، إن «تنظيم (الإخوان) أصل بذور التطرف في العالم، وتبنى لغة المعارضة الهدامة، وحرض على إراقة الدماء»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «التنظيمات الإرهابية على شاكلة (الإخوان) تعشق سفك الدماء، وتؤول الآيات القرآنية لتبرير أفعالها، وشرعنة الجرائم التي ترتكبها».
وذكر حافظ في تصريحات له أمس، أن «وفد مصر استعرض خلال اجتماعات واشنطن، المقاربة المصرية الشاملة لمواجهة الإرهاب بأبعادها الأمنية والتنموية والفكرية، كما تم التركيز على الجهود الوطنية المبذولة على صعيد المواجهة الفكرية، وفي مقدمتها جهود تنفيذ مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد وتقويم الخطاب الديني، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه كل من الأزهر ودار الإفتاء المصرية، فضلاً عن استعراض الجهود التي يضطلع بها مرصدا (الأزهر) و(دار الإفتاء) في رصد وتفنيد المفاهيم المغلوطة للنصوص الدينية، التي تروج لها الجماعات الإرهابية لتبرير أفعالها وتجنيد الشباب في صفوفها». من جانبه، قال رسمي عجلان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنظيمات الإرهابية تربت على كتب سيد قطب (مفكر تنظيم الإخوان)، وجميعها تعتبر قطب مثلاً أعلى ونموذجاً يحتذى به، وعلى رأسهم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم (القاعدة) الإرهابي، وسبق أن أكد يوسف القرضاوي (الذي يوصف بالأب الروحي لـ«الإخوان») المقيم في قطر، في تصريحات سابقة له، أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم (داعش)، كان من المنتمين لـ(الإخوان)». وأكد متحدث الخارجية المصرية: «استمرار مصر في دعم مجموعة عمل استراتيجية الاتصال انطلاقاً من خبراتها المكتسبة في مجال مكافحة الإرهاب، فضلاً عن المكانة الرفيعة التي تتمتع بها مؤسساتها الدينية على صعيد التعريف بسماحة ووسطية الدين الإسلامي الحنيف، والتصدي للأفكار والآيديولوجيات المُتطرفة للجماعات الإرهابية».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم